06-06-11, 03:56 PM
|
المشاركة رقم: 3
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
المـديـــر العـــام |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Oct 2010 |
العضوية: |
14 |
المشاركات: |
10,341 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
سني |
بمعدل : |
1.94 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
10 |
نقاط التقييم: |
949 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت الكتاب والسنة
البرهان 26
من سورة آل عمران
{ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ
إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ *
قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ
وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا
وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ }
{ 28 - 30 }
وهذا نهي من الله تعالى للمؤمنين عن موالاة الكافرين
بالمحبة والنصرة والاستعانة بهم على أمر من أمور المسلمين،
وتوعد على ذلك فقال:
{ ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء }
أي: فقد انقطع عن الله، وليس له في دين الله نصيب،
لأن موالاة الكافرين لا تجتمع مع الإيمان،
لأن الإيمان يأمر بموالاة الله وموالاة أوليائه
المؤمنين المتعاونين على إقامة دين الله وجهاد أعدائه،
قال تعالى: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض }
فمن والى - الكافرين من دون المؤمنين
الذين يريدون أن يطفئوا نور الله ويفتنوا أولياءه
خرج من حزب المؤمنين، وصار من حزب الكافرين،
قال تعالى: { ومن يتولهم منكم فإنه منهم }
وفي هذه الآية دليل على الابتعاد عن الكفار وعن معاشرتهم وصداقتهم،
والميل إليهم والركون إليهم،
وأنه لا يجوز أن يولى كافر ولاية من ولايات المسلمين،
ولا يستعان به على الأمور التي هي مصالح لعموم المسلمين.
قال الله تعالى: { إلا أن تتقوا منهم تقاة }
أي: تخافوهم على أنفسكم فيحل لكم أن تفعلوا ما تعصمون به دماءكم من التقية باللسان وإظهار ما به تحصل التقية.
ثم قال تعالى: { ويحذركم الله نفسه }
أي: فلا تتعرضوا لسخطه بارتكاب معاصيه فيعاقبكم على ذلك
{ وإلى الله المصير } أي: مرجع العباد ليوم التناد،
فيحصي أعمالهم ويحاسبهم عليها ويجازيهم،
فإياكم أن تفعلوا من الأعمال القباح ما تستحقون به العقوبة،
واعملوا ما به يحصل الأجر والمثوبة،
ثم أخبر عن سعة علمه لما في النفوس خصوصا،
ولما في السماء والأرض عموما، وعن كمال قدرته،
ففيه إرشاد إلى تطهير القلوب واستحضار علم الله كل وقت
فيستحي العبد من ربه أن يرى قلبه محلا لكل فكر رديء،
بل يشغل أفكاره فيما يقرب إلى الله
من تدبر آية من كتاب، أو سنة من أحاديث رسول الله،
أو تصور وبحث في علم ينفعه،
أو تفكر في مخلوقات الله ونعمه، أو نصح لعباد الله،
وفي ضمن إخبار الله عن علمه وقدرته
الإخبار بما هو لازم ذلك من المجازاة على الأعمال،
ومحل ذلك يوم القيامة، فهو الذي توفى به النفوس بأعمالها فلهذا قال :
{ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا } أي: كاملا موفرا لم ينقص مثقال ذرة،
كما قال تعالى: { فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره }
والخير: اسم جامع لكل ما يقرب إلى الله
من الأعمال الصالحة صغيرها وكبيرها،
كما أن السوء اسم جامع لكل ما يسخط الله
من الأعمال السيئة صغيرها وكبيرها
{ وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا }
أي: مسافة بعيدة، لعظم أسفها وشدة حزنها،
فليحذر العبد من أعمال السوء
التي لا بد أن يحزن عليها أشد الحزن،
وليتركها وقت الإمكان قبل أن يقول:
{ يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله } ،
{ يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض }،
{ ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانًا خليلا }،
{ حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين }
فوالله لترك كل شهوة ولذة
وإن عسر تركها على النفس في هذه الدار
أيسر من معاناة تلك الشدائد واحتمال تلك الفضائح،
ولكن العبد من ظلمه وجهله لا ينظر إلا الأمر الحاضر،
فليس له عقل كامل يلحظ به عواقب الأمور
فيقدم على ما ينفعه عاجلا وآجلا،
ويحجم عن ما يضره عاجلا وآجلا،
ثم أعاد تعالى تحذيرنا نفسه
رأفة بنا ورحمة لئلا يطول علينا الأمد فتقسو قلوبنا،
وليجمع لنا بين الترغيب الموجب للرجاء والعمل الصالح،
والترهيب الموجب للخوف وترك الذنوب،
فقال { ويحذركم الله نفسه والله رءوفٌ بالعباد }
فنسأله أن يمن علينا بالحذر منه على الدوام،
حتى لا نفعل ما يسخطه ويغضبه.
|
|
|