[الشـــامـــــخ]

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ


حَدِيثُ الْيَوْم / السبت / علامات الساعة الصغرى/ الخسف والقذف والمسخ - 3


رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا


اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ


--- --- --- --- ---


( الإيمان باليوم الآخر )

الباب الثاني: (أشـــراط الـــســـاعـــة).
الفصل الثاني: (علامات الساعة الصغرى).
المبحث الثاني: (العلامات التي وقعت وهي مستمرة أو وقعت مرة ويمكن أن تتكرر).
الحادي عشر : (الخسف والقذف والمسخ)– (3) :

المسخ يكون حقيقياً، ويكون معنوياً،فقد فسر الحافظ ابن كثير رحمه الله (المسخ) في قوله تعالى:

(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ).(1)

بأنه مسخ حقيقي وليس مسخاً معنوياً فقط، وهذا القول هو الراجح, وهو ما ذهب إليه ابن عباس وغيره من أئمة التفسير.(2)
وذهب مجاهد وأبو العالية وقتادة إلى أن المسخ كان معنوياً وأنه كان لقلوبهم ولم يمسخوا قردة(3) ونقل ابن حجر عن ابن العربي القولين ورجح الأول(4) ورجح رشيد رضا في تفسيره القول الثاني، وهو أنه كان مسخاً في أخلاقهم(5).
واستبعد ابن كثير ما روي عن مجاهد وقال:

(أنه قول غريب خلاف الظاهر من السياق في هذا المقام وغيره).(6)

ثم قال بعد سياقه لطائفة من كلام العلماء:
والغرض من هذا السياق عن هؤلاء الأئمة بيان خلاف ما ذهب إليه مجاهد - رحمه الله – من أن مسخهم إنما كان معنوياً لا صورياً بل الصحيح أنه معنوي صوري والله أعلم.(7)

وإذا كان المسخ يحتمل أن يكون معنوياً فإن كثيراً من المستحلين للمعاصي قد مسخت قلوبهم فأصبحوا لا يفرقون بين الحلال والحرام, ولا بين المعروف والمنكر, مثلهم في ذلك كمثل القردة والخنازير – نسأل الله العافية والسلامة –.

وسيقع ما أخبر به من المسخ سواء كان معنوياً أو صورياً


--- --- --- --- --- ---


أســـأل الله لي ولكم الـــثـــبـــات


اللـــهـــم صـــلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

_______________________________________________
(1)سورة البقرة آية (65).
(2) ((تفسير الطبري)) (2/170)، ((تفسير الماوردي)) (1/135)، ((تفسير ابن كثير)) (1/150).
(3) ((تفسير الطبري)) (2/172-173)، ((تفسير ابن كثير)) (1/150).
(4) ((فتح الباري)) (10/56).
(5) ((تفسير المنار)) (1/343).
(6) ((تفسير ابن كثير)) (1/151).
(7) ((تفسير ابن كثير)) (1/153).

المصدر: أشراط الساعة لـــ يوسف الوابل – ص (133) –.
_______________________________________________
المصدر: مـــوقـــع الـــدرر الـــســـنـــيـــة.