عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-25, 11:01 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2021
العضوية: 12043
المشاركات: 931 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.72 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 5
نقاط التقييم: 10
السليماني على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
السليماني متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السليماني المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

(27)

- لما كتب الصوفية بعد ذلك كصوفية الحنابلة وهم على مادة التصوف كأبي إسماعيل الأنصاري الهروي صاحب كتاب (منازل السائرين ) الذي شرحه طائفة من الصوفية ومن غيرهم ومن الشروح الفاضلة عليه الشرح الذي كتبه العلامة ابن القيم رحمه الله المسمى ( مدارج السالكين ) .

لكن أبا إسماعيل رحمه الله متصوف وينتسب إلى التصوف صراحة لكنه ليس من غلاة الصوفية بل هو من متوسطي الصوفية وعنده تعظيم بالغ للسنة والآثار وعنده تعظيم لقواعد أهل السنة والجماعة لكن يفوته ما يفوته - وماقد يفوته ما يكون من الحروف ومايكون من المعاني وقد يكون غلطه فيهما .

وهذه جملة لابد من فقهها ولاسيما في مادة التصوف لانهم لايكتبون بمعيار النظر أو بمعيار المنطق

أو نحو ذلك وإنما يكتبون بأحرف الصوفية تارة وبمزاميرها تارة أخرى .

فلما كانوا يكتبون بأحرف الصوفية وبجملها وبكلماتها وبمزاميرها تارة وبالاصطلاحات التي صنعها من صنعها من أعيان الصوفية

صارت هذه المزامير أو المصطلحات أو الكلمات يتأول كل متصوف تحتها ماانتهى إليه نظرة في التصوف والشريعة .

فربما كان ما تحت هذا الاسم عند هذا المتصوف ماهو من مفارقة أصول الشريعة

وربما كان ما تحت هذا الاسم -وهو نفس الاسم الأول الذي استعمله من استعمله استعمالاً غالياً

وربما كان فيه مخالفة ولكنها ليست مفارقة للأصول -وإن كان فيها ترك لما يجب شرعاً .

وقد يقع تحت هذا الاسم المخترع أو تحت هذه المزامير المخترعة من مزامير الصوفية مايكون في الجملة من الكلام الصحيح


لكنه سمي بأسماء محدثة كا يذكرون الفناء والاصطلام والوجد والأحوال ويذكرون جملاً واسعة سواء كانت كلمات مفردة أو أسماء مفردة أو كانت من الجمل المركبة .

والخطأ الذي يقع في بعض من ينظر في كلامهم أو يريد أن يقتدي ببعض فضلائهم في بعض المقامات :


أنه لايفرق بين درجات الصوفية فربما حكم على الأدنى بحكم الأعلى أو بالعكس .

فإذا انتصب من يريد الدفاع عن السنة - ولم يكن من أهل العلم والتحقيق - ربما أخذ سواد الصوفية بقول غاليتهم .

وإذا انتصب للقول من يدعي الرفق أو يدعى الإنصاف - وليس من أهل العلم بالقواعد الشرعية وقواعد الإنصاف والأخلاق - وإنما يتكلم بكلام يلقيه ولايفقه ماتحته من الحقائق راح يتأول الأخطاء البينة والمقاصد البينة في الكلمات وماصرح به من صرح من الضلالات عند غلاة الصوفية فيتأولها على أوجه مناسبة فيكون هذا منافياً للحقيقة

كما أن الأول قد نافى الحقيقة العلمية فضلاً عن أحكام العقل وعن العدل الشرعي .

-لذلك الكلمات التي تقولها الصوفية سواء كانت مفردة أو مركبة إنما تفسر في كل كتاب أو في كل سياق أو في كل طائفة بحسب مايقتضيه سياق هذه الكلمة من كلام المتكلم بها .

- فقد تكلم محي الدين ابن عربي صاحب الفتوحات المكية وصاحب فصوص الحكم بحروف قد تكلم بها أبو إسماعيل الأنصاري الهروي وتكلم بها أبو حامد الغزالي ونسب منها للجنيد بن محمد وللحارث المحاسبي ومع ذلك تجد هذه الجملة عند ابن عربي تقع على مقصود يختلف عن المقصود الذي يقوله ابو أسماعيل الأنصاري أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو مايقوله أبو حامد الغزالي .

فضلاً عمن هم فوق ذلك ممن نسب إلى التصوف وهو لم ينتسب له كالفضيل بن عياض وسهل بن عبد الله وأمثالهم .

- ولهذا يجهل بعض الناظرين والباحثين فيقول الفناء عن الصوفية تعريفه كذا ثم يعرفه بتعريف واحد .

وربما أخذه من كتب التعريفات أو من تعيف بعض الصوفية فلايكون حجة على بقيتهم

لإن هذا ممايتصور شرعاً وعقلاً لوكانت الطريقة طريقة واحدة !

أنما كانت مشارع وكانت مناهج وكانت طرقاً وكانت أوجهاً فهذا يتحرى فيه القصد .

فإن قيل فإن هذا مما يعسر جمعه ؟؟؟

قيل : لم يكلف الله خلقه أن يجمعوا مقالات الخلق وأن يحكموا عليها واحدة واحدة بل إنما كلف وشرع لعباده أن يعبدوه ولايشركوا به شيئاً

ولهذا قال الشاعر من قبل :

ألا كل شئ ماخلا الالله باطل

فكل ماخالف الشريعة فهو باطل .

هذه حكمة علمية وحكمة شرعية وحكمة عقلية فإنك لاتشتغل بما يناقض الحكمة الصحيحة لأنه أوجه لاتناهي لها

ولهذا البدع من صفتها أنها متأخرة حادثة بعد أن لم تكن ولهذا قد يقع من البدع مالم يقع في قرون قد سلفت

وكثير من البدع لم تقع في عصر الصحابة وكثير من البدع لم تقع في القرون الثلاثة الفاضلة ومازال يعرض للناس أو لبعضهم من البدع

بخلاف السنن فإنها محكمة بينة تامة بتتميم الله سبحانه وإكمال الله لدينه ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي










توقيع : السليماني

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)

قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لا ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة


مدونة لنشر العلم الشرعي على منهج السلف الصالح


https://albdranyzxc.blogspot.com/

عرض البوم صور السليماني   رد مع اقتباس