المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
محاور مشارك |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Mar 2011 |
العضوية: |
1593 |
المشاركات: |
2,842 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
الإسلام |
بمعدل : |
0.55 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
23 |
نقاط التقييم: |
345 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
بيت الشعـــر وأصنافـــه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يطول بي الطريق , وينهكني التعب , ويتسلل السأم إلى نفسي ,
وأنظر إلى هدفي فأراه بعيدا لايزال ,
لا أجد سوى ربي , فأناجيه بكل فقر وذلة , وأرجوه وألهج بذكره ,
فيتجدد عندي الأمل في قوة سير جديدة .
وعندما أشعر بوحدة مسيرتي , تقلبني الدنيا بين أمواجها , أغوص في أعماقها فتنقطع أنفاسي , وتؤلمني عقباتها المتتابعة ,
لا أجد سواك ربي ,
فلا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك , فأذكر رحمتك , فيتجدد عندي الأمل في صبيحة يوم جديد , ورؤية شمس صبوحة .
حينما يلتهي عني الإخوان , وينساني القريبون والأحباب , ويتخلى عني الصديق والجار ,
فليس لي سواه سبحانه
هو الصاحب في السفر والخليفة في الأهل والمال والولد , فأرحل وقد تجدد عندي الأمل .
وحينما يطول بي الليل بأحزانه , ويرهقني النهار بهمومه ومشكلاته , فسرعان ماأسمع نداء الصلاة يعلن قرب طلوع الصباح ,
وشقشقة الطيور وتغريدها ,
فيتجدد عندي الأمل في نهار بلا آلام وليل بلا أحزان .
وعندما يضيق بي الرزق ويقدر علي الإنفاق , فأخرج آخر ما في حقيبتي وأبتسم ,
وأنتظر نعمة الرزاق
وأتذكر قول الرسول :
" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير يغدو خماصا وتعودوا بطانا "
, فلا يأتي المساء إلا وقد امتلأت حقيبتي رزقا ,
فتتضاءل حاجتي إلى الناس , ويتجدد عندي الأمل ,
حينها اشعر بالرضا بما في يدي ولا أحب أن انظر لما في يد غيري , وحينئذ يكفيني ربي ويشبعني فيتجدد عندي الأمل .
وحينما يضيع شىء من أحلامي أو يصعب تحقيق بعض ما تمنيت , فأركز جهدي على عبادتي وتربية أبنائي
واراهم يكبرون وأعلمهم الإيمان بالله ,
فأراهم ينبتون كما ينبت الزرع الذي أرعاه بدمي ودمعي ,
فيخرجون نافعين مصلحين مؤثرين , فأحمد الله ,
وأرى أن أمنياتي تتحقق , وأتنازل عن بعض آمالي في مقابل آمال أخرى ,
ويتجدد عندي الأمل.
وعندما يصيبنا مرض أو داء , ويظل ملازما لنا بعض الوقت , ويقول الأطباء أنه ضيف ثقيل طويل البقاء ,
ويهمس الناس أنه وباء أو بلاء , فليس لي سواه سبحانه , فأرفع يدي إلى السماء بالدعاء والبكاء والرجاء ,
فأشعر أنه يسمعني ويراني فأسعد وأبتسم ويتجدد عندي الأمل في الشفاء مهما طال زمان المرض .
وحينما أسمع الأخبار , فأعلم أن في الثغور المحتلة شهداء , واسمع قول الله تعالى :
" من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه .."
, فأتذكر كيف يصدق الصادقون ويثبتون حتى لقاء الله , صدقوه فصدقهم , وأحسنوا الظن به فرزقهم الشهادة ,
فيتجدد عندي الأمل في صادقين يحملون هم دينهم وأمتهم .
وحينما أمنع نفسي عن سوء تزينه الشياطين , فأستغفر الله , وأدق باب التوبة والإنابة
,وأهرول إلى طاعة الله ,
فاشعر بالسعادة تغمرني , وبالأمان يحيطني من كل جانب , ويتجدد عندي الأمل في حياة كلها إيمان .
وحينما ألتقي يتيما كسيرا أو فقيرا معدوما , أشكر الله أن شرفني بمسح رأس اليتيم ,
ومعونة المعدوم ,
وابذل نفسي لإسعاد من حولي , مهما كلفني ذلك من عناء ,
وأعجز عن التعبير عما بداخلي , فأصمت وتنهمر مني الدمعات ,
وأنظر إلى السماء , فأعلم أنه يراني ويعلم ما أريد , ويتجدد عندي الأمل في مجتمع أبناؤه باذلون معطاؤون .
وحينما أقبل يد أمي , وأرى منها ابتسامة الرضا , وأسمع منها حروف الدعاء لي ولأبنائي وزوجي ,
أنتشي من السعادة الغامرة , ويتجدد عندي الأمل في استجابة دعائها النقي الصادق .
وعندما أفتقد أبي الراحل الحبيب , ولا يبقى لي سوى ذكراه العاطرة , فأكثر له الدعاء ,
وأشعر أني قد وصلته وبررته ,
وأذكر قول النبي 
" المرء مع من أحب "
فيتجدد عندي الأمل في لقاء مع الأحبة .
إنه الأمل الصادق , والرجاء في الله وحده لا في خلق أو مخلوق , إنه أمل ليس فيه علو في الأرض ولا فساد ,
وليس فيه حب الدنيا ولا كراهية الموت , بل يملؤه شكر النعمة على الإسلام , ورجاء في رحمة الله
إنها البشرى التي أنتظرها في كل ساعة , فاليوم بناظري أحسن من أمس ,
وغدا في رجائي سيكون
أفضل من اليوم , فأتشبث بحسن الظن بالله الجواد الكريم , وأفرح بالحديث القدسي :
" أنا عند ظن عبدي بي .."
لقد ابتدأت بشراي بالفعل لحظة كتابة تلك الكلمات , وارتفع الآن صوت آذان الفجر , يؤذن بانتشار كلمة التوحيد في الربوع ,
وتبليغ الرسالة السامية إلى الخلق أجمعين , ويالها من فرحة أن تكون آخر كلماتي
" لاإله إلا الله "
... ويتجدد عندي الأمل
منقول
|