بســم الله الرحمن الرحيم
التاريخ : 14/3/1430 ﻫ
الموافق : 11/3/2009 ﻡ
﴿ و لقد عهدنآ إلى ءادم من قبلۥ فنسى و لمنجد له عزما ﴾ سورة طـه ( 115)
الإنسـان يولد ببذورالخير و بذورالشـر وبحسب البيئة التي ينشأ فيها تنمو فيه نوازع الشر أو رغائب الخير .
و ليس هناك بيئة أفضل للشـر و القسوة من الثراء و القوة .
( كلا إن الإنسـان ليطغى أن راءه إسـتغنى ) .
لذا يجب أن يسـود القانون و أن تكون هناك جهات رقابية تحرص على مراقبة أداء الجهات سواء الحكومية أو الأهلية ، حتى لا تقع التجاوزات و المظالم .
فالإنسان مهما بدا صالحا مؤمنا تقيا ، فلا نأمن عليه الفساد إن هو إنفرد بالقرار و إستأثر بالسلطة .
" حتى أعظم النفوس لديها الإستعداد لإرتكاب أبشـع الجرائم ".
و في تاريخنا نماذج رائعة للعدل و لكنهم كنجوم متلئلئة في سـواد الليل .
فـصاحب السـلطة إن أحاط به من يوهمه بعبقريته و صواب رأيه ، فانه يتمادى في تبجيل نفسه و يعطيها ما ليس لها و ينزلها غير منزلها .
" الســلطة المطلقة مفسـدة مطلقة " .
قال لويس الخامس عشر " انا فرنسـا و فرنسـا انا "
و بلغ الحال بفرعون أن قال ( انا ربكم الأعلى ) متطورا من قوله ( ما اريكم إلا ما أرى و ما أهديكم إلا سبيل الرشـاد ) .
و كيف لا يبلغ ذوو السـلطان هذه المراتب و في الحاشية من يقول
ما شـئت لا ما شاءت الأقدارۥ ..... فاحكم فأنت الواحـدۥ الـقـهارۥ
قال صلى الله عليه و سلم : " إحثوا في وجه المداحين التراب "
إن الإسـراف في المدح يفسـد النفوسَ الزكية فكيف بنفوس اللئام .
إن التعويل على صلاح الأفراد حرثۥۥ في البحر و بنيانۥۥ على جرف هار
و الظلم من شـيم النفوس فإن ..... تجـد ذا عـفة فـلعله لا يظـلم
و ما طغيان الطغاة و إسراف الظالمين لقلة المواعظ و لكن لقلة المتعظين !!
فالمعتز بالله الخليفة العباسي الثالث عشر مات في السجن عطشـانا ، و محمد بن عبدالملك الزيات بعد ثلاثة وزارات ينتهي في تنور محمي ، و يموت المعتمد في سـجن أغمات و يهلك نابليون منفيا في سـانت هيلانة .
إن الشـعوب هي التي تصنع الطغاة بالخضوع و الخنوع و التزلف و الإسراف في المدح ، ثم يشتكون من البغي و الظلم ......... ( و ما ظلمناهم و لكن أنفسهم كانوا يظلمون ) .
قال صلى الله عليه و سلم : " انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، قيل: يارسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟ قال صلى الله عليه و سلم : تمنعه عن ظلمه " .
قالت ام المؤمنين عائشـة
ا : يارسول الله أنهلك و فينا الصالحون، قال : نعم إذا كثر الخبث .
( و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )
نظر سليمان بن عبدالملك في المرآة فأعجبه شبابه... فقال : انا الملكۥ الشـاب ...... فمات بعد شـهر !!!