العلامة العاشرة:لا يفتون الناس إلا بالذكر.
قَالَ تَعَالَى:(فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)[سورة الأنبياء٧]
وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t:أنَّ رَجُلاً مِنَ الأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ rفَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلاَّ قَضَيْتَ لِى بِكِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ الْخَصْمُ الآخَرُ وَهُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ نَعَمْ فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَائْذَنْ لِى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r«قُلْ»قَالَ إِنَّ ابْنِى كَانَ عَسِيفًا(العسيف هو الأجير) عَلَى هَذَا فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ وَإِنِّى أُخْبِرْتُ أَنَّ عَلَى ابْنِى الرَّجْمَ فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ وَوَلِيدَةٍ فَسَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ فَأَخْبَرُونِى أَنَّمَا عَلَى ابْنِى جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ وَأَنَّ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r« وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ الْوَلِيدَةُ وَالْغَنَمُ رَدٌّ وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ وَاغْدُ يَا أُنَيْسُ إِلَى امْرَأَةِ هَذَا فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا »قَالَ فَغَدَا عَلَيْهَا فَاعْتَرَفَتْ فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ r فَرُجِمَتْ.رواه البخاري(صحيح البخاري 6827 (ج 17 / ص 190) بَاب الِاعْتِرَافِ بِالزِّنَا) ومسلم(مسلم رقم4531(ج 5 / ص 121)باب مناعترف على نفسه)
بخلاف دعاة الثنتين والسبعين إذ يفتون الناس بالجهل لابالكتاب والسنة.
قَالَ تَعَالَى:(وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ)[ الأنعام: ١١١]
وعَنْ عبد اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ tقَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ الَّهِ r يَقُولُ:«إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»رواه البخاري(صحيح البخاري رقم100 (ج 1 / ص 105) بَاب كَيْفَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ) ومسلم(مسلم 6971 (ج 8 / ص 60) باب رَفْعِ الْعِلْمِ وَقَبْضِهِ وَظُهُورِ الْجَهْلِ)
ويفتون الناس بالرأي لابالكتاب والسنة.
قَالَ تَعَالَى:(إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) [ النجم: ٢٣]
وَعَنْ عبد اللهِ بْنِ عَمْرٍوtقَالَ:«سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ»رواه البخاري(البخاري رقم7307 (ج 18 / ص 288) بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ )
و يفتون الناس بالهوى لا بالكتاب والسنة .
قَالَ تَعَالَى:(وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ)[ الأنعام: ١١٩]
و يفتون الناس بأقوال العلماء والأئمة لا بالكتاب والسنة لأنهم أعياهم حفظ السنن.
قَالَ تَعَالَى:(اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)[ التوبة: ٣١ ]
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ »قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ« فَمَنْ »رواه البخاري(البخاري رقم7320 (ج 18 ص 307) بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ)ومسلم(صحيح مسلم رقم 6 952(ج 8 / ص 57) باب اتباع سنن اليهود)
العلامة الحادية عشرة:لايحكمون بين الناس إلا بالذكر.
قَالَ تَعَالَى:(وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ)[ المائدة:٤٩]
بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ يحكمون بغير الذكر.
قَالَ تَعَالَى:(وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ{49} أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[ المائدة: ٤٩ – ٥٠]