باب قول الله تعالى "وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين"
قول الله تعالى : ( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )
[ سورة المائدة : الآية 23 ]
التوكل على الله من أعظم واجبات التوحيد والإيمان
وبحسب قوة توكل العبد على الله يقوى إيمانه , ويتم توحيده
والعبد مضطر إلى التوكل على الله والاستعانة به
في كل ما يريد فعله أو تركه من أمور دينه أو دنياه .
وحقيقة التوكل على الله
أن يعلم العبد أن الأمر كله لله
وأنه ما شاء الله كان : وما لم يشأ لم يكن ,
وأنه هو النافع الضار المعطي المانع ,
وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله ,
فبعد هذا العلم يعتمد بقلبه على ربه
في جلب مصالح دينه ودنياه , وفي دفع المضار ,
ويثق غاية الوثوق بربه في حصول مطلوبه
وهو مع هذا باذل جهده في فعل الأسباب النافعة ,
فمتى استدام العبد هذا العلم وهذا الاعتماد والثقة
فهو المتوكل على الله حقيقة ,
وليبشر بكفاية الله له ووعده للمتوكلين ,
ومتى علق ذلك بغير الله فهو شرك ,
ومن توكل على غير الله وتعلق به
وكل إليه وخاب أمله .