الموضوع: ملف عن الأحواز
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-11, 06:47 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
أم محمد الفاتح
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2853
المشاركات: 111 [+]
الجنس:
المذهب:
بمعدل : 0.02 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 14
نقاط التقييم: 17
أم محمد الفاتح على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
أم محمد الفاتح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم محمد الفاتح المنتدى : بيت التـاريـخ الإسلامي
افتراضي

ان العرب فى منطقة حوض نهر كارون يرجع مركزهم الى زمن سحيق . وهم الى يومنا هذا يكونون الأغلبية الساحقة في المنطقة . فالحقيقة الكبرى : هى ان عربستان ( الأحواز ) وطن عربي ، وعروبتها لم تكن وليدة ظرف تاريخي معين ، بل هى أمر يرجع فى اصوله الى جذور الماضي والى طبيعة هذا القطر العربي المغتصب .

لقد تعرض جنوب غربي آسيا – بما فيه عربستان – للسيطرة العثمانية منذ القرن السادس عشر ، وقد نازعتها السيادة الدولة الفارسية ، كما أن الزحف الأوربي بدأ يستهدف المنطقة فأثر ذلك تأثيرا عاما عليها ، الأمر الذى عرضها للتدهور الاجتماعي والسياسي فترة ليست بالقصيرة ، الا ان القرن التاسع عشر شهد بوادر نهضة في المنطقة أدت الى ظهور فكرة القومية العربية – ذات النهج الواضح – التى سرعان ما اصطدمت بفكرتين أخرتين ، وهى :

  • فكرة الجامعة الأسلامية ، التى عدت عربستان جزءا من الامبراطورية العثمانية .
  • فكرة القومية الايرانية الحديثة ، التي تغلبت على الفكرة الاولى فقضت على الحكم العربي فى عربستان ( الأحواز ).
ان النزاع العثماني – الفارسي على المنطقة ، يمثل فى الواقع : التصادم بين الفكرتين ، وكان التيار الفارسي اقوى من العثماني ، اذ كان موقف العثمانيين رخوا فى المباحثات ، فى حين كان موقف الفرس صلبا . وبالرغم من تصديق التنازل فى معاهدة أرضروم الثانية ، فان الاحواز بقيت عربية لا تقر بشىء مما وقع . كما أن فارس نفسها أبقت الاستقلال لها ، واعترفت بامارة الحاج جابر بن مرداو الكعبي واولاده من بعده ( أمارة المحمرة ) .


لقد اثبتت التحريات الجيولوجية ان التاريخ الجيولوجي لاراضي كل من عربستان ( الاحواز ) والسهل الروسوبي من العراق متماثل ، فقد تكونا فى وقت ،

من طمى وترسبات نهري دجلة والفرات ونهر كارون وتفرعاته ، فأدى ذلك الى ظهور الأراضي الحديثة على جانبي شط العرب ، لذا فان سهول عربستان - وهى تسمية حديثة لما كان يعرف قديما بأسم ( سهول سوسيانا ) - تكونت مكملة لسهل الرسوبي في جنوب العراق ، وهى وثيقة الاتصال معه ، فهناك مسالك برية وآخرى نهرية ، بينهما كانت متوافرة فى الازمنة القديمة كما هى متوافرة فى الوقت الحاضر ، سهلت هذا الانتقال .
أما العلاقات المكانية الطبيعية ، التي تربط بين عربستان وايران، فتكاد تكون معدومة ، اذ ليست هناك أى علاقة فى التكوين الطبيعي بين سهل عربستان وهضبة ايران الجبلية ، فقد ذكر السير أرنولد ولسن فى مذكراته أن : ( عربستان تختلف عن ايران اختلاف ألمانيا عن اسبانيا ) .

حقائق جغرافية



إذ أن إيران عبارة عن هضبة تحيط بها حافات من السلاسل الجبلية الضخمة تفصلها عن جميع جهاتها تقريبا ، ولا سيما القسم المحاذي لعربستان ، فيتكون من عدد من السلاسل المتعاقبة الشاهقة الارتفاع ، التى لاتتضمن ممرات سهلة يمكن اجتيازها ، وكل ما تتضمنه وديان ضيقة لأخوار تنحدر على سفوحها ، يستخدمها الرعاة فى تنقلهم بين الاهالى هذه السفوح وأسفلها ، فالاعتبارات الجغرافية اذا أحذناها بنظر الاعتبار فى تحديد المنطقة - وهى كثيرا ما تكون فواصل طبيعية كالجبال والبحار والانهر والارض - نلاحظ أن عربستان متصلة اتصالا طبيعيا بالوطن العربي ، وتفصلها حواجز طبيعية عن ايران لايمكن اغفالها كعامل مهم فى تحديد التبعية الجغرافية .

وقد عرف منذ القديم ان مدن الاحواز جزء لايتجزء من الوطن العربي ، ولم ترد تبعيتها لفارس عند اى رحالة جغرافي جاب منطقة حوض الخليج العربي وكتب عنها ، فهي عندهم عربية الطبيعة تماما ، فانها تكون مع القسم الاسفل من بلاد ما بين النهرين وحدة جغرافية اقتصادية شاركت سابقا فى الازدهار السومري والكلداني وهي كانت فى ذلك العهد عيلامية الحضارة ، خضعت بعدئذ للعرب الذين امتد نفوذهم عبر فارس .

اما من حيث المناخ : التي تتشابه فيها مع مناخ الخليج العربي وتتغاير كليا مع ايران ، وتشترك عربستان مع المنطقة العربية بظاهرة المد والجزر التي أثرت تأثيرا عاما فى نواحي الصرف وأساليب الرى ، وبالتالي فى الحاصلات الزراعية ايضا .

حقائق تاريخيةان عربستان ( الاحواز) فى منطق التاريخ وحكم اللغة - وحتى فى رأى الباحثين الغربيين فيما كتبوه عن المنطقة العربية المغتصبة من الوطن العربي ، فقد ذكر الرحالة البرتغالي بيدرو تاسكيرا Pedro Teiskeira - الذي زار المنطقة سنة 1604م - أن جميع المنطقة الواقعة الى شرق شط العرب كانت تؤلف امارة عربية يحكمها مبارك بن عبد المطلب ( أحد أمراء أمارة المشعشعين العربية < 1589-1616 > والتي كانت عاصمتها مدينة الحويزة احدى مدن الاحواز ) الذى كان مستقلا عن الفرس والاتراك ، وقد دخل فى تحالف عسكري مع الدولة البرتغالية ، التى كانت قد وسعت نفوذها فى الخليج العربي يومئذ . أما الرحالة الايطالي بترو ديلا فالي Pietro Della -Valle الذى زار حوض نهر كارون الى مصبه فى شط العرب - فقد ذكر أن الشيخ منصور ابن مطلب ( أحد أمراء أمارة المشعشعين العربية
كان يقاوم بقوة محاولة الشاه عباس الاول التدخل فى شئون امارته الداخلية وكان على اتصال دائم مع حكام امارات الخليج العربي والعراق .
فقد ذكر الرحالة نيبور الذى زار المنطقة سنة 1772 فقد أكد قائلا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ان العرب هم الذين يمتلكون جميع السواحل البحرية للقسم الشرقي من الخليج العربي ...) ، وأن الفرس لم يتمكنوا قط من أن يكونوا أسياد ساحل البحر ، وقد تحملوا صابرين على مضض أن يبقى هذا الساحل ملكا للعرب .

لقد مرت عربستان (الاحواز) بنفس الادوار التاريخية التي مر الوطن العربي من غزو واحتلال اجنبي طامع استهدف استعمار الاحواز والوطن العربي طمعا بالخيرات الضخمة التى تزخر بها الامة العربية. لهذا يتضح لنا أن تاريخ الاحواز تاريخ متميز يرتبط بوشائج متصلة يتاريخ منطقة حوض الخليج العربي والعالم العربي ، ويغاير بوضوح تاريخ فارس ( ايران ) . أما خضوعها فى فترات متفرقة متباعدة لفارس ، فلا يمكن اعتباره دليلا على تبعية الاحواز ، فالمعروف ان البصرة والجنوب العراقي والبحرين هما ايضا خضعتى فى أوقات مختلفة للسيطرة الفارسية ، فهل يعطي ذلك الحق فى المطالبة بهما ؟ وهل خضوع منطقة لسيطرة اجنبية مهما طالت فترة الغزو والاحتلال والسيطرة يدلل على تبعيتها للدولة الغازية ؟....انه يجب التمييز بين دولة مالكة شرعية ، ودولة غازية مستعمرة تمارس سلطتها بالقوة العسكرية والبطش ، والذى يحدد هذا التمييز رغبة السكان من ناحية ، والدوافع التى حدت بالدولة المسيطرة للغزو ، ومدى المصالح من ناحية أخرى .

لقد حكم العرب فارس قرونا عديدة ، فهل يشكل هذا حقا للعرب فى مطالبتهم بفارس ؟ يصور لنا هذا الاستعراض التاريخي ان عربستان ، خلال تاريخها المتقلب ، استطاعت ان تحتفظ بمقدار كبير من الاستقلال الداخلي ، حتى عند وقوعها تحت السيطرة الاجنبية .

ان عربستان فى عهد الحكم الفارسي - وبأعتراف من الفرس أنفسهم - أرضا عربية يسكنها العرب - فسموها عربستان . ان اصل التسمية مهما اختلفت الآراء فيها ، فهى تشير الى اصل السكان العرب فى الاحواز والذين يؤلفون الغالبية الساحقة (95% من السكان) . واذا استندنا الى التسمية فى الاستدلال على تبعية الاحواز للدولة ، فان فارس هى التى اطلقت على تلك المنطقة اسم عربستان ( انظر كتاب احمد كسروي 35 وهو مؤلف فارسي ) ، ويعترف الفرس أنفسهم بعروبتها ، ويخطئون الشاه اسماعيل الصفوى لأنه اعترف بالحكم العربي فى الاحواز ، برغم عدم ادانتها بالولاء له واستقلالها عنه ، وفسح المجال للعرب ولم يقض عليهم فكانوا سببا للاضطرابات مع الفرس فى جميع الا د وار ، بعد ان ذاقوا طعم الاستقلال والحكم .

ان عربستان عربية بتاريخها القديم ووجودها الحديث ، والادعاءات الفارسية لا تستند الى منطق ولا الى قانون ولا الى واقع ، والفرس برغم المركزية التى استعملوها للحيلولة دون اظهار الروابط المشتركة بين سكان ضفتي شط العرب ، فان خطتهم أخفقت . ويضاعف من اخفاقها تلك الوحدة التاريخية والجغرافية لمنطقة شط العرب ، ووحدة اللغة وطريقة التفكير عند سكانها ، فالحقائق التاريخية تؤيد انها قطر عربي ، وتسندها فى ذلك الحقائق الجغرافية ، وهى بهذا عربية تاريخيا وجغرافيا .














عرض البوم صور أم محمد الفاتح   رد مع اقتباس