عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-24, 03:35 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2021
العضوية: 12043
المشاركات: 745 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.61 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 5
نقاط التقييم: 10
السليماني على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
السليماني متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السليماني المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

تجلت المروءةُ وصُنْعُ المعروفِ من سيدنا موسى الكليم نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة حينما سقى لابنتي شعيبٍ وبلا أجرة مع أنه كان في شدة الحاجة مفتقرٌ إلى عطاءِ الله وفضله، قال الله تعالى عنه: ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص 23 :24]، وهو الذي طَعِمَ ورق الشجر وكان في مخمصةٍ وفاقةٍ لكنه مع ذلك لم يشترطْ ولم يؤجل المروءةَ والشهامةَ ولم يُقَايِضْ عليهما مالاً أو مقابل [وكان لم يذق طعاماً منذ سبعة أيام ولُصِقَ بطنُهُ بظهره، قال ابن عباس: وكان قد بلغ به الجوع وأخضر لونه من أكل البقل في بطنه] (أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي / الجامع لأحكام القرآن ص 269 / ج6 بتحقيق هشام سمير البخاري 2003م دار عالم الكتب / الرياض - بانتقاء)، ووافاه فضل الله بعد ذلك حينما رجعت إليه إحدى ابنتي شعيب قائلةً: ﴿ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ [القصص: 25]،


فقد أغاثهما موسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بلا مقابل ولم يطلب أي شئٍ بل إنه تولى عنهما بعد أن أدى واجبه، وهذا دأْبُهُ ودَأْبُ الأنبياء والصالحين، قال الله تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ﴾ [الأنبياء جزء الآية 73].



استعراضٌ لبعض صور الإغاثة:

ومن الناس من دَقَّ الفقر عُنَقَهُ وافترسه بأنيابه وفوَّتَ عليه جمال الحياة فهو يحتاج إلى من يُغيثُهُ بمطعمٍ أو ملبسٍ أو نفقةٍ تُعِينُهُ على مَسْغَبَتِهِ، ومن الفقراء أقوام جَلَّلَهم الدَّيْنُ بقَتَارِ الهَمِّ والانكسار والذل فهم أحوج الناس إلى صنع المعروف من أصحاب الديون أو ممن يَرِقُّونَ لبلواهم ويغيثونهم من الأغنياء وأهل النشب.



ومن الناس من يحتاج إلى الجاه ليقضي به مأربَه ويصل به إلى مبتغاه ومن يغيثه بالشفاعة الحسنة فله نصيبٌ من أجرها، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أنه قال:

(كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا جاءَه السائلُ أو طُلِبَتْ إليه حاجَةٌ قال: اشفَعوا تؤجَروا ويَقضي اللهُ على لسانِ نبيِّه "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم" ما شاء) (صحيح البخاري 143).



ومن الناس قوم أهل سذاجة ٍوهم دوماً بحاجة إلى علمٍ وتعليمٍ، ومن مروءة العلماء والدعاة أن يصبروا عليهم ويتخيرون من بدائع الأساليب ما يبهج خواطرهم ويفتح مداركهم فيتعلمون ما يصلح الله به حالهم في العاجلة والآجلة.



وهناك استغاثاتٌ كاذبةٌ جائرةٌ ظالمةٌ تفنَّنَ أهلُهَا في التشكِّي الدائمِ وتراهم يظلمون الناس ثم يهْرَعُونَ بعد ذلك طالبين الغوث كأنهم مظلومون، ويكاد العقلاء يعرفونهم في لحن القول وبما يشيعه الناس عنهم، وهم طبقةُ الختَّالِينَ على المجتمع


حيث يقوم أحدهم بضربِ الناس وإيذائهم ثم يسارع بطلب الغوث من دوائر الإنقاذ والإجارة بين الناس بتجهيز تقريرٍ طبيٍّ وتلفيق تهمٍ باطلةٍ لأناس ليس لهم في هذه المواهب أدنى نصيب!.



وأخيراً:


نقرر مع الأسف بأن بعض المعاني الرائعة قد تاهت وانزوت منَّا في زحمة الحياة لتَخْلُفَهَا سماتٌ ونعوتٌ برزتْ كرؤوس الشياطين، وها هي السلبيةُ المميتةُ لكلِّ معنى نبيلٍ أضحتْ سيدةَ كثيرٍ من المواقف التي تَعْرِضُ للمارَّة في الطريق وتستدعي همَّةَ المروءةِ والشَّهَامَةِ وإغاثة الملهوف ولسنا غرباء عن بعضنا فهذا الدين العظيم يجمعنا ويؤلف بين أشتاتنا، وإلا فالوطنية الضامَّةُ لكلِّ أبناء الوطن الواحد بالميزان العادل بين الحق والواجب.



هناك حالاتٌ لا تفتقر إلى بطاقةِ دعوةٍ من الملهوفين ضدَّ من يُؤذي أو يَضرب أو يُسئ إلى الناس، وإنما يحتاج الأمر إلى عينِ صقرٍ يراها على حقيقتها ويتصرف معها سِرَاعاً بما يُمْلِيهِ عليه ضميرُهُ من كلامٍ أو نصحٍ أو أمرٍ بالمعروف أو نهيٍ عن المنكر أو عطاءٍ لمحتاجٍ أو نجدةٍ لمريضٍ أو مكروبٍ.. ألا فلنكن أماناً على بعضنا وغوثاُ من كل ما يحيق بنا، ولنكن يقظةً سامعةً لصرخة مكلومٍ أو أنَّةِ مريضٍ أو زَفْرَةِ محتاجٍ، ولنكنْ مُواسين للجراحِ خفافاً في نجدةِ العَاني ومن تردَّتْ به أحوالُ الحياةِ على شتى الصور.



هكذا يكون أفراد المجتمع وهم يعبرون عن صدق إيمانهم على أساسٍ دينيٍّ، وقد جربَتْ البشريةُ جميع أسباب العطاء وإغاثة الملهوف وصنائع المعروف فوجدناها غُثَاءً وهباءً، لا تقوم لها على الحقيقة في ذرا المجد قائمةً لكونها على غير أساس الدين قامتْ بَيْدَ أنها وجدت من يحميها ويُحْسِنُ تسويقها بين الناس.



ومن الإحسان والصدق والإنصاف وعدم الإرجافِ أن نبنيَ حضارتنا في ميدان السلوك على أساس القرآن والسنة فهما الركن الأوفي لكل خيرٍ وسلامةٍ في الدنيا والآخرة.



ونسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين إلى فعل صنائع المعروف وإغاثة الملهوف.



منقول










توقيع : السليماني

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)

قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لا ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة


مدونة لنشر العلم الشرعي على منهج السلف الصالح


https://albdranyzxc.blogspot.com/

عرض البوم صور السليماني   رد مع اقتباس