أنتم والتفسير : وأما التفسير للقرآن فقد أطبق جميع خلفكم وسلفكم على تحريف معانيه وتنزيل المعاني على ما توافق الخرافات الموجودة في دينكم وحجتهم في ذلك أن هذا التفسير صدر عن آل البيت وهم الذين نزل عليهم القرآن . أقول: من أين لكم أن هذا صدر من آل البيت والذي نسبتموه لجعفر لو أنه جلس من ولادته إلا أن توفي وهو يكتب ويملي كل ما نسب إليه لم يبلغ الذي نسب إليه وأيضا علماؤكم نسبوا هذا التفسير لآل البيت لتغتروا به ولتصدقوه . فالله سبحانه وتعالى أنزل آيات بينات بلسان عربي مبين ثم تفسر تفسيراً بعيداً جداً عن مدلولها أو مضمونها . وحتى من له أدنى معرفة باللغة يعرف أن هذا باطل ومن ذلك تفسير لفظ ( النور ) في القرآن على أنها ولاية علي أو لفظ القرآن بأنه علي أو ولايته وتفسير العمل الصالح بأنه الإيمان بولاية علي وكل لفظ ورد في القرآن مثل( صادقين مؤمنين.. ، ..فهم الأئمة . وتفسير لفظ الأنداد أو النفاق والمنافقين بأبي بكر وعمر فأي انحراف أشد من هذا . وتفاسيركم السابقة مثل تفسير القمي ، وتفسير العياشي وتفسير البرهان وتفسير الصافي مليئة بهذه التأويلات الباطلة ولولا خشية الاطالة في هذه الرسالة لذكرت لك بعضاً منها . أما الكتب الحديثة فكل من كتب عن أي عقيدة من عقائدكم يذكر هذه التفاسير . فمثلاً عندما أراد محمد كاظم القز ويني ( المعاصر ) في كتاب - المهدي المنتظر ط2 ص41 - أن يقرر صدق المهدي المنتظر وأنه موجود استدل ببعض الآيات وفسرها على أنها نزلت في المهدي مثل قوله تعالى ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم …) الآية وقوله تعالى ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) وقوله تعالى ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) وغيرها من الآيات فسرها بأنها نزلت في المهدي ومجيئه. والغريب أن هذه الآيات لا تمت بأي صلة لا من قريب و لا من بعيد لما أراد . ولكن من يستطيع أن يقول له أخطأت فأنتم الاتباع محرم عليكم السؤال والمناقشة والاعتراض . أنتم ومصاحف الأئمة : وبعد أن تبين لك ما قاله لك علماؤكم عن القرآن وأنه محرف ومبدل ولا يعتمد عليه ، ومن اعتمد على بعضه فسره تفسيراً باطنياً . فما هو قرآنكم ؟ وما هو رسولكم الذي أنزل الله عليه القرآن ليعجز به قومه ؟ وأين هذا القرآن الآن ؟؟ . أما قرآنكم الذي تعتمدون عليه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الوسائط فكما يرويه الكليني في كتابه الحجة 1/238 قال ( عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله – جعفر الصادق – فذكر حديثاً طويلاً ثم قال : قال أبو عبد الله أن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام ، قال أبو بصير قلت وما مصحف فاطمة عليها السلام قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ما فيه من قرآنكم حرف واحد ) . وأيضاً يذكر في نفس الكتاب قصص وأساطير كثيرة عن هذا المصحف منها – ص240- ( انه ذكر بسنده عن حماد بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله يقول : يظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام قال قلت وما مصحف فاطمة قال إن الله تعالى لما قبض نبيه دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل الله إليها ملكاً يسلي غمها ويحدثها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفاً قال ثم قال : أما انه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون ) . وفي قصة أخرى قال في آخرها ( ما أزعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج لأحد حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش ) . ويقول ابن بايوه القمي في كتابه إكمال الدين – ص263 - ) نزل على النبي مصحف وهو عبارة عن أثني عشر صحيفة لكل إمام صحيفة) .ويقول عبدالحسين الموسوي المولود سنة _ 1290 _ في كتابه المراجعات ط 5 ( وبعد فراغه من الكتاب العزيز ألف لسيدة نساء العالمين كتاباً كان يعرف عند أبنائها الطاهرين بمصحف فاطمة يتضمن أمثالاً وحكماً ومواعظ وأخباراً ونوادر توجب لها العزاء) . والروايات عن هذا المصحف كثيرة في هذه الكتب وفي كتاب المجلسي ( البحار ) وفي غيرها من الكتب . أقول لك والغريب في هذه الروايات والأخبار أنك لا تكاد تجد روايتين أو حديثين متفقين على هذا المصحف أو على ما فيه فبعضهم يقول إن المصحف فيه الديات والحدود وبعضها يقول إن المصحف يحتوي على الغيب وما سيكون وبعضها يقول إن المصحف يحتوي على أسماء الأئمة وأسماء أبائهم . وبعضها يقول إن هذا المصحف نزل في حياة النبي والنبي دفعه لفاطمة . وبعضها يقول إن هذا المصحف عبارة عن أثني عشرة صحيفة نزلت على النبي لكل إمام صحيفة,.........؟ وإياك أن يقال لك بأن هذه الصحيفة أو هذا المصحف ذكره البخاري في صحيحه , فأقول لك إن البخاري ذكر هذا في صحيحه لكن لا يزاد على ما قال . فقد ذكر أنها صحيفة واحدة وذكر أن علي ذكر ما فيها . فكيف صارت صحفاً وقرآناً وكيف صار فيها ثلاث أمثال القرآن !!؟؟ أيها الشيعي هناك عدد من التساؤلات . 1-ذكرت بعض كتبكم أنها نزلت على فاطمة , فهل فاطمة رسول ؟ ولماذا لم تدعُ الناس ومصحفها يحتوي على ما ذكرتم !!؟؟ وإن لم تكن رسول فما معنى نزول هذا المصحف عليها . 2- أين هذا المصحف!!؟؟ وهل تتعبدون الله بمصحف مجهول !؟ لكنكم تقولوا بأن هذا المصحف دفعته فاطمة لعلي وعلي للذي بعده حتى استقر عند الغائب المنتظر . إذاً علي لماذا لم يبلغ ويعمل بهذا المصحف عندما كان خليفة فهذا يحتمل احتمالين : _ أن يكون علي "حاشاه " خائن وكتم هذا الوحي وهو إمام المسلمين لا يخاف أحداً حتى يتقيه . _ أو أن يكون هذا المصحف كذب وفرية على الله ورسوله وعلي وفاطمة ( وهذا هو الصحيح ) . 3-أين هذا الشرع من التطبيق ولماذا لا يعمل الأئمة بما فيه وهم معصومون من الخطأ كما تزعمون . أليس كتمان الحق هو عين الخطأ . وإذا كانوا عملوا بما فيه فيما بينهم وبين أتباعهم ، فلماذا يتطور ويتجدد الدين الشيعي جيلاً بعد جيل , وإذا أردت أن تعرف هذا التطور فارجع إلى كتبكم القديمة وماذا أحلت وحرمت , والكتب التي بعدها والجديدة كيف أحلت ما حرمته القديمة أو حرمت ما أباحته . 4- ذكرتم أن فيه علم الغيب وما كان وما سيكون وذكر فيه عن الأئمة وأحوالهم وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم وأنهم يعلمون متى يموتون وغير ذلك … مع أن بعض علمائكم ينكرون مثل هذا فأيهما الصحيح الذي يثبت أو الذي ينكر ؟؟ . إذاً فلماذا لا يخرج المنتظر وكل هذه العلوم عنده أليس فيه كما تزعمون علم الغيب وأن الأئمة يعلمون متى يموتون ولا يموتون إلا باختيارهم . والغريب أن بعض روايات علمائكم تقول بأن المهدي مختفٍ خوفاً من القتل . 5- أليس عندكم عقائد ومبادئ مبنية على روايات مأخوذة من هذه الكتب المقدسة فإذا كانت هذه الكتب مجرد توهم وأساطير ليس لها حقيقة لأن هذه العبارات تتبدل وتتغير بين الفترة والأخرى . فكيف تقبل هذه العبادات . أذكرك بقوله تعالى ( وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى ناراً حاميه …) الآية . وأيضا هذه الروايات فيها القدح والكذب على الله ومنازعته في ربو بيته وألوهيته بادعاء علم الغيب وإدعاء أنه أنزل علم لم ينـزله وأنه لم يكمل الدين . وأيضا فيها القدح بالرسول وأنه أستخلف مرتدين منافقين وفيها القدح بعلي وفاطمة هذا فضلاً عن القدح بالصحابة ومن بعدهم الذي نتج عنه عددٌ كبيرٌ من القصص والأحاديث التي تتهمهم تارة وتلعنهم تارة أخرى . و لا تقل أن هذه الكتب قديمة اندثرت , وآراء لعلماء ذهبت آراؤهم معهم .فأقول لك كلا فالكتب المعاصرة كثيرة جداً وهي أشد من الكتب الماضية . فهذا صاحب كتاب روح التشييع 1413هـ ." عبد الله نعمة " – ص232 - يحاول أن يلطف عبارات إدعاء علم الغيب ويخفف من حدتها فيقول : ( رغم أن الأئمة من آل البيت عليهم السلام يصرحون ويؤكدون على معرفتهم وعلمهم بالأحكام الشرعية وبما يقع في المستقبل من الحوادث إنما هو على سبيل التلقي والنقل والرواية عن رسول الله …) وهذا صاحب كتاب الإمام المهدي من المهد إلى الظهور ط2 " محمد القزويني " يقول بعد كلام طويل " فالإمام المهدي بوجوده يتنعم البشر وتنتظم حياته وكل ذلك من فضل الله تعالى على رسوله محمد وأهل بيته . وهو المهيمن على الكون بإذن الله من وراء ستار الغيبة والاختفاء فهو يتصرف في الكائنات بصورة مستمرة ويملك كافة الصلاحيات التي فوضها الله إليه وليست حياته حياة العاجز الضعيف الذي لا يملك حولاً ولا قوة ويكتفي بصلاته وصيامه ويقضي أوقاته في الصحاري والبراري منعزلاً عن الناس لا يعرف شيئاً عن العباد والبلاد . كلا وألف كلا " ويقول بعد هذا " إن الإمام المهدي بالرغم من غيبته التي أرادها الله له يتمتع بقدرة تمكنه من كل ما يريد وتوفر له جميع الوسائل اللازمة " . وذلك أنه ( يعطي ويمنع وينصر ويخذل ويفعل ويترك ويرشد الضال ويبرئ المريض ويطلق لسان الأخرس .......) إلى آخر كلامه أسألك أيها الشيعي ماذا بقي لله سبحانه وتعالى .؟؟!! وأيضاً إذا كانت هذه الصلاحيات للمهدي التي يثبتها السواد الأعظم من علمائكم الأقدمين والمعاصرين فلماذا لا يخرج لإصلاح هذا الزمان الفاسد !!؟؟ ولماذا لم ينصر ويخلص المسجد الأقصى من اليهود . وينصر المسلمين المستضعفين في كثير من البلاد ؟ ماذا ينتظر .؟؟ ولا تقل أيها الشيعي أن هذه آراء لأشخاص معدودين . فأقول لك كلا لقد رأيت وسمعت أشياء أشد مما كتب . فقد رأيت بعض الحسينيات في يوم عاشوراء . وبعض ندوات الشيعة تنشد أشعاراً تمدح الحسين والأئمة أوصلتهم إلى مراتب الألوهية فأحدهم قام يمدح الحسين فأضفى عليه جميع الصفات الإلهية وفي آخر كلامه قال لو أن جميع البحار حبراً وجميع الشجر أقلاماً ما وفيت حقك يا حسين فلما انتهى صفق له الحشد الهائل . وهذا يدل على ماذا ؟ والغريب في الأمر أيها الشيعي أن من كتب ودافع عن هذا المعتقد وقال الشيعة لا تقول به سرعان ما يناقض نفسه إما في نفس الكتاب أو في كتاب ثانٍ .