كما وصلني عبر الأيميل..
مقال في النيويورك تايمز:
نشر
مقال في
النيويورك تايمز تحدث فيه كاتبه عن الاحداث الاخيرة في البحرين وماادت اليه من تدخل السعودية بكل قوة لايقاف الثورة الشعبية وكيف ان هناك نتائج سلبية وايجابية من وجهة نظر كاتبه لذلك التدخل
وبغض النظر عن النتائج السلبية والتي تدور حول زيادة الاحتقان حسب رأيه وانه كان يجب إعطاء الحوار فرصة اكبر
وهذا لا يمكن قبوله في الحالة البحرينية لوجود مخطط خارجي لقلب نظام الحكم كان عدم قطع الطريق عليه خطأ استراتيجيا فادحا) )
إلا انه ذكر نتيجة ايجابية مهمة تولدت من التدخل وهي استعادة السعودية لثقتها بنفسها كقوة فاعلة في المنطقة واخذها لزمام المبادرة دون الرجوع للحليف الغربي ( الامريكي بالذات ) بسبب توتر العلاقة بينهما في الفترة الاخيرة
وقد ركزت
النيويورك تايمز في الاسابيع الماضية على هذا التوتر في اكثر من
مقال وكيف انه نشأ ( حسب الجريدة) بسبب الهزة العنيفة التي حصلت للقيادة السعودية جراء تخلي الادارة الامريكية عن حليفها القوي في المنطقة الرئيس المصري حسني مبارك بكل بساطة بل ودعمها لتنحية عن السلطة
تلك الهزة التي خلفت شعورا بعدم امكانية الوثوق بامريكا كحليف قوي قادر على توفير الحماية لحلفائه
مع ان أمريكا قد تخلت عن كثير من حلفائها بشكل سافر قبل ذلك ابرزهم شاه ايران ورفضها حتى استقباله وهوالذي كان يسمى شرطي أمريكا في الخليج
ولا ننسى تراجع دور أمريكا القيادي في العالم لحساب قوى صاعدة كالصين والهند وروسيا
ووصول تلك الحقيقة (رغم تاخرها) للقيادات في المنطقة من الاهمية بمكان بالذات للسعودية . والمثل الأمريكي يقول ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي أبدا) )
فالسعودية شاءت أم أبت دولة قدرها ودورها ان تكون قائدة وذات نفوذ اقليمي وعالمي .
ذلك الدور والنفوذ الذي غاب وغيب بشكل واضح خلال العقد الماضي خصوصا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وانكفائها على نفسها تحت عاصفة النقد الغربي واتهامها زورا بإفراز تلك
الأحداث وكانت ابرز نتائج ذلك الغياب والتغييب التمدد الإيراني على الساحة الإقليمية كما حصل في العراق ولبنان بل وصولا إلى شمال اليمن ليدغدغ خاصرة السعودية الجنوبية
فلا يمكن بأي حال من الأحوال ان تكون السعودية دولة على هامش
الأحداث أو منعزلة عن ما يجري حولها فهذا يعني بكل بساطة تهديد وجودها ككيان , أضف لذلك العوامل التي تدفعها للعب ذلك الدور المصيري كونها حاضنة للحرمين الشريفين وما يمثله ذلك من قوة رمزية ومعنوية هائلة في العالم الإسلامي
ولموقعها الاستراتيجي وقدرتها البشرية وقوتها الاقتصادية فهي صمام أمان الطاقة للعالم بأسره
و إعادة الحياة لفكرة الدولة الرائدة القادرة على الفعل وليس فقط رد الفعل بمعزل عن الرجوع للحليف الغربي في كل شاردة وواردة لا يكون إلا بالأخذ بعدة عوامل خارجية وداخلية
إما الخارجية...
فأولها : التأكيد على ماسبق وترسيخه من ان الغرب لايمكن الارتهان اليه ابدا خصوصا في اتخاذ قراراتك الاستراتيجية التي تحدد مصيرك على المدى الطويل لكونه يعمل بطريقة براغماتية قد تستدعي العمل ضدك في مرحلة من المراحل ولو كنت حليفا بل لا نستبعد ان مايجري الان ماهو الا تنفيذ لخطة سربت قبل سنوات لعزل شريط النفط في الخليج لينضم تحت حكم شيعي وقطع السعودية عن مصدر تمويلها وقوتها الاقتصادية بل ان الدلائل تشير الى ذلك فالعراق قد تم تدميره لكونه اكبر قوة عسكرية في المنطقة ومصر ايضا تم اضعاف دورها السياسي بشكل كبير واشغالها بذاتها . والسعودية قد تم تحجيم دورها كداعم للقوى الدينية السنية بحجة دعم الإرهاب والآن جاء وقت إنهاء قوتها الاقتصادية وكل ذلك يتم بتواطؤ أمريكي إيراني في الخفاء
فأمريكا وإيران رغم اختلاف دوافعهما واهدافهما في المنطقة الا ان هدفا واحدا مهما لديهما قد وحد جهودهما وهو وجود عدو مشترك لكل من منهما , الاسلام المتمثل في نهج اهل السنة والجماعة ومايحمله من فكر مقاوم لمشروعهما الاستعماري في المنطقة تطبيقا للحكمة (عدو عدوي صديقي)
وقد حدث ذلك من قبل حين تحالفت الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفيتي رغم الاختلاف الأيديولوجي وتنوع الأهداف إلا ان عدوا مشتركا ألف المتنافرين - ألمانيا
ثانيا : لا يمكن للسعودية ان تلعب دورها الاقليمي الا بالعودة لمصدر قوتها الحقيقي بانها حاضنة الاسلام السني والداعمة له في كل مكان خصوصا في هذه المرحلة لمواجهة النفوذ الايراني الذي ينطلق ايضا من اساس ديني لايمكن ردعه الا بدعم الفكرالسني . ولا يستجاب باي حال من الاحوال لاي ضغوط غربية لتحجيم هذا الدور بحجة دعم الارهاب فقد ثبت بشكل قاطع ان اضعاف الفكر الارهابي الخارجي وفقدانه لجاذبيته لدى الكثيرين لم يكن ليتم الا من خلال الجهود التوعوية الدينية للعلماء الربانيين . وان الاستجابة للمطالب الغربية بهذا الشان عبر اتاحة المجال للتيارات التغريبية لم ياتي الا بنتائج عكسية تم كبحها ايضا من قبل الجهود التوعوية الدينية . وثبت كذلك ان دوائر الاستخبارات الدولية والإقليمية هي اكبر داعم ومستفيد من الفكر الإرهابي.