فإنه لما انتشرت الشيعة الاثنا عشرية بين المسلمين شرقاً وغرباً ، وهم في ذلك يدعون الناس
إلى دينهم ، ويظهرون حين دعوتهم أموراً يلبسون فيها على المسلمين زوراً وبهتاناً
باسم التقية حتى يحسن المسلمون الظن بهم .
رأيت من المفيد إخراج رسالة صغيرة يسهل تداولها وقراءتها لبيان حقيقة ما عليه هؤلاء القوم
( الرافضة ) حتى لا ينخدع المسلمون بهم ، وليميز الله الخبيث من الطيب وأسميتها :
( القول المبين لما عليه الرافضة من الدين المشين )
إن مما حسن ظن كثير من المسلمين بالرافضة :
أنهم يخفون حقيقة ما هم عليه من اعتقادات في دينهم وتجاه المسلمين ، فإذا قابل مسلم رافضياً أظهر الرافضي المحبة والألفة ، وأحياناً المعاملة الحسنة لا سيما في الأرض التي هم فيها مستضعفون ؛ لذا عليك بمعرفة ما هم عليه ومحاجتهم من كتبهم المعتمدة حتى لا يتمكنوا من خديعتك والتلبيس عليك ، فإنك إن فعلت هذا حججتهم وكشفتهم على حقيقتهم ونزعت ستار التقية الذي به يحتجبون .
وقد أسست هذه الرسالة المختصرة على خمسة أسس :
1- بيان كتبهم المعتمدة .
2- بيان معنى التقية ومنزلتها عندهم .
3- بيان شيء من معتقدهم .
4- حقيقة دعوتهم إلى التقريب .
5- واجبنا تجاههم .
* الأساس الأول : بيان كتبهم المعتمدة :
إن للرافضة كتباً معتمدة ينصون على صحتها واعتقاد ما فيها ، منها ندينهم ونحجهم ؛ لأنها مراجعهم في دينهم كما أن لدينا مراجع نعتمد عليها في ديننا كالقرآن الذي هو كلام الله ، وكلام رسوله
الثابت الموجود في كتب السنة ، ومنها صحيح البخاري ومسلم.
فمن كتبهم المعتمدة :
كتاب أصول الكافي للكليني ، قال شيخهم المعاصر محمد صادق الصدر في كتابه الشيعة ( ص5 )
" إن الشيعة مجمعة على اعتبار الكتب الأربعة : أصول الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه ، وقائلة بصحة كل ما فيها من روايات " .
وقال ( ص133 ) : " ويعتبر ( الكافي ) عند الشيعة أوثق الكتب الأربعة" .
وفي مقدمة الكافي لحسين بن علي قال ( ص25 )
" ويحكى أن الكافي عرض على المهدي - آخر أئمتهم الاثني عشر -
فقال: كاف لشيعتنا" وانظر كتاب الشيعة للصدر ( ص122 ).
ومن كتبهم المعتمدة :
بحار الأنوار للمجلسي ، فقد عده عالمهم المعاصر محمد صالح الحائري من صحاح الإمامية
( مقال له في كتاب الوحدة الإسلامية ص233) .
وقال شيخهم محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة (1/293)
"أجمع كتاب في فنون الحديث" .
وقال شيخهم البهبودي في مقدمة بحار الأنوار ( ص19 )
عن المجلسي مؤلف بحار الأنوار : " شيخ الإسلام والمسلمين ".
وقال ص39 " رئيس الفقهاء والمحدثين آية الله في العالمين" .
فبهذا اتضح أن هذين الكتابين من أهم ما تعتمد عليه الرافضة ؛ لذا سأثبت عقائدهم – في هذه الرسالة المختصرة – منهما فحسب .
* الأساس الثاني : بيان معنى التقية ومنزلتها عندهم :
إن معنى التقية :أن يظهر خلاف ما يبطن ، وهذا عندهم دين معظم حتى إن الكليني في كتابه أصول الكافي (2/217) روى عن جعفر بن محمد قوله " إن تسعة أعشار الدين في التقية ، ولا دين لمن لا تقية له" ، وذكر في بحار الأنوار (75/415) : "أن ترك التقية ذنب لا يغفر".
فإذا علمنا هذه المنزلة العظيمة للتقية عندهم فلا يصح أن نغتر بما يظهرونه لنا ، وإنما نحاكمهم بكتبهم المعتمدة عند علمائهم ، بل إن استعمالهم للتقية بلغ مبلغاً عظيماً
وهو أنهم يؤلفون كتباً تقرر ما يقرره المسلمون من أهل السنة ليغرروا بأهل السنة ،
ومن هذه الكتب تفسير البيان للطوسي بل إنهم يأتون في كتبهم بروايات وأقوال توافق ما عليه المسلمون تقية وتدليساً.
قال جعفر الصادق كما في بحار الأنوار (2/252) :
" ما سمعت مني يشبه قول الناس فيه التقية ، وما سمعت مني لا يشبه قول الناس فلا تقية فيه"
ويجدر التنبيه إلى أن للتقية أصلاً عند المسلمين وذلك إذا خافوا من غيرهم
كما قال تعالى :
( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ )
[ آل عمران : 28 ]
وهذا إنما يصار إليه عند الحاجة الملحة ، وشيء عارض لا أصيل ؛ لذا لو ترك التقية وصبر على إظهار دينه لما صار ملاماً ولا مذنباً ، بل هو خير له ، بخلاف معنى التقية عند الرافضة فإنه شيء أصيل وتسعة أعشار الدين وتاركه لا يغفر ذنبه.
وليعلم أن أمر التقية بدأ يضعف عند الرافضة ، وذلك عندما قامت دولتهم وتولاها الخميني الهالك ؛ لذا ظهرت كتبهم للمسلمين ، وهذا – إن شاء الله – مؤذن بانهيار دينهم الرفض لأنه سيعرف على حقيقته ، وإن مجرد إظهاره على حقيقته كاف لإضعافه وإسقاطه لهزاله البين.
* الأساس الثالث : بيان شيء من معتقدهم :
1- أنهم يدّعون أن أئمتهم يعلمون الغيب . وهذه عقيدة كفرية ، ووجه كونها كفراً أكبر مخرجاً
من الملة من جهتين :
الأولى : أنه لا يعلم الغيب إلا الله ، فمن ادعى أن أحداً يعلم الغيب غير الله فقد ساوى غير الله بالله في شيء من خصائصه ، وهذا شرك أكبر قال تعالى :
( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)
[ النمل : 65 ] .
الثانية : أن من ادعى أن أحداً يعلم الغيب غير الله فقد كذب القرآن ، ومكذب القرآن كافر ،
قال تعالى :
( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ)
[ الأنعام : 59 ] .
* وإليك شيئاً من نصوصهم في ادعاء علم الغيب لأئمتهم من كتبهم :
- في أصول الكافي (4/261) : " قال جعفر الصادق – كما يفترون - :
" إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة ، وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون ".
- وفي أصول الكافي (1/260-261) : عن جعفر الصادق – كما يفترون – :
"ورب الكعبة ورب البنية ثلاث مرات ، ولو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ، ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما ؛ لأن موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة" .
ولهم نصوص كثيرة بهذا المعنى ، فلو لم يكن عند الرافضة إلا هذا المعتقد الكفري لكفى .
2- تزعم كتبهم أن الناس عبيد لأئمتهم :
فقد روى المجلسي في بحار الأنوار (25/279) قول الرضا – وهو أحد أئمة الاثني عشر – :
" الناس عبيد لنا في الطاعة ، موالٍ لنا في الدين ، فليبلغ الشاهد الغائب " .
فهل بعد هذا الشرك الأكبر من شرك ؟ ألم يقل الله تعالى :
( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ )
[ آل عمران : 79 ] ؟!
وهل يجتمع الإسلام الحق مع هذه العقيدة الباطلة " الناس عبيد لنا " ؟!!
3- تقرر كتب الشيعة المعتمدة الشرك في توحيد الربوبية ( أفعال الله ) :
فهم بهذا أضل من أبي جهل وأبي لهب ، فإن كفار قريش – كما قرره القرآن كثيراً – مقرون بتوحيد الربوبية مشركون في توحيد الألوهية ( العبادة ) ، وبهذا صاروا مشركين ، فكيف – إذاً – بمن هم مشركون في الربوبية والألوهية ؟!! فإن شركهم أغلظ وأشد .
والرافضة – أخزاهم الله – ممن يقررون الشرك في الربوبية ، فبوب الكليني في الكافي (1/407-410) باباً بعنوان " أن الأرض كلها للإمام" . وأورد فيه عن جعفر الصادق أنه قال :
"أما علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث شاء ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك "
وهذا من أفعال الله الخاصة به، واعتقادها لغير الله شرك في الربوبية قال تعالى :
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
[ البقرة : 107 ] .
* ومن نصوصهم الشركية في الربوبية :
ما روى المجلسي في بحار الأنوار (27/33) :
" عن سماعة بن مهران : كنت عند أبي عبدالله - جعفر الصادق
- فأرعدت السماء وأبرقت ، فقال جعفر الصادق : أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم . قلت: من صاحبنا ؟ قال: أمير المؤمنين –
– " .
فالرعد والبرق – عندهم – من علي –
- ، وهذا شرك في الربوبية - أفعال الله - ؛
لأن الرعد والبرق من عند الله لا من عند الخلق قال تعالى :
( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ)
[ الرعد : 12 ] .
4 - تعتقد الرافضة كما في كتبهم المعتمدة أن الأئمة لاثني عشر أفضل من الأنبياء :
ففي كتابهم بحار الأنوار (26/267) عقد باباً بعنوان : " باب تفضيلهم على الأنبياء وعلى جميع الخلق ، وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق ، وأن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم صلوات الله عليهم
" ثم ساق أكثر من ثمانين نصاً يفضل فيه أئمتهم على الأنبياء والمرسلين : إبراهيم وموسى وعيسى – عليهم السلام - ) .
وهذه عقيدة كفرية لأنها تكذيب لكتاب الله .
hgr,g hglfdk glh ugdi hgadum hgv,htq lk hg]dk hgladk