عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-25, 04:20 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2021
العضوية: 12043
المشاركات: 903 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.71 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 5
نقاط التقييم: 10
السليماني على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
السليماني متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السليماني المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

إن ضوابط الشريعة تمنعنا من التجاوز والتعدي، قد يتجاوز هؤلاء الكفرة والطغاة والمجوس بالقتل؛ لأن دينهم قام على معاداة الغير، ولكن إذا تجاوز المسلم فإنه يُنبَّه ويُنصَح وإن خرج على الدين وجماعة المسلمين وإمامهم فإنه يُعاقَب..



تتدمر بلدان المسلمين اليوم بالثورات والتفجير والتكفير وإراقة الدماء بلا عقلٍ ولا رويّة، وبتعجلٍ وهمجيةٍ، وإضعافٍ للأمة، وتشويهٍ للجهاد، وتعطيلٍ لنصوص الشرع وتأويلٍ وغلوٍّ واستهانةٍ بالدماء، يقول -نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-: "لا يزال المرء في فُسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا" (رواه البخاري).



وديننا جاء بمراعاة المصالح والمفاسد في الجهاد والعمل لنصرة هذا الدين، بناء لمصالح وقواعد (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) [الأنعام: 108]،


انتهج ذلك -نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- في سيرته الزكية، فترك قتلَ المنافقين الذين كفروا بعد إيمانهم، والقرآن يتنزل بخيانتهم وأفعالهم حتى قبيل موته ورأى في دين الله فسحة بترك قتلهم خشية من مفسدة أن يقول الناس: إن محمداً يقتل أصحابه..

وكان -نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- يُفرِّق بين من نصره وحماه من المشركين، وبين من عاداه وآذاه وآذى أصحابه، وعامةُ الأمة عملت عبر التاريخ بهذا المنهج النبوي.. هذا هو الجهاد المبني على الشرع والعقل والمصلحة، وليس عبث متعجلين براياتهم السوداء أو جنون السفهاء، فالأمة ترى جهاداً حقيقيّاً في فلسطين لتحرير المسجد الأقصى ومقاومة الغاصبين، وترى المرجعية للعلماء ولولاة الأمر في إقامة الجهاد في أي بلدٍ لا أن تقوده العاطفة وتحكمه العجلة، وتشوهه التصرفات الهوجاء بالقتل بآراء تكفيرية غالية أو بالتسرّع في تطبيق أحكام الإسلام وحدوده حسب آرائهم بلا تدرّجٍ، وبطريقةٍ تُنفّر منها الناس وتبغضهم إياها، ودفعٍ بالشباب لمواقع الفتن والسفر إليها ليكونوا في براثن الغلو والانحراف والأسر والمذلة باسم الجهاد..



وارتكاب الكبائر المتُوعَّدُ عليها في القرآن بالوعيد الشديد بالقتل أو الخطف، وسرعةٍ للاختلاف والتفرّق فيما بينهم.. وغسلٍ للأدمغةِ عبر وسائل التواصل ليحّولوهم جنوداً لخلافتهم لا يفكرون بعقل ويتسلطون على أهلهم وأقاربهم مع نزع الرحمة من قلوبهم عياذاً بالله..



فإذا كان -نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- قد قال: "من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عامًا" (أخرجه البخاري)،


فكيف إذاً بدم المسلم والقريب، وبالحديث "الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، أَلَا لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِه" (رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ).



ولما أجارت أم هانئ -نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةا- وهي امرأةٌ رجلاً مشركًا عام الفتح، وأراد أحد الصحابة قتله أخبرته -نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- فقال: "قد أجرنا مَن أجرتِ يا أم هانئ" (متفقٌ عليه).

والله نستغرب كل يوم كيف يوجد مَن يتعاطف مع مثل هذا الفكر رغم غلوّه وخطره ومجانبته للشرع من صغار العقول التي تتلقفه وتنفذ أوامره بلا تفكير، وكأنه لا يوجد ببلادنا علماء ولا نظام، ويأخذون من وسائل التواصل هذه دينهم وجهادهم ولا حول ولا قوة إلا بالله!!










توقيع : السليماني

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)

قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لا ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة


مدونة لنشر العلم الشرعي على منهج السلف الصالح


https://albdranyzxc.blogspot.com/

عرض البوم صور السليماني   رد مع اقتباس