[ 132 ]
س : ما الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى
في الدار الآخرة ؟
جـ : قال الله تعالى :
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } ،
وقال تعالى :
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ،
وقال تعالى في الكفار :
{ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } ،
فإذا حجب أعداءه لم يحجب أولياءه ،
وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله
قال :
« كنا جلوسا مع رسول الله 
فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال :
" إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا ، لا تضامون في رؤيته ،
فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس
وصلاة قبل غروبها فافعلوا » (1) ،
وقوله :
كما ترون هذا ،
أي كرؤيتكم هذا القمر ،
تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي ،
كما أن قوله في حديث تكلم الله عز وجل بالوحي :
" ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله :
كأنه سلسلة على صفوان " (2) .
وهذا تشبيه للسماع بالسماع ، لا للمسموع بالمسموع ،
تعالى الله أن يشبهه في ذاته أو صفاته شيء من خلقه ،
وتنزه النبي
أن يحمل شيء من كلامه على التشبيه ،
وهو أعلم الخلق بالله عز وجل ،
وفي حديث صهيب عند مسلم :
« فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم
من النظر إلى ربهم عز وجل » (3) ،
ثم تلا هذه الآية :
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ،
وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحة
ذكرنا منها في شرح ( سلم الوصول ) خمسة وأربعين حديثا
عن أكثر من ثلاثين صحابيا .
ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله ،
وكان من الذين قال الله تعالى فيهم :
{ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } .
نسأل الله تعالى العفو والعافية ،
وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه آمين .
==================
(1) رواه البخاري ( 554 ، 573 ، 4851 ) ومسلم ( مساجد / 211 ) .
(2) رواه البخاري ( 4701 ) .
(3) رواه مسلم ( الإيمان / 297 ، 298 )