عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-11, 07:03 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.26 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 33
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تألق المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي



المسألة الثالثة: ما حكم مدح الكفار على أمورهم الدنيوية


أو على أخلاقهم – إن كان عندهم أخلاق فعلا - ؟


سئل الشيخ عبد الرحمن السحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أما بعد
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
كثر في الآونة الأخيرة منيمدح الكفار وما يتحلون به من صفات حميدة ويذم العرب ويقدح في قسوتهم وجلافتهم ظنامنهم أن هذه الصفات لا توجد عند العرب
أو أنها تلاشت بعد القرون المفضلة فنرجوامنكم حفظكم الله ورعاكم
أن تبينوا لنا ما هو المعيار الصحيح في مدح الكفا؟
وجزاكم الله خيرا

جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم

وعليكم السلام ورحمةالله وبركاته

وجزاك الله خيرا، لا يجوز مدح الكُفّار وإن وُجِدت عندهم بعضالصِّفَات الجميلة ،
وذلك لِعِدّة اعتبارات :
الاعتبارالأول : أن ما عندهم من السوء يغلب على ما عندهم من الْحُسْن . وسأذكر لذل كأمثلة :
- ما عندهم من ارتكاب الفواحش ، مما لا يُعَدّ ولا يُحصى .
- ما عندهم من الاعتداء البدني والجنسي !
- ما عندهم من التقاطع ،حتى أصبح الوفاء عندهم عملة نادرة !
ولا أدلّ على ذلك من انتشار صُحبة الكلاب ،لِمَا تتميّز به من وفاء !
فُقِد في المجتمعات الغربية ! حتى بلغ عدد الكلاب فيفرنسا ( 9 ) ملايين كلب !!
ووفاء لها جُعِل لها مقبرة في باريس!!
بينما يوجد أكثرمن عشرين مليون مسلم في فرنسا ليس لهم مقبرة خاصة !!!
- ما عند الكفار اليوم من حوادث الانتحار التي أصبحت تضرب أرقاما خيالية !

ففي نشرة رسمية ألمانية غربية :

ارتفعت نسبة الانتحار في ألمانيا وتأتي في بالمرتبة السادسة من 22 دولةأوربية !
تقرير من مجلة (ام .ام. في) الطبية : 14 ألف ألماني يقدم على الانتحار !
2173 منتحرا في إيطاليا في 1984 بزيادة قدرها 300 منتحر عن العام الذيقبله،
أعلى نسبة في الانتحار في إميليا رومانيا (أغنى إقليم إيطالي في الدخل السنوي للفرد)
- ماعندهم مِن ظُلم لغيرهم ، سواء كان ذلك في داخل مجتعماتهم
كالتفرقة العنصرية – أو لِغيرهم ، مما هو مُشاهَد لا يُنكره الأصم ولا الأعمى !

ونشرت " الاقتصادية " أن نسبة الإعدام للسود في أمريكا تزيد عن نسبةالبِيض ! مما أدى إلى انتقاد منظمة العفو الدولية للقضاء الأمريكي !!!
إلىغير ذلك مِن صُور السوء التي قد لا تُقابلها الأخلاق الحسنة – إن وُجِدت – إلا فيمقدار العُشر تقريبا !ومع ذلك فتلك الأخلاق قد يكون الدافع إلى الالتزام بها مايكون عندهم من قوّة القانون وصرامة العقوبة !

وأنا شخصيا قد تعاملت مع بعضالغربيين في بلادهم وفي بلادنا !
حتى في أكثر الأشياء إعجابا لدى المعجبين بالغرب ،
وهي : التِزام الدقة في المواعيد ، وسُرعة الإنجاز !
فقبل عِدّة سنوات وفي أحدالمطارات الغربية تم احتجاز كُتُب لِمُدّة ستة أشهر !
وفي إحدى السفارات الغربية بقيت أنتظر منحي تأشيرة دخول البلد أكثر من أسبوع !
وبقيت يوما في الانتظارأكثر من ساعتين ! كل ذلك لأجل مُقابلة قنصل !

ولذلك قال الشيخ د . ناصرالعقل حفظه الله :
لا نُسلِّم بأن تلك الأخلاق الحميدة تُوجد فعلا بين الكُفّار ،
كما يُصوّرها المعجَبُون ! لكنها مظاهر تُوجَد في حالات ، وفي أفراد ،
وما يشهدالواقع به أن الكُفّار الآن عامة أخلاقهم فاسدة وخبيثة ،
ويكثر بينهم الحسد والغَدروالخيانة ، والبغي والفساد ، والكذب والفجور ،
وغيرها من الرذائل والفساد الأخلاقي، الذي يتذمّرون منه هُم ! ويُقلِق مُفكّريهم وعُقلاءهم ومُلصحيهم . اهـ .

الاعتبار الثاني :أن ذلك مُتضمّنا مدح من ذمّه الله ،
ومحبة من أبغضه الله ، وتقريب من أبعده الله .
ولذلك لَمَّا دخل أبو موسى الأشعري نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة على عمر بن الخطاب نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فَعَرَض عليه حساب العراق ،فأعجبه ذلك فقال : ادع كاتبك يقرؤه عليّ ، فقال : إنه لا يدخل المسجد ، قال : ولم ،قال : لأنه نصراني ، فَضَرَبَه عُمر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بالدّرة ، فلو أصابته لأوجعته ،
ثم قال : لا تُعِزّوهم بعد أن أذَلّهم الله ،
ولا تأمنوهم بعد أن خَوّنهم الله ،
ولا تُصَدِّقوهم بعد أن أكذبهم الله
(ما أحوجنا إلى درتك يا أمير المؤمنين).

قال ابن حجر : وَمِنْ طَرِيق عِيَاضالأَشْعَرِيّ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضْي الله عنه أَنَّهُ
اِسْتَكْتَبَ نَصْرَانِيًّا فَانْتَهَرَهُ عُمَر ، وَقَرَأَ :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُواالْيَهُود وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء) الْآيَة .
فَقَالَ أَبُو مُوسَى : وَاَللَّه مَا تَوَلَّيْته وَإِنَّمَا كَانَ يَكْتُب ! فَقَالَ :
أَمَا وَجَدْت فِي أَهْلالإِسْلام مَنْ يَكْتُب ؟
لا تُدْنِهِمْ إِذْ أَقْصَاهُمْ اللَّه ، وَلاتَأْتَمِنهُمْ إِذْ خَوَّنَهُمْ اللَّه ، وَلا تُعِزَّهُمْ بَعْدَ أَنْ أَذَلَّهُمْ اللَّه .

الاعتبار الثالث :أن مادح الكفّار يغفلعن سوء بواطنهم التي ذمّها الله في كِتابه .
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله : وبصائرالكفار والمنافقين في غاية الضعف .
فَشِدّة ضَوء النور تزيدها عَمى . وقد صَرّحتعالى بهذا العمى في قوله : ( أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الحق كَمَنْ هُوَ أعْمَى ) ، وقوله : ( وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى والبَصِير ) ، إلى غير ذلك من الآيات . اهـ .

الاعتبار الرابع :أن ما عند المسلمين من خير وتراحم وتعاطف وتكاتف ،
لا يُنكره إلاّ مُعانِد، وإن وُجِد عندهم بعض التخاصم ،
أو التخلّف عن ركب الحضارة المادية ، إلاّ أن أخلاق المسلمين في هذا أرفع مقاما وأعلى شأنا ،
وهذا ما يَعْتَرِف به عُقلاء ومُنصِفُوا الغرب ، حتى تمنّى كثير منهم أن لو وُلِد في بلاد الإسلام !
وماأكثر ما يُعجَب الغربيون بالتلاحم الأُسَري عند المسلمين ، وبالوفاء الذي يسمعونع نه سَماعا !

الاعتبار الخامس :أن مادح الكفاراليوم كَمَادِح أبي جهل وكُفار قريش !
فإن القوم كان لديهم بقية أخلاق حميدة ، مثل : الوفاء بالعهد ،
وحفظ الجوار والذِّمم ، وتعظيم الْحَرَم ... إلى غير ذلك ،
إلاّأن تلك الخصال الحميدة لا تُقابِل ما عند القوم من ظُلم وجَوْر وكُفر !

الاعتبار السادس – والأهَمّ - :أن الْمَدْح لايأتي من فراغ ، وإنما يأتي من إعجاب كامن في نفوس المادِحين المعجَبِين بالغرب ،وهذا نتيجة الانبهار بالحضارة الغربية
، وصدق ابن القيم رحمه الله إذ يقول : وهذها لعقول الضِّعاف إذا صادفها الباطل جَالَتْ فيه وصَالت ونَطَقت وقَالتْ ، كما أن الخفّاش إذا صادفه ظلام الليل طار وسار !
خفافيش أعشاها النهار بضوئه *** ولازَمها قِطع من الليل مظلم !

الاعتبار السابع :أن قائل ذلك القول قد شَابَه اليهود في قوله ،
كما أخبر الله عزّ وَجَلّ عنهم بِقوله :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ
وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِأَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلاً (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا) .

وأخيرا :
ينبغي التفريق بين ذِكْر ما عندهم من جميل صِفات منباب الإنصاف ،
وبين مدحهم بسبب ذلك والإعجاب بهم ؛ فالأول مطلوب ؛ لأن المسلم يجبأن يكون مُنصِفا حتى مع أعدائه ، كما قال تعالى : ( وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى(

ومن هذا الباب ما رواه مسلم عن المستورد القرشي عند عمرو بن العاص سمعترسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يقول : تقوم الساعة والروم أكثر الناس . فقال له عمرو :
أبْصِر ما تقول ! قال : أقول ما سمعت من رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة . قال : لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربعا : إنهم لأحْلم الناس عند فتنة ، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة ،
وأوْشَكهم كَـرّة بعد فـرّة ، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف ، وخامسة حسنة جميلة ، وأمنعهم من ظلم الملوك .

والله تعالى أعلم .


قال الشيخ السعدي في الآية السابقة: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُقَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) المائدة /8


{ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ } أي: لا يحملنكم بغضُ { قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا }
كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط،
بل كما تشهدون لوليكم، فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له،
ولو كان كافرا أو مبتدعا، فإنه يجب العدل فيه، وقبول ما يأتي به من الحق، لأنه حق لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله، فإن هذا ظلم للحق.ا.ه



تأمل الآية وسياقها فمدحهم على دنياهم وأخلاقهم ليس هو العدل الذي أُمِرنا به
إنما العدل أن تشهد للكافر إن كان معه الحق وتشهد على المسلم إن كان عليه الحق،
والله أعلم وما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان وأستغفر الله منه وكل من عنده فائدة أرجو أن لا يبخل علي بها.












عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس