06-06-11, 04:16 PM
|
المشاركة رقم: 18
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
المـديـــر العـــام |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Oct 2010 |
العضوية: |
14 |
المشاركات: |
10,341 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
سني |
بمعدل : |
1.94 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
10 |
نقاط التقييم: |
949 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت الكتاب والسنة
البرهــــان 51
من سورة النساء
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ
وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ
إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ
وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ
انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ
إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا }
{ 171 }
ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو في الدين وهو مجاوزة الحد والقدر المشروع إلى ما ليس بمشروع.
وذلك كقول النصارى في غلوهم بعيسى ،
ورفعه عن مقام النبوة والرسالة إلى مقام الربوبية
الذي لا يليق بغير الله،
فكما أن التقصير والتفريط من المنهيات، فالغلو كذلك،
ولهذا قال: { وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ }
وهذا الكلام يتضمن ثلاثة أشياء:
أمرين منهي عنهما، وهما قول الكذب على الله،
والقول بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه ورسله،
والثالث: مأمور به وهو قول الحق في هذه الأمور.
ولما كانت هذه قاعدة عامة كلية،
وكان السياق في شأن عيسى نصَّ على قول الحق فيه،
المخالف لطريقة اليهودية والنصرانية فقال:
{ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ }
أي: غاية المسيح ومنتهى ما يصل إليه من مراتب الكمال
أعلى حالة تكون للمخلوقين،
وهي درجة الرسالة التي هي أعلى الدرجات وأجلّ المثوبات.
وأنه { كَلِمَتُهُ } التي { أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ }
أي: كلمة تكلم الله بها فكان بها عيسى،
ولم يكن تلك الكلمة، وإنما كان بها،
وهذا من باب إضافة التشريف والتكريم.
وكذلك قوله: { وَرُوحٌ مّنْهُ }
أي: من الأرواح التي خلقها وكملها بالصفات الفاضلة والأخلاق الكاملة،
أرسل الله روحه جبريل فنفخ في فرج مريم عليها السلام،
فحملت بإذن الله بعيسى .
فلما بيّن حقيقة عيسى ،
أمر أهل الكتاب بالإيمان به وبرسله،
ونهاهم أن يجعلوا الله ثالث ثلاثة أحدهم عيسى، والثاني مريم،
فهذه مقالة النصارى قبحهم الله.
فأمرهم أن ينتهوا، وأخبر أن ذلك خير لهم،
لأنه الذي يتعين أنه سبيل النجاة، وما سواه فهو طريق الهلاك،
ثم نزه نفسه عن الشريك والولد فقال:
{ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ }
أي: هو المنفرد بالألوهية، الذي لا تنبغي العبادة إلا له.
{ سُبْحَانَهُ } أي: تنزه وتقدس
{ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ } لأن { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ }
فالكل مملوكون له مفتقرون إليه،
فمحال أن يكون له شريك منهم أو ولد.
ولما أخبر أنه المالك للعالم العلوي والسفلي
أخبر أنه قائم بمصالحهم الدنيوية والأخروية وحافظها،
ومجازيهم عليها تعالى.
|
|
|