عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-11, 12:14 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو جندل الشمري
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو جندل الشمري


البيانات
التسجيل: Jan 2011
العضوية: 421
المشاركات: 919 [+]
الجنس:
المذهب:
بمعدل : 0.18 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 16
نقاط التقييم: 13
ابو جندل الشمري على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
ابو جندل الشمري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البيــت العـــام

ررسالة إكبار إلي أطفال " درعا " الكبار
الخميس 31 مارس 2011



كتبه للمفكرة / شريف عبد العزيز



ـ رسالة إكبار وإعظام إلي هؤلاء الصغار الكبار الذين أيقظوا سبات شعب طال رقاده، وعظمت محنته، وطال قهره وظلمه وإذلاله، رسالة إلي هؤلاء الرياحين الذين فاحت أزاهيرهم مسكا فواحا على النفوس البائسة والقلوب الداكنة، رسالة إلي هؤلاء الشموس المشرقة التي أضاءت ظلمة العزائم والإرادات الخائرة، الأطفال الرجال الذين ألقوا حجرا كبيرا في ذاكرة الشعب العريق، فذكروه بأمجاده التليدة، ومشاهده الخالدة .

ــ لم يكن يخطر على بال مجموعة من أطفال محافظة درعا السورية ، الذين لم يبلغوا الحلم بعد، دون الرابعة عشر ، وهم يكتبون على بعض الجدران، ببراءة الطفولة المعروفة عبارة ( الشعب يريد إسقاط النظام )، في مشهد تقليدي حاكوا به مشاهد الثورة في تونس ومصر وليبيا، واستوحوه من الفضائيات التي تبث أخبار الثورات التي لم تنقطع منذ مطلع العام،لم يكن يخطر على بالهم أبداً ، بأن هذه الشعارات المكتوبة بطفولية وعفوية ستقود لإشعال أكبر ثورة تشهدها البلاد السورية في العصر الحديث .

ـ فهؤلاء الأطفال الأبرياء قد سيقوا مثل المجرمين بعد كتابتهم لهذه العبارات إلي دائرة الأمن السياسي ( أمن الدولة ) في محافظة درعا، ليجدوا أنفسهم وجها لوجه مع الشيطان " عاطف نجيب " مسئول الأمن السياسي في درعا، وهو رجل ربما نكون قد أساءنا للشيطان كثيرا لما قرنا الاسمين والوصفين معا، فالشيطان عادة لا يتسلط على الأطفال السذج، فهو لا يستطيع إغواءهم أو إضلالهم، أما هذا القاسي البليد قد مات ضميره واسود قلبه وعميت نفسه منذ زمن بعيد، فعامل الأطفال الصغار معاملة المعارضين السياسيين والإسلاميين في بلاد هي الأشهر والأبشع في القمع والتصفية، دخل الأطفال الزنازين، وربطوا على السلخانات، وضربوا بالسياط وأحرقوا بأعقاب السجائر، ونزعت أظفارهم بالكماشات، في مشهد تتبرأ منه الأرض والسموات، ومن ثم تنفجر ثورة البلاد السورية في كل مكان، كأنها بركان الغضب انفجر به الصدور، فلم يعد في التصبر سلوى، ولا في النجوى شكوى، وارتفعت الهتافات إلى عنان السماء : الحرية، الحرية .

صدمة الطغاة

ــ لم يكن أحد من طغاة العصر يتوقع أن تكون نهايته يتلك الصورة العجيبة والفريدة في آن واحد، فأصدق وصف لما جري لهؤلاء الطغاة، هو كلام الله عز وجل عندما قال ( فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ) الحشر2، فمنظومة الهيمنة والسيطرة في دول المنطقة كانت تعتمد في المقام الأول على الخيار الأمني بوصفه الأقل تكلفة والأنجع حلا والأضمن بقاء، من ثم شرع طغاة العصر في تقوية أجهزتهم الأمنية وحشد كل الإمكانات المتاحة داخليا وخارجيا، من أجل سحق صوت المعارضة الشعبية سواء كانت من أحزاب سياسية أو جماعات إسلامية، واختصر هؤلاء الطغاة مفهوم الأمن القومي في بلادهم على أمن السلطة وحماية الكرسي، وقطع كل أسباب تهديد عملية التأبيد والتوريث التي كان يسير على دربها طغاة المنطقة، حتى أصبحت دول بوليسية بامتياز، ولم يكن أحد منهم يتوقع أن تكون نهايته على يد أبعد الناس عن حساباته وسياساته .

طاغية تونس وبائع الفاكهة

ـ في تونس كانت كثير من فئات الشعب مهمشة فقيرة تعاني ويلات البطالة والإهمال، وترزح تحت خط الفقر، بصورة تقطع معها تلك الفئات الأمل في حياة كريمة، حتى بلغت معدلات البطالة مستويات خطيرة كانت يتحتم معها على العقلاء أن يتحركوا ويوقفوا منظومة الفساد الأخطبوطية التي سلبت أقوات التونسيين وأحالت بلادهم الخضراء إلى بؤس وشقاء، ورغم ذلك الإهدار لأدني درجات الحياة الكريمة، كان المواطن التونسي يعاني ظلما من نوع آخر ؛ هو ظلم رجال الأمن وجلاوزة النظام الذين نصبوا أنفسهم فوق القانون والشعب، حتى كانت حادثة البوعزيزي الذي قتل نفسه بعد شعوره بالظلم والقهر والإهانة البالغة التي أصبح لا يري معها سببا للحياة، هذه الحادثة الصغيرة التي ربما وقع منها الكثير في بلاد الطغاة، كانت سببا في إشعال فتيل الثورة ليست في تونس وحدها، بل في العالم العربي بأسره، فالمشكلة الأساسية لدى الشعوب كانت تتمثل في من يطلق الشرارة، ويتقدم الصف، فكان للتوانسة شرف السبق والتقدم، وألهمت ثورتهم باقي الشعوب، الذي أطلق هذه الشرارة كان بائع فاكهة جوّال، في بلد صغير في قاصية البلاد التونسية، أبعد ما يكون عن حسابات الطاغية بن علي وليلاه، لذلك كانت الصدمة عنيفة على بن علي فارتعشت أطرافه وضرب الميكرفون أربع مرات في خطبته الأخيرة، ومن هول الصدمة فر الطاغية وترك قصوره وكنوزه وأمتعته وراء ظهره .

مبارك وشباب الفيس بوك

ــ أما في مصر فكانت الصدمة أكبر وأقسى، فمبارك قد أحاط نفسه بكل أسباب البطش والرسوخ والهيمنة، واستخدم شتى الأساليب من أجل قمع صوت المعارضة في شعبه، ومن الوسائل الخبيثة التي اتبعها نظام مبارك، وهو أسلوب شيوعي قديم، أسلوب تجفيف المنابع وذلك بقطع كل الطرق المؤدية لظهور أجيال شابة واعية ومثقفة وأبية، فكان اهتمامه بالأخص منصبا على إفساد التعليم و تشويه الإعلام، فالأجيال تتلقى مناهج تربوية محرفة ومبتورة ومشوهة، كتبتها أيدي أعداء الأمة، وأشرف على تنفيذها مراكز صهيونية وأمريكية مشبوهة، لتتخرج في النهاية بلا رؤية ولا هدف ولا طموح ولا حتى مستوى علمي لائق، فالعلمانية في أبشع صورها كانت تسرب عبر المناهج التعليمية في مصر للنشء منذ الصغر، أما الإعلام فكان يمارس أقصى درجات الدجل والتزوير والخداع وطمس الحقائق، فسقطات الإعلام المصري تحتاج إلي سلسلة مقالات من ضخامة حجم التزوير، هذا الإعلام كان دوره يتمثل في تمييع قضايا الأمة وتضعيف همم الشباب وشغلهم بالتفاهات والملهيات من مباريات ومسلسلات وأغاني وأفلام، ومعارك جانبية وهمية بين هذا النجم وذلك الفنان من أجل شغل الرأي العام، ونشر مساوئ الأخلاق وثقافة الانحلال والتهتك باسم الحرية والإبداع، وتشويه صورة المتدينين ورميهم بالتهم الباطلة والأكاذيب الجائرة، وقد نجح كل من التعليم الموجه والإعلام المسيس في تحقيق أهدافهما لحد بعيد حتى كانت الصدمة والمفاجأة .

ــ هذا الشباب الذي طالما لعب التعليم الفاسد والإعلام المأجور برأسه، إذ به يقود الشعب المصري كله وبشتى شرائحه في ثورة بيضاء، لم ير العالم المعاصر نظيرا لها، ملايين من الشباب الأبطال بصدور عارية وأيدي خالية وصيحات واحدة " الشعب يريد إسقاط النظام " مع إصرار وتحدي لكل أنصاف الحلول أو المخدرات الوقتية، شباب واع مثقف على دراية كاملة بألاعيب الطاغية مبارك وشلته، فما غادروا الميدان، حتى أجبروا أطغى طغاة المنطقة والذي تربع لثلاثين سنة على كرسي السلطة في أكبر بلد عربي ومسلم، على التنحي في 18 يوم فقط لا غير، في مشهد لم يصدقه أشد الناس تفاؤلا ويقينا بحتمية سقوط الطغاة مهما طالت أيامهم .

وأخرا يأتي دور الأطفال

ـ واليوم نشهد آخر إصدارات الثورة الشعبية، في سوريا وقد أشعلها كما ذكرنا مجموعة من الأطفال الصغار، هتفوا ببراءة وتقليد الصغار بما يسمعونه و يرونه في وسائل الإعلام، ولكن عمي الطغيان وبطش السلطان، تعامل معهم بكل جبروت وحمق، فثار أهل درعا، لا بسبب الفقر والبطالة كما تروج وسائل الإعلام الحكومية، فدرعا من المحافظات الغنية في سوريا، وبها ارتفاع لمعدلات الدخول، ولكن الثورة كانت على بطش الأجهزة الأمنية ممثلة في شخص " عاطف نجيب " مسئول الأمن السياسي في درعا، وعلى التعالي والتكبر السياسي ممثلا في شخص محافظ درعا " فيصل كلثوم " ولما كان رد فعل النظام الديكتاتوري في سوريا بهذه الوحشية المفرطة ــ مئات القتلى والجرحى ـ واستعانة بقوات أجنبية من رافضة إيران ولبنان لقتل المتظاهرين السنة، أخذت شرارة الثورة تندلع في شتى أنحاء سوريا مؤذنة بدوران عجلة ثورة لن تتوقف حتى تقتلع أقدم نظام قمعي في المنطقة، وذلك كله بفضل أطفال درعا الكبار الذين سيذكرهم التاريخ يوما بأنهم كانوا سبب تحرر سوريا من أسوأ عهود الظلم والطغيان .


الخميس 31 مارس 2011



كتبه للمفكرة / شريف عبد العزيز



ـ رسالة إكبار وإعظام إلي هؤلاء الصغار الكبار الذين أيقظوا سبات شعب طال رقاده، وعظمت محنته، وطال قهره وظلمه وإذلاله، رسالة إلي هؤلاء الرياحين الذين فاحت أزاهيرهم مسكا فواحا على النفوس البائسة والقلوب الداكنة، رسالة إلي هؤلاء الشموس المشرقة التي أضاءت ظلمة العزائم والإرادات الخائرة، الأطفال الرجال الذين ألقوا حجرا كبيرا في ذاكرة الشعب العريق، فذكروه بأمجاده التليدة، ومشاهده الخالدة .

ــ لم يكن يخطر على بال مجموعة من أطفال محافظة درعا السورية ، الذين لم يبلغوا الحلم بعد، دون الرابعة عشر ، وهم يكتبون على بعض الجدران، ببراءة الطفولة المعروفة عبارة ( الشعب يريد إسقاط النظام )، في مشهد تقليدي حاكوا به مشاهد الثورة في تونس ومصر وليبيا، واستوحوه من الفضائيات التي تبث أخبار الثورات التي لم تنقطع منذ مطلع العام،لم يكن يخطر على بالهم أبداً ، بأن هذه الشعارات المكتوبة بطفولية وعفوية ستقود لإشعال أكبر ثورة تشهدها البلاد السورية في العصر الحديث .

ـ فهؤلاء الأطفال الأبرياء قد سيقوا مثل المجرمين بعد كتابتهم لهذه العبارات إلي دائرة الأمن السياسي ( أمن الدولة ) في محافظة درعا، ليجدوا أنفسهم وجها لوجه مع الشيطان " عاطف نجيب " مسئول الأمن السياسي في درعا، وهو رجل ربما نكون قد أساءنا للشيطان كثيرا لما قرنا الاسمين والوصفين معا، فالشيطان عادة لا يتسلط على الأطفال السذج، فهو لا يستطيع إغواءهم أو إضلالهم، أما هذا القاسي البليد قد مات ضميره واسود قلبه وعميت نفسه منذ زمن بعيد، فعامل الأطفال الصغار معاملة المعارضين السياسيين والإسلاميين في بلاد هي الأشهر والأبشع في القمع والتصفية، دخل الأطفال الزنازين، وربطوا على السلخانات، وضربوا بالسياط وأحرقوا بأعقاب السجائر، ونزعت أظفارهم بالكماشات، في مشهد تتبرأ منه الأرض والسموات، ومن ثم تنفجر ثورة البلاد السورية في كل مكان، كأنها بركان الغضب انفجر به الصدور، فلم يعد في التصبر سلوى، ولا في النجوى شكوى، وارتفعت الهتافات إلى عنان السماء : الحرية، الحرية .

صدمة الطغاة

ــ لم يكن أحد من طغاة العصر يتوقع أن تكون نهايته يتلك الصورة العجيبة والفريدة في آن واحد، فأصدق وصف لما جري لهؤلاء الطغاة، هو كلام الله عز وجل عندما قال ( فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ) الحشر2، فمنظومة الهيمنة والسيطرة في دول المنطقة كانت تعتمد في المقام الأول على الخيار الأمني بوصفه الأقل تكلفة والأنجع حلا والأضمن بقاء، من ثم شرع طغاة العصر في تقوية أجهزتهم الأمنية وحشد كل الإمكانات المتاحة داخليا وخارجيا، من أجل سحق صوت المعارضة الشعبية سواء كانت من أحزاب سياسية أو جماعات إسلامية، واختصر هؤلاء الطغاة مفهوم الأمن القومي في بلادهم على أمن السلطة وحماية الكرسي، وقطع كل أسباب تهديد عملية التأبيد والتوريث التي كان يسير على دربها طغاة المنطقة، حتى أصبحت دول بوليسية بامتياز، ولم يكن أحد منهم يتوقع أن تكون نهايته على يد أبعد الناس عن حساباته وسياساته .

طاغية تونس وبائع الفاكهة

ـ في تونس كانت كثير من فئات الشعب مهمشة فقيرة تعاني ويلات البطالة والإهمال، وترزح تحت خط الفقر، بصورة تقطع معها تلك الفئات الأمل في حياة كريمة، حتى بلغت معدلات البطالة مستويات خطيرة كانت يتحتم معها على العقلاء أن يتحركوا ويوقفوا منظومة الفساد الأخطبوطية التي سلبت أقوات التونسيين وأحالت بلادهم الخضراء إلى بؤس وشقاء، ورغم ذلك الإهدار لأدني درجات الحياة الكريمة، كان المواطن التونسي يعاني ظلما من نوع آخر ؛ هو ظلم رجال الأمن وجلاوزة النظام الذين نصبوا أنفسهم فوق القانون والشعب، حتى كانت حادثة البوعزيزي الذي قتل نفسه بعد شعوره بالظلم والقهر والإهانة البالغة التي أصبح لا يري معها سببا للحياة، هذه الحادثة الصغيرة التي ربما وقع منها الكثير في بلاد الطغاة، كانت سببا في إشعال فتيل الثورة ليست في تونس وحدها، بل في العالم العربي بأسره، فالمشكلة الأساسية لدى الشعوب كانت تتمثل في من يطلق الشرارة، ويتقدم الصف، فكان للتوانسة شرف السبق والتقدم، وألهمت ثورتهم باقي الشعوب، الذي أطلق هذه الشرارة كان بائع فاكهة جوّال، في بلد صغير في قاصية البلاد التونسية، أبعد ما يكون عن حسابات الطاغية بن علي وليلاه، لذلك كانت الصدمة عنيفة على بن علي فارتعشت أطرافه وضرب الميكرفون أربع مرات في خطبته الأخيرة، ومن هول الصدمة فر الطاغية وترك قصوره وكنوزه وأمتعته وراء ظهره .

مبارك وشباب الفيس بوك

ــ أما في مصر فكانت الصدمة أكبر وأقسى، فمبارك قد أحاط نفسه بكل أسباب البطش والرسوخ والهيمنة، واستخدم شتى الأساليب من أجل قمع صوت المعارضة في شعبه، ومن الوسائل الخبيثة التي اتبعها نظام مبارك، وهو أسلوب شيوعي قديم، أسلوب تجفيف المنابع وذلك بقطع كل الطرق المؤدية لظهور أجيال شابة واعية ومثقفة وأبية، فكان اهتمامه بالأخص منصبا على إفساد التعليم و تشويه الإعلام، فالأجيال تتلقى مناهج تربوية محرفة ومبتورة ومشوهة، كتبتها أيدي أعداء الأمة، وأشرف على تنفيذها مراكز صهيونية وأمريكية مشبوهة، لتتخرج في النهاية بلا رؤية ولا هدف ولا طموح ولا حتى مستوى علمي لائق، فالعلمانية في أبشع صورها كانت تسرب عبر المناهج التعليمية في مصر للنشء منذ الصغر، أما الإعلام فكان يمارس أقصى درجات الدجل والتزوير والخداع وطمس الحقائق، فسقطات الإعلام المصري تحتاج إلي سلسلة مقالات من ضخامة حجم التزوير، هذا الإعلام كان دوره يتمثل في تمييع قضايا الأمة وتضعيف همم الشباب وشغلهم بالتفاهات والملهيات من مباريات ومسلسلات وأغاني وأفلام، ومعارك جانبية وهمية بين هذا النجم وذلك الفنان من أجل شغل الرأي العام، ونشر مساوئ الأخلاق وثقافة الانحلال والتهتك باسم الحرية والإبداع، وتشويه صورة المتدينين ورميهم بالتهم الباطلة والأكاذيب الجائرة، وقد نجح كل من التعليم الموجه والإعلام المسيس في تحقيق أهدافهما لحد بعيد حتى كانت الصدمة والمفاجأة .

ــ هذا الشباب الذي طالما لعب التعليم الفاسد والإعلام المأجور برأسه، إذ به يقود الشعب المصري كله وبشتى شرائحه في ثورة بيضاء، لم ير العالم المعاصر نظيرا لها، ملايين من الشباب الأبطال بصدور عارية وأيدي خالية وصيحات واحدة " الشعب يريد إسقاط النظام " مع إصرار وتحدي لكل أنصاف الحلول أو المخدرات الوقتية، شباب واع مثقف على دراية كاملة بألاعيب الطاغية مبارك وشلته، فما غادروا الميدان، حتى أجبروا أطغى طغاة المنطقة والذي تربع لثلاثين سنة على كرسي السلطة في أكبر بلد عربي ومسلم، على التنحي في 18 يوم فقط لا غير، في مشهد لم يصدقه أشد الناس تفاؤلا ويقينا بحتمية سقوط الطغاة مهما طالت أيامهم .

وأخرا يأتي دور الأطفال

ـ واليوم نشهد آخر إصدارات الثورة الشعبية، في سوريا وقد أشعلها كما ذكرنا مجموعة من الأطفال الصغار، هتفوا ببراءة وتقليد الصغار بما يسمعونه و يرونه في وسائل الإعلام، ولكن عمي الطغيان وبطش السلطان، تعامل معهم بكل جبروت وحمق، فثار أهل درعا، لا بسبب الفقر والبطالة كما تروج وسائل الإعلام الحكومية، فدرعا من المحافظات الغنية في سوريا، وبها ارتفاع لمعدلات الدخول، ولكن الثورة كانت على بطش الأجهزة الأمنية ممثلة في شخص " عاطف نجيب " مسئول الأمن السياسي في درعا، وعلى التعالي والتكبر السياسي ممثلا في شخص محافظ درعا " فيصل كلثوم " ولما كان رد فعل النظام الديكتاتوري في سوريا بهذه الوحشية المفرطة ــ مئات القتلى والجرحى ـ واستعانة بقوات أجنبية من رافضة إيران ولبنان لقتل المتظاهرين السنة، أخذت شرارة الثورة تندلع في شتى أنحاء سوريا مؤذنة بدوران عجلة ثورة لن تتوقف حتى تقتلع أقدم نظام قمعي في المنطقة، وذلك كله بفضل أطفال درعا الكبار الذين سيذكرهم التاريخ يوما بأنهم كانوا سبب تحرر سوريا من أسوأ عهود الظلم والطغيان .



كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





vshgm Y;fhv Ygd H'thg " ]vuh hg;fhv










توقيع : ابو جندل الشمري




صفحة سوريا الأسلام عى الفيس بوك



غرباءُ ولغيرِ اللهِ لا نحني الجِبـــاه
غُرباءُ وارتَضَيناها شِعاراً للحيــاة
إن تَسَل عنّا فإنّا لا نُبالي بالطُّغــاة
نحنُ جُندُ اللهِ دَوماً دربُنا دربُ الأُباة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور ابو جندل الشمري   رد مع اقتباس