1 - النهي عن الغلو - عموماً - لقوله تعالى:
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ } [النساء: 171] ، وقوله - سبحانه -
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [المائدة: 77] .
وقول
الرسول صلّى
الله عليه وسلّم:
«إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين»(203).
2 - النهي عن الغلو في
الرسول صلّى
الله عليه وسلّم كقوله صلّى
الله عليه وسلّم:
«لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإني أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله»(204) .
ولما قال رجل لرسول
الله صلّى
الله عليه وسلّم: ما شاء
الله وشئت، عقب
عليه وقال:
«أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده»(205) .
والذي
عليه عامة المسلمين أن لا يُحلف بالنبي لقوله
عليه الصلاة والسلام:
«من حلف بغير الله فقد أشرك» (206).
3 - التأكيد على عدم معرفة
الرسول صلّى
الله عليه وسلّم الغيب إلا ما أطلعه
الله عليه، فقد ذكر
الله عزّ وجل أن علم الغيب إنما هو من خصائص الربوبية:
{ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } [النمل: 65] ، وقال:
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } [الأنعام: 59] ، وقال عزّ وجل:
{ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [لقمان: 34] ، وقد أمر
الله نبيه أن يعلن للناس عدم علمه بالغيب بقوله:
{ ُقل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} [الأنعام: 50] .
وأما الأحاديث التي تبين عدم علم الرسول صلّى الله عليه وسلّم الغيب فكثيرة منها:
أنه
عليه الصلاة والسلام سمع جلبة بباب حجرته فخرج إليهم فقال: «
ألا إنما أنا بشر، وإنما يأتيني الخصم، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صادق فأقضي له، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من نار فليحملها أو ليذرها»(207) .
وقد نهى نبينا محمد صلّى
الله عليه وسلّم الجارية التي قالت: وفينا نبي يعلم ما في غد فقال:
«دعي هذا وقولي بالذي كنت تقولين» (208).
وأما الدليل على أن
الله يطلع
الرسول صلّى
الله عليه وسلّم على شيء من الغيب فهو قوله سبحانه:
{ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ } [الجن: 26 - 27] ، وقوله:
{ تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 49] .
4 - التصريح بأن
الرسول صلّى
الله عليه وسلّم لا يملك لنفسه، ولا لغيره ضراً ولا نفعاً، لقوله عزّ وجل:
{ قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً * قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً } [الجن: 20 - 21] ، وقوله - سبحانه -:
{ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ } [الأعراف: 188] ، وقوله - سبحانه - عن رسوله صلّى
الله عليه وسلّم:
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } [فصلت: 6] ، وقال تعالى:
{ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [يونس: 49] .
وثبت عنه صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء على رقبته فرس له حمحمة يقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك، وعلى رقبته بعير له رغاء يقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك من الله شيئاً...»(209) .
وقد صرح
عليه الصلاة والسلام على الملأ أنه لا يملك لأقرب قريب نفعاً ولا ضراً لقوله:
«يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا أغني عنك من الله شيئاً ويا فاطمة(210) بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً»(211) .
ومحبة ابن تيمية رحمه الله لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم مقرونة بالاتباع كغيره من أهل السنة وأئمتهم وعلمائهم، أي هي المحبة التي يريدها الرسول صلّى الله عليه وسلّم من المؤمنين به، والتي أمرهم بها، أما دعوى التعظيم للرسول صلّى الله عليه وسلّم مع الغلو فيه، ودعوى أن المسلم كلما زاد في التعظيم كلما كانت محبته لرسول الله أكثر فهذا فهم خاطئ للمعنى الشرعي لمفهوم التعظيم لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد بين ابن عبد الهادي (ت - 744هـ) رحمه الله أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم برئ ممن عصاه بالغلو فيه، وإن كان قصده تعظيمه، قال ذلك راداً على السبكي (ت - 756هـ) الذي رد على ابن تيمية في هذه المسألة (212).
وحين يقول شيخ
الإسلام رحمه
الله بحرمة شد الرحل إلى غير المساجد الثلاثة موافقاً بذلك نهي
الرسول صلّى
الله عليه وسلّم، متبعاً له في قوله، فلا يكون هذا بغضاً وجفاءً له، بل هو عين المتابعة والمحبة لرسول
الله صلّى
الله عليه وسلّم، إضافة إلى أنه قول جمهور العلماء كما تقدم.
وأما رد السبكي (ت - 756هـ) على ابن تيمية رحمه
الله إنكاره شد الرحل وجعل إنكار شد الرحل من لوازم انتقاص
الرسول صلّى
الله عليه وسلّم، فمن شد الرحل للزيارة فهو المعظم لرسول
الله صلّى
الله عليه وسلّم، ومن أنكرها فهو المنتقص للرسول صلّى
الله عليه وسلّم، فقد رد
عليه ابن عبد الهادي (ت - 744هـ)
هذا التلازم مبيناً أن هذا لو كان تعظيماً له صلّى الله عليه وسلّم لكان مما لا يتم الإيمان إلا به، ولكان فرضاً معيناً على كل من استطاع إليه سبيلاً، من قرب ومن بعد، ولما أضاع السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان هذا الفرض والواجب (213).
وبين رحمه الله أن التعظيم نوعان:
أحدهما: ما يحبه المعظَّم ويرضاه ويأمر به ويثني على فاعله فهذا هو التعظيم في الحقيقة، وهو موافقته على محبة ما يحب، وكراهة ما يكره، والرضا بما يرضى به، وفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه، والمبادرة إلى ما رغب فيه، والبعد عما حذر منه، وأن لا يتقدم بين يديه ولا يقدم على قوله قول أحد سواه.
والثاني: ما يكرهه المعظَّم ويبغضه ويذم فاعله، وهذا ليس بتعظيم، بل هو غلو مناف للتعظيم، وهذا هو ما يفعله أهل الغلو في القبور وعبادها من التعظيم الذي لأجله حرم
الرسول صلّى
الله عليه وسلّم اتخاذ القبور مساجد، كما قال المصطفى صلّى
الله عليه وسلّم: «اشتد غضب
الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»(214) .
والتعظيم يكون باللسان، ويكون بالجوارح: فأما التعظيم باللسان فهو الثناء عليه بما هو أهله مما أثنى به على نفسه، وأثنى به عليه ربه من غير غلو ولا تقصير.
وأما التعظيم بالجوارح فهو: العمل بطاعته، والسعي في إظهار دينه، وإعلاء كلمته، ونصر ما جاء به، وجهاد ما خالفه(215) .
وأما مسألة التمسح بالقبر وتقبيله، فقد بين شيخ
الإسلام رحمه
الله أن هذا باطل، وقد اتفق المسلمون على النهي عنه، سواء أكان القبر لنبي أم لغيره، ولم يفعله أحد من سلف الأمة وأئمتها المشهود لهم بالعلم والتقوى، بل هذا من الشرك(216) .
وأما الدعاء عند القبر فهو ينقسم إلى قسمين:
أحدهما: أن يحصل الدعاء في البقعة بحكم الاتفاق، لا لقصد الدعاء فيها، كمن يدعو
الله في طريقه، ويتفق أن يمر بالقبور، أو من يزور القبور ويدعو بالدعاء الوارد عن
الرسول صلّى
الله عليه وسلّم، فهذا لا بأس به.
الثاني: أن يتحرى الدعاء عند هذه القبور، بحيث يستشعر أن الدعاء هناك أجوبُ منه في غيره، فهذا منهي عنه: إما نهي تحريم، وإما نهي تنزيه، وهو إلى التحريم أقرب(217) .
إن قصد القبور للدعاء عندها، ورجاء الإجابة بالدعاء هناك، رجاءً أكثر من رجائها بالدعاء في غير ذلك الموطن: أمر لم يشرعه
الله ولا رسوله ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين، ولا أئمة المسلمين، ولا ذكره أحد من العلماء، بل أكثر ما ينقل من ذلك عن بعض المتأخرين بعد المائة الثانية.
وقصد القبور بالدعاء لا يخلو: إما أن يكون الدعاء عندها أفضل منه في غير تلك البقعة أو لا يكون.
فإن كان أفضل لم يجز أن يخفى علم هذا عن الصحابة والتابعين وتابعيهم، فتكون القرون الثلاثة الأولى الفاضلة جاهلة بهذا الفضل العظيم، ويعلمه من بعدهم، ولم يجز أن يعلموا ما فيه من الفضل العظيم ثم يزهدوا فيه، مع حرصهم على كل خير، لاسيما الدعاء.
وإن لم يكن الدعاء عندها أفضل: كان قصد الدعاء عندها ضلالة ومعصية وكان القول باستحبابه أو وجوبه تشريعاً من الدين ما لم يأذن به الله، وقد قال تعالى:
{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21] .
وهذه العبادة عند المقابر - أي الدعاء عندها - نوع من أن يشرك بالله ما لم ينزل به سلطاناً، ومن جعل هذا من دين
الله فقد قال على
الله ما لا يعلم، قال تعالى:
{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33] .
ويستحسن ابن تيمية رحمه
الله الاستدلال بقوله تعالى:
{ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } [الأعراف: 33] ، لئلا يحتج المبتدعة بالمقاييس والحكايات(218) .
وأما التبرك(219) بالرسول صلّى الله عليه وسلّم وآثاره المكانية فهي نوعان: معنوية، وحسية.
أما البركة المعنوية، فهي بركة العمل والاتباع للرسول صلّى
الله عليه وسلّم، وهذه تحصل لمن اتبعه بسبب متابعته للرسول صلّى
الله عليه وسلّم وتحصل البركة للناس بحسب اتباعهم للرسول صلّى
الله عليه وسلّم قوة وضعفاً، قال
عليه الصلاة والسلام في النخلة:
«إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم» (220).
وأما البركة الحسية فهي متعلقة بالرسول صلّى
الله عليه وسلّم وهذه تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: البركة في أفعاله مما أكرمه
الله فيه من خوارق العادات مثال ذلك ما رواه أنس بن مالك (ت - 93هـ)

قال:
«رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأُتي رسول الله بوضوء، فوضع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك الإناء يده، وأمر الناس أن يتوضؤا منه، قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم»(221).
القسم الثاني: البركة في ذاته الشريفة صلّى
الله عليه وسلّم، وبآثاره الحسية المنفصلة منه صلّى
الله عليه وسلّم، والدليل على تبرك الصحابة بذات
الرسول صلّى
الله عليه وسلّم أي بأعضاء جسده، ما روته عائشة (ت - 58هـ)

ا
«أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها»(222) .
وأما دليل تبرك الصحابة - رضوان
الله عليهم - بما انفصل منه صلّى
الله عليه وسلّم: أن النبي صلّى
الله عليه وسلّم كان يدخل بيت أم سليم(223) ، فينام على فراشها وليست فيه، قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها، فأُتيت فقيل لها: هذا النبي صلّى
الله عليه وسلّم نام في بيتك على فراشك، قال: فجاءت وقد عرق، واستنقع(224) عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عتيدتها(225) ، فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصر في قواريرها، ففزع النبي صلّى
الله عليه وسلّم فقال النبي صلّى
الله عليه وسلّم: «وما تصنعين يا أم سليم؟» فقالت يا رسول
الله نرجو بركته لصبياننا، قال: «أصبت»(226) ، وهذا خاص به صلّى
الله عليه وسلّم في حياته، فلا يقاس
عليه غيره.
والتبرك بآثار
الرسول صلّى
الله عليه وسلّم بعد وفاته مشروع فيما بقي من آثاره، إلا أن آثاره صلّى
الله عليه وسلّم قد انتهت بعد انتهاء جيل الصحابة على الصحيح.
وأما قصد الآثار المكانية كقبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أو ما مسته يد الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأجل التبرك فهذا محذور من أوجه عدة منها:
1 - أن هذا النوع من التبرك لم يكن في عهده صلّى
الله عليه وسلّم، ولم ينقل فيه شيء نقلاً مصدقاً، لا بإسناد صحيح ولا حسن ولا ضعيف، وإذا لم ينقل مع توافر الدواعي على نقله علم أنه لم يكن في زمانه صلّى
الله عليه وسلّم.
2 - أن بركة ذوات الأنبياء لا تتعدى إلى الأمكنة الأرضية، وإلا لزم أن تكون كل أرض وطئها، أو جلس عليها، أو طريق مر بها، تطلب بركتها، ويتبرك بها، وهذا لازم باطل قطعاً، فانتفى الملزوم.
3 - أن الأمكنة الأرضية لا تكون مباركة إلا بدوام الطاعة فيها، وهي سبب إعطاء
الله البركة، حتى المساجد فإنها مباركة لذلك، إلا أن بركتها لا تدوم مع زوال الطاعات عنها.
4 - أن التبرك بالآثار المكانية وسيلة إلى ما هو أعظم من تقديسها، والاعتقاد فيها وهذا محذور.
5 - أن تعظيم
الرسول صلّى
الله عليه وسلّم، والتماس بركته وتحريها يكون بما بقي لنا اليوم من نوعي البركة(227) ، وهي: بركة الاتباع، والعمل بسنته(228) .