يا حمص يا طفلةً قُـصّـتْ ضفائرها
إذ أبحرت في خضم الهم و الكدر
ما همها ظلمة في الليل تلسعها
و ما ستلقاه من هول و من خطر
بين المدائن من شبت بفطرتها
لكنها وحدها هامت إلى المطر
هي وحدها من خبتْ في الموج راحتها
و هدهدتْ نومها ترنو إلى السحر
و فيه راحت تناجي الله خالقها
كي يشرق الفجر من إغفاءة البشر
يا حمص يا طفلةً عذراء أهلكها
أهلون لو عرفوا ما قيمة القمر
لو أنهم زرعوا في الأفق صرختها
لو أنهم غرسوا عزاً بنصرتها
لأينع الفجر ما أحلاه من ثمر
ما همهم أن يروا في القيد معصمها
و معصم النور أبهى من لجى الدرر
قد أشبعوا رغبةً في وأد خافقها
يا طفلةً هرمتْ في لعبة القدر