[ 118 ]
س : كيف صفة نشر الصحف من الكتاب ؟
جـ : قال الله تعالى :
{ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } ،
وقال تعالى :
{ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ } ،
وقال تعالى :
{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ
وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً
إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } ،
وقال تعالى :
{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ }
إلى قوله : { الْخَاطِئُونَ } ،
وفي آية الانشقاق :
{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } ،
وقال :
{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ } ،
فهذا يدل على أن من يؤتى كتابه بيمينه يؤتاه من أمامه ،
ومن يؤتى كتابه بشماله يؤتاه من وراء ظهره ،
والعياذ بالله عز وجل .
[ 119 ]
س : ما دليل ذلك من السنة ؟
جـ : فيه أحاديث كثيرة منها :
قوله
:
« يدنى المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه
فيقرره بذنوبه ، تعرف ذنب كذا ؟
يقول : أعرف ، يقول : رب أعرف مرتين ،
فيقول : سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ،
ثم تطوى صحيفة حسناته ،
وأما الآخرون أو الكفار فينادى عليهم على رؤوس الأشهاد :
{ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ } ،
وقالت عائشة
ا :
قلت يا رسول الله ، هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة ؟
قال : " يا عائشة أما عند ثلاث فلا ،
أما عند الميزان حتى يثقل أو يخف فلا ،
وأما عند تطاير الكتب إما يعطى بيمينه وإما يعطى بشماله فلا ،
وحين يخرج عنق من النار » (1) .
الحديث بطوله رواه أحمد وأبو داود ،
وغير ذلك من الأحاديث .
==================
(1) ( حسن ) رواه أحمد ( 6 / 110 ) ، واللفظ له ، وفي سنده ابن لهيعة ،
وقال الهيثمي في المجمع : قلت عند أبي داود طرف منه - رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف ،
وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح ، وقال الزبيدي بعد سرد الحديث : إسناده ثقات سوى ابن لهيعة . ا هـ ( إتحاف 10 / 473 ) ،
ورواه أبو داود ( 4755 ) ، والحاكم ( 4 / 578 ) ،
قال العراقي : رواه أبو داود من رواية الحسن عنها ، ثم قال : وإسناده جيد . ا هـ ( إتحاف 10 / 473 ) ،
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح إسناده على شرط الشيخين لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة ،
على أنه قد صحت الروايات أن الحسن كان يدخل وهو صبي منزل عائشة
ا وأم سلمة ،
ووافقه على ما قال الذهبي . وقد سكت عنه الإمام أبو داود ،
وضعفه الألباني ، وسكت عنه المزي .