6- إهمالُ وقت الأسرة .
بعض الطلاب يشتغل بالعلم في أغلب يومه ، والآخر يسافر لزيارة العلماء ، والثالث كل يوم عنده دروس ، فيا ترى أين وقت الأسرة ورعايتهم وتربيتهم وغرس القيم ومتابعتهم ؟ إن لأهلك حقاً أوجب من بعض الدروس التي تحضرها .
فاتق الله في حقوق أسرتك ، ورتب وقتك بين الأسرة والعلم وبقية الحقوق .
7- الفوضى في المنهجية .
سؤال يتكرر دائماً لدى طلاب العلم ، يا شيخ كيف أطلب العلم ؟
فيجيب الشيخ : تبدأ بـكذا وكذا .
ويبدأ الطالب بتنفيذ ما قاله الشيخ ، ولكن بعد أيام يغير الطالب المنهج ويسلك طريقة أخرى غير تلك الطريقة التي رسمها الشيخ له .
لماذا تبدأ أيها الطالب في كتاب ثم تتركه غداً ؟
وتبدأ في متنٍ تحفظه ، وبعد ساعات تتركه ، وتذهب إلى متن آخر ؟
واليوم عند أحد المشايخ وغداً عند غيره ؟
ومرة تبدأ في درس وبعد أيام تتركه ؟
وهكذا تتكرر صور الفوضى عند بعض طلاب العلم .
وأنا لا أتعجب من وجودها ، ولكن أتعجب ممن يتجاوزها ويبدأ في الطلب المبني على منهج واضح وطريق مستقيم .
ولستُ الآن في بيان كيفية طلب العلم ؛ لأن الكلام عن ذلك قد أشبعه العلماء والمتخصصين ، ولكنها إشارة إلى ضرورة تربية الشباب على المنهج الصحيح في الطلب .
أيها الشيوخ ، لا يكفي أن تتكلموا عن طلب العلم وفضله وتحميس الشباب له، - صحيح أن هذا مهم - ، ولكن نريد توضيح المنهج العلمي الذي يناسب الشباب.
8- الغياب الفكري عن الساحة .
بعض الطلاب منشغلٌ بالعلم في أغلب أوقاته ، ولكنه في نفس الوقت بعيدٌ كل البعد عن الساحة الفكرية التي تدور في المجتمع .
فلا يتابع الواقع ولا يعرف المناهج الفكرية التي تنخر في المجتمع ، ولاشك أن هذا الغياب سيؤثر على رسالته العلمية والتعليمة لمجتمعه .
9- الانشغال بمواقع التواصل عن التعلم .
كلنا لديه جوال وكلنا يمتلك تطبيقات في جهازه ، ولكن البعض من طلبة العلم بدأ يدخل مرحلة الإدمان على الجوال ، فتجد عنده عشرات بل مئات المتابعين في تويتر والسناب وغيرها ، ولعله يقضي يومياً نحو خمس ساعات على الجوال ، فيا ترى لو قضاها في طلب العلم فماذا سيُحصّل من العلوم ؟
نعم لا مانع من المتابعات ، ولكن لوقتٍ محدد فأنت طالب علم ووقتك ثمين وأنت لستَ كغيرك من عامة الناس .
10- الكسل والتسويف .
لقد استعاذ النبي
من الكسل ، وما أقبح الكسل بطالب العلم .
فهو متأخرٌ عن كل درس ، وعن كل برنامج علمي ، ولا يعرف قراءة كتاب كامل ، وربما تردد في شراء الكتاب بينما لا يتردد عن تناول وجبة عشاء في مطعم غالي الثمن ، يا طالب العلم أين الهمة العالية في التعلم ؟
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام .
من جدّ وجد ، وليس من سهر كم رقد ، ومن طلب العلا سهر الليالي .
11- النقد السيء .
كلنا يرى العيوب والأخطاء في الآخرين من زملاء أو شيوخ أو برامج علمية أو دعوية ، إذ الكمالُ عزيز ، والكامل من عُدّ خطؤه ، ولكن التفاوت الكبير هو في طريقة النقد والتصحيح بيننا ، لأنه سلوك يدل على تربيتك لنفسك ، فلماذا التجريح وسوء اللفظ في النقد ؟
12- حسد الأقران .
ما خلا جسد من حسد ، ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه .
وطلاب العلم من البشر الذي تزورهم خواطر الحسد إلا من رحم الله .
ولكن تبقى المشكلة في أن تمكث تلك الخواطر في نفس ذلك الطالب ثم تبدأ شرارتها في الاشتعال ، فيبدأ في النقد الهادم لا الهادف والغيبة والتنقص والاتهامات وغيرها من آثار الحسد .
فاتق الله يامن حفظت القرآن كيف تحسد صاحبك على علم أو حفظ أو فهم ؟
13- هجر القرآن .
يتحمس صاحبنا لكل برنامجٍ علمي ، ويزور المكتبات والمعارض ، ويلتقي بالشيوخ ، وكل ذلك حسنٌ وجميل .
ولكن ألا تتعجب معي من طالب علم ليس له ورد يومي مع القرآن بينما له ساعات مع الجوال ، قال تعالى ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ) فيا طالب العلم إن كنت تريد البركة في علمك وتعليمك فالزم القرآن .
14- نسيان الشيوخ .
تمضي عجلة الزمن فيصبحُ ذلك الطالبُ شيخاً وربما دكتوراً ، ولكن ومع مرور السنوات لم يزدد تواضعاً لشيوخه الذين تربى في كنفهم ونشأ على توجيهاتهم ، فلولا الله ثم هم لكان من عامة الناس .
فالعجب من ذاك الطالب كيف ينسى شيوخه وفضلهم عليه ، لقد تجاهل التواصل معهم ، بل لعله يعلم ببعض ظروفهم فلم يقف معه ولم يزرهم .
يا حسرتاه على ذاك الطالب ، ومثله لن يكون ذا أثرٍ في مجتمع ، ومن لم يعرف قدر شيخه فلن يلفح .
15- مدح النفس .
مدح النفس أمام الناس وترديد كلمة " عندي ، ولي ، وقلت ، وأنا " كلها مما لا تليق بطالب العلم إلا في أضيق الحدود .
والطالب التقي لا يعرف هذا الترفع الذي يزينه الشيطان في لباس غريب وهو ( لعل الناس يقتدون بي ) .
يا أخي ، تواضع لربك ودع عنك تلك الكلمات التي لم يقلها أئمة السلف الذين تزعم الاقتداء بهم .
16- الفتوى غير الحكيمة .
في زمننا يحتاج الناس للفتوى في كل يوم ، بل كل ساعة عبر جوالك وفي مسجدك وفي تلك القناة وغيرها من وسائل التواصل ، ولله الحمد .
ولكن ومع أهمية الفتوى وكلام السلف في خطورتها ، فينبغي لطالب العلم أن يكون حكيماً قبل كل جواب يقوله ، وأن يختار القول المناسب للسائل وأن يتأنى ، وأن يؤجل الجواب إذا كان لا يعلمه ، وأن يتدرب على قول " لا أدري " وأن ينظر لقاعدة المصالح العامة للأمة وللسائل عند الجواب .
17- التعصب الخفي للشيخ والمذهب .
بعض الطلاب يلزم شيخه بقلبه وجسده وولاءه ، ويرى أن كل الصواب عنده ، وفي نفس الوقت يتعصب له ويرمي بأقوال الشيوخ الآخرين عرض الحائط لا لأنها تخالف الدليل ، ولكنها تخالف المشتهر عن شيخه ، والغلو في كل شيء مذموم ، والصواب لم ينحصر في شخص واحد إلا للنبي
.
.
اللهم وفق طلاب العلم في كل برامجهم وافتح لهم أبواب التوفيق في كل خطواتهم .
منقول