((الله بالمرصاد للظالمين الأوغاد))
لـكــل شـــيء لـــه وقــــت ومـيـعــادُ
ولـيــس يَـنْـقُـصُ مــقــدارٌ ويــــزدادُ
أيْـقِـنْ بـهــذا ولا تـحــزن لنـائـبـة ٍ
حَـلَّـتْ عـلـيـك ولا تَـسْــرُرْكَ أعـيــادُ
فــي كـــل يـــوم لـــه شـــأن يُـدَبِّــرُهُ
يعـلـو أنــاسٌ ويـهـوي فـيـهِ أوْغـــادُ
مـن أغضـب اللهَ كُـلُّ الكـون يُغْضِبُـهُ
كــل الخـلائِـق ِ للـخـلاق ِ عُـبَّــادُ
تُسَـبّـح الله إن طـوْعــا ومُـكْـرَهَـة ً
إذا دعــاهــا بــأمْــرٍ مــنـــه تَـنْــقــادُ
يا ظالميـن لكـم فـي الدهـر أمثلـة ٌ
فـرعــون قـائِـدُكُــمْ والــكــلُّ أحْــفــادُ
فانظـر لِتونُـسَ كيـف الظلـم أيْقظهـا
والشَّيْـنُ يُطْـرَدُ عُقْبـى الظـلـم إبـعـادُ
فرعونُ مِصْرَ طغى مـا كـان معتبـراً
حـتـى أطـيـح بـــه والـحُـكْـمُ إفْـســادُ
هــي البـدايـة عِـقْـدُ الـعُـرْبِ مُنْـفَـرِطٌ
شِبْنـا مـع الظلـم نحـن اليـوم أجــدادُ
فالـحـمـد لله أن عـشـنـا إلـــى أجَـــلٍ
فـيـه الـذئـاب مــن الحـكـام تُصـطـادُ
فَلْيَعْـلَـمِ الـنـاس أن الظالمـيـن لَـهُــمْ
أقسـى العقـابِ وللمظـلـوم ِ إنـجـادُ
يـا ظالـمَ النـاس مـغـرورا بقـوتِـه ِ
فــأيْــنَ قـوتـهــا إذْ أهْـلِـكــتْ عـــــادُ
جاء العـذاب لهـم ريحـاً مُزَمْجِـرَة ً
أعجـازُ نخـلٍ هَــوَتْ منـهـا وأجْـسـادُ
يـــدمِّـــرُ اللهُ أقـــطــــارا بـكـامـلــهــا
لا الأرض تحمـي ولا تحميـك أوتــادُ
لا شيـئ يُجْـدي ولا الالاتُ تصنعُـهـا
مـهـمـا تـرَقَّــتْ ولا يُـجْـديـكَ إعْـــدادُ
مـا شـاء ربّـي يكـنْ لا شيـئ يمنـعُـهُ
ولـوْ تَنـادى جميـعُ الـنـاس أوْ زادوا
لا يظـلـمُ الله ُ إنَّ الـنـاسَ أنفسَـهـمْ
هُـــمْ يظـلـمـونَ وَغَـفّــارٌ إذا هـــادوا
مـــا مِـــنْ ظـلــومٍ فــــإنَّ الله آخــــذهُ
الله يُمْـهِـلُ كــم مِــن ْ ظـالـمٍ بــادوا
أقولُ للشَّعْب ِإن خِفْتَ الظلـوم فَقَـدْ
يطـول عهـدٌ لأهـل الظلـم إنْ ســادوا
والشعب مهما يَكُنْ كانَ الأمير لَه ُ
شَـعْـبٌ بــلا خُـلُــقٍ والـيــه ِ قَـــوَّادُ
حُكّامُـنـا شَـجَـرٌ والـسّـوسُ يَنْخُـرُهـا
ويــــوم تـسـقــط لــلأحــرار مــيــلادُ
لـلـنـار أخشـابـهـا والـنــارُ مَوْئِـلُـهُـمْ
فـالـظُّـلْــمُ أصـحــابــه لــلــنــار وُرّادُ
ثـار الكـرامُ وحـيَّـا الـنـاسُ ثورتـهـم
سالـت دمـاءٌ وبـالأرواحِ قــد جــادوا
يا ويح نفسي إذا ضاع الجهاد سدى
يخططُ الغرْبُ فـي مكـر وَمَـنْ هـادوا
إذا أصِـبْـنـا بـــأيِّ الـشَــرِّ أفْـرَحَـهُــمْ
وإنْ أصِـبْـنـا بـــأيِّ الـخـيـرِ حُــسَّــادُ
هُــمُ الـعَـدوُّ فــلا تَـأمَــنْ لَـهُــمْ أبَـــدا
الـغِــلُّ فـيـهـم عـلـيـنـا ثُــــمَّ أحْــقــادُ
هــو التَّـحَـرُّرُ للإنْـسـان ِ أمْنِـيَـة ٌ
الديـنُ نـادى بـه والشَعْـبُ قَـدْ نـادوا
الـكُـلُّ يَـرْنـو لـهـذا الـيــومِ مُنْـتَـظِـراً
بِـــــأنْ يُـحــاكَــمَ خَـــــوّانٌ وجَــــــلادُ
عَجبْتُ كيف ملـوك الكفـر قـد عَدَلَـتْ
والـعَـدْلُ مِـنّـا وحُـكّــامٌ لـنــا حـــادوا
حــذارِ مِــنْ ثــورَةٍ تَـهْـفـو لِثَـرْوَتِـهـا
قـامـت لدنـيـا وديــنَ الله قَــدْ عــادوا
مَــــنْ قــــام لله كــــان الله نــاصــرَهُ
ولـو تصـدّى لـه الأشـرارُ أوْ كــادوا
يـا أمَّـة ً بَلَـغَـتْ شَــأوَاً وَمَنْـزِلَـة ً
أيْــنَ الحـضـارَة ُشِدْنـاهـا وأمْـجـادُ
أيـنَ الخلافـة شَمْـسُ الله قَـدْ سَطَعَـتْ
زال الـظـلام ُبـهــا والـكُــلُّ أجْـــوادُ
فالشمـس إنْ طَلَعَـتْ للكـل نافـعـة ً
ليسـتْ تُحابـي كـذا الإسْــلامُ إسْـعـادُ
واليـومَ ضَلّـوا وعِلْمانيَّـة ٌ حَكَـمَـتْ
والشـعـب وافَقَـهُـمْ والـغـرْبُ أسْـيــادُ
زاغوا عن الدين بعد العِزِّ فانْتكسـوا
والــــذلُّ صـاحـبـهـم إلا إذا عـــــادوا
هُــوَ الكـريـم ُ إذا آلاؤُه ُ شُـكِـرَتْ
تَبْـقـى مَــعَ الـدَّهـر تكريـمـا وتَــزْدادُ
يا غافـلاً دعـوةَ المظلـوم إذْ صَعَـدَتْ
لله تـشـكــو فــهــل يـحـمـيـك أنْــــدادُ
الله يـغـلـب مـهـمــا كُــنْــتَ مُـقْـتَــدراً
ولَـسْـتَ تُنْـصَـرُ لــو تـفـديـكَ أجْـنــادُ
هـي النهـايـة ُ للـظُّـلام ِ مُرْعِـبَـةٌ
حتـمـاً ستـأتـي لـهـا وقــتٌ ومـيـعـاد
كَــمْ مِــنْ ظـلـومٍ إذا حـانـت نهـايـتُـهُ
يُــزَجُّ للـسـجـن بـالأغــلال ِمُـنْـقـادُ
قَدْ كـانَ مِـنْ قَبْـلُ يُلْقـي الأبريـاءَ بِـهِ
سبـحـانَ ربِّــي إلـيـه الـيــومَ يَـرْتــادُ
هـذا هـو الخِـزْيُ فـي الدنْيـا يُلازِمُـهُ
أمَّــا جَهَـنَّـمُ فـــي الأخـــرى لَـــهُ زادُ
كيـف النجـاة ُلـهُ والـكـلُّ يَلْعَـنُـه ُ
والله حـاكـمُــه ُ والــنَّــاسُ شُــهّــادُ