حافظ بن أحمد الحكمي
(المتوفى : 1377هـ)
تحقيق :
حازم القاضي
الطبعة : الثانية
الناشر :
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
- المملكة العربية السعودية
تاريخ النشر :1422هـ
================
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ، هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون ، وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أحد صمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون ، بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ، وربك يخلق ما يشاء ويختار ، ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون ، لا يسئل عما يفعل وهم يسألون .
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ،
وعلى آله وصحبه الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون ، وعلى التابعين لهم بإحسان ، الذين لا ينحرفون عن السنة ولا يعدلون ، بل إياها يقتفون وبها يتمسكون وعليها يوالون ويعادون ، وعندها يقفون ، وعنها يذبون ويناضلون ، وعلى جميع من سلك سبيلهم وقفا أثرهم إلى يوم يبعثون .
أما بعد :
فهذا مختصر جليل نافع ، عظيم الفائدة جم المنافع ، يشتمل على قواعد الدين ، ويتضمن أصول التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأنزلت به الكتب ، ولا نجاة لمن بغيره يدين ، ويدل ويرشد إلى سلوك المحجة البيضاء ومنهج الحق المستبين ،
شرحت فيه أمور الإيمان وخصاله ، وما يزيل جميعه أو ينافي كماله ، وذكرت فيه كل مسألة مصحوبة بدليلها ، ليتضح أمرها وتتجلى حقيقتها ويبين سبيلها ،
واقتصرت فيه على مذهب أهل السنة والإتباع ، وأهملت أقوال أهل الأهواء والابتداع ؛ إذ هي لا تذكر إلا للرد عليها ، وإرسال سهام السنة عليها ، وقد تصدى لكشف عوارها الأئمة الأجلة ، وصنفوا في ردها وإبعادها المصنفات المستقلة ، مع أن الضد يعرف بضده ويخرج بتعريف ضابطه وحده ،
فإذا طلعت الشمس لم يفتقر النهار إلى استدلال ،
وإذا استبان الحق واتضح فما بعده إلا الضلال ،
ورتبته على طريقة السؤال ليستيقظ الطالب وينتبه ، ثم أردفه بالجواب الذي يتضح الأمر به ولا يشتبه ،
وسميته
( أعلام السنة المنشورة ،
لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة )
والله أسأل أن يجعله ابتغاء وجهه الأعلى ، وأن ينفعنا بما علمنا ، ويعلمنا ما ينفعنا ، نعمة منه وفضلا ، إنه على كل شيء قدير
وبعباده لطيف خبير ، وإليه المرجع والمصير ، وهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير .