وقد تصدى لكل من حاد عن سبيل الله من الكتاب المعاصرين، وجعل يرد عليهم بقلمه، منافحاً عن السنة، مدافعاً عن العقيدة الصحيحة؛ عقيدة أهل السنة والجماعة، وربما نشر ذلك في كتابات ومقالات في بعض الصحف المحلية والخارجية.
وكان يعرض بعض ما يكتبه من الردود على سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله -، مما جعل سماحة الشيخ محمد يُقدر له هذا المجهود في الرد على المخالفين، وكان سماحته يكن للشيخ حمود محبة عظيمة، فقد ذكر بعض تلاميذ سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم - رحمه الله - أنه كان يحب الشيخ حمود التويجري - رحمه الله - حتى إنه ذات مرة رأى الشيخ حمود يقرأ على الشيخ محمد أحد ردوده التيألفها ضد بعض المبتدعة، فلما نهض الشيخ حمود وانصرف قال الشيخ محمد: الشيخ حمود مجاهد جزاه الله خيرًا.
قلت: قد وافق سماحة الشيخ - رحمه الله - السلف في مقالته العظيمة هذه، قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: ((الراد على أهل البدع مجاهد، حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد)).
كما أن للشيخ حمود - يرحمه الله - تعليقات وتعقيبات وتصويبات على ما يقرأ، من ذلك تعليقات كثيرة على نسخة مسند الإمام أحمد بن حنبل المطبوعة بتحقيق أحمد شاكر، وتعليقات على فتح الباري، وتعقيبات على مستدرك الحاكم دونها بهامشه.
تلاميذه:
شغل الشيخ حمود - رحمه الله - نفسه بالتأليف والبحث عن الجلوس لطلاب العلم، وهذا ما جعل الآخذين عنه قِلَّة، منهم على سبيل المثال لا الحصر:
- عبدالله الرومي.
- عبدالله بن محمد بن حمود.
- أبناؤه: الدكتور عبد الله، ومحمد، وعبد العزيز، وعبد الكريم، وصالح، وإبراهيم، وخالد.
وقد أجاز عدد من العلماء، من أشهرهم:
1- الشيخ إسماعيل الأنصاري.
2- الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد.
3- الشيخ سفر الحوالي.
4- الشيخ سليمان العودة.
5- الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم القاسم.
6- الشيخ ربيع المدخلي.
7- الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ.
8- الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد.
9- الشيخ عبدالرحمن الفريوائي... وغيرهم.
وذلك أن للشيخ حمود - رحمه الله - منزلته وثقله عند أهل العلم، ويرغبون اتصال سندهم بسنده.
وقد وصفه عارفوه بالتقى والصلاح والإقبال على الله تعالى بأنواع العبادات، فهو من التالين لكتاب الله، ومن أصحاب التهجد والصلوات، ومن المعرضين عما لا يفيد ولا ينفع، ولذا فإنك لا تجده إلا متعبدًا أو باحثًا، هذا مع بُعده عن الظهور وجلب الأتباع، وإنما عليه السكينة والوقار مع تواضع وحسن عشرة.
وللشيخ حمود همة عجيبة، ولا يحب الاعتماد على الغير وإن كان من أقرب الناس إليه، يقول أبناؤه: ما كان الشيخ يطلب من أحد شيئًا البتة، وحتى بعد أن ضعفت صحته، فكان يقوم بإعداد الشاي والقهوة بنفسه، مع إلحاح أبنائه عليه بعدم فعل ذلك راحة لجسده، بل إنا لنجد أبعد من هذا عند شيخنا، فهو خادم رِفقته في السفر، حتى وقد تقدمت به السن، مع حظوته وتقدير الرفقة العظيم له، وقد يقوم بإعداد الطعام، ومن ذلك أنه كان يقوم الليل الآخر كعادته، ثم يضطجع اضطجاعة خفيفة حتى يحين وقت الصبح، فيسخن الماء لرفقته من أجل الوضوء.
واكتفى ببعض التجارات التي لم يكن يليها بنفسه، فكان زاهدًا في الدنيا، وقبل وفاته أعطى أكبر أبنائه جميع ما يملك - ولم يكن شيئًا كبيرًا - ليتصدق به كله، فلم يخلف - رحمه الله - وراءه عقارًا أو مالاً، سوى البيت الذي يعيش فيه مع أبنائه.
توفي في مدينة الرياض في 5 / 7/ 1413 هـ، وصُلي عليه في مسجد الراجحي، ودفن في مقبرة النسيم في جمع كبير من الناس فيهم العلماء وطلاب العلم، رحمه الله تعالى وأسكنه فردوسه الأعلى.
موقع كتب الشيخ رحمه الله :
https://www.alukah.net/web/twaijiry/10472/