(25) قال الشيخ الإمام ابن تيمية رحمه الله :
(وقد يقولون - يعني هؤلاء الذين يسقطون التكاليف عن طائفة دون طائفة - من شهد الإرادة سقط عنه التكليف ويزعم أحدهم أن الخضر سقط عنه التكليف لشهوده الإرادة)
- بين الشيخ رحمه الله أوجهاً كثيرة من السقط والخلل في طرق السلوك والعبادة التي دخلت على كثير من المسلمين وإن كانت هذه الأوجه والخلل على درجات .
- النظر في كلام الشيخ سواء في هذه الرسالة أو غيرها يجب أن يضبط سياق كلامه على مقصوده وعلى ما يقتضيه سياق الكلام بعامة .
-يتكلم عن الصوفية والتصوف هو منهج اتخذ في العبادة وظهر قديماً في تاريخ المسلمين في عصر التابعين ثم صار يضاف إليه كثير من المنتسبين للزهد والعبادة
ونسب إليه من ليس منتسباً إليه ونسب إليه من انتسب إليه وتسمى به ولكنه لايختص به .
ونسب إليه من انتسب إليه وتمسك باستمساكه وصار هو الهجيراء التي يقولها ويرددها ويرى مشكاة الشريعة منها .
هذه ثلاث درجات من حيث الانتساب :
1) نسب للتصوف من لم يسم نفسه صوفياً فتجدهم في كتب الصوفية يسمون الفضيل بن عياض أو سهل التستري او من هو أشهر في الفقه والعلم كالحسن البصري
ونحو هؤلاء صوفية وهؤلاء ما سمو أنفسهم بالتصوف البتة ولا ينسبون إليه لإن لا يؤتي زيادة .
- ولهذا لما تكلموا في سببه لم يجدوا سبباً زائداً عن الأسباب الشرعية إذا ما قُدر سببه معنى مناسب للشريعة أما إذا قُدر سببه من المعاني التي لاتلائم الشريعة فهذا يقتضي فيه خلاف ذلك .
حتى لو قدر أنه من الصفاء - كما يقدر كثير من الصوفية والناظرين في التصوف -ومن الزكاء
فالكلمات التي جاءت في كتاب الله أبلغ في تحقيق هذا المعنى وهو تزكية النفس وهو أبلغ من صفائها لا يدل على الملاء بخلاف التزكية فهي تدل على الملاء بالخير .
ولهذا شرع الله التزكية ( قد أفلح من زكاها ) ( ولكن الله يزكي من شاء )
فالتزكية شعيرة من شعائر الإسلام وهدي من هدي المرسلين ولما دعا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام - هذا الأمة قال ( ويزكيهم ) التزكية هي الاسم الأشرف وهوأبلغ في المعنى والدلالة من اسم الصفاء .
-فضلاً عن كون التصوف لا ينتسب إلى الصفاء بموجب قواعد اللغة ولاحتى بموجب أسباب الشريعة .
-إذا قدرله المعنى الفاضل -الصفاء - قيل ما جاء في أسماء الشريعة كالتزكية والتقوى والصلاح
((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))؛ متفق عليه
فهذه الأسماء أبلغ في الدلالات وفي تحقيق المقصود وفي القرب من الله وفي ولاية الله وفي اصطفاء الله إلى غير ذلك .
بخلاف غير هذا الاسم فماعرف حتى في قدماء الأمم من أتباع الأنبياء لافي موسى ولاعيسى عليهم الصلاة والسلام ولافي أتباع عيسى من الحواريين 
فماعرف فيهم هذا الاسم .
-وإن كان بعض الناظرين ولاسيما من المستشرقين أو بعض الباحثين من غيرهم يجعلون لذلك أصلاً سابقاً ولو قدر أن هذا الأصل كان كذلك لم يكن في شريعتنا كذلك .
- الأسماء الشرعية دائماً أبلغ من الأسماء الجائزة فمن باب أولى الأسماء المتردد في صحتها فمن باب أولى في الأسماء المشكلة والمؤاخذة .