[ 133 ]
س : ما دليل الإيمان بالشفاعة ،
وممن تكون ،
ولمن تكون ،
ومتى تكون ؟
جـ : قد أثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه
في مواضع كثيرة بقيود ثقيلة ،
وأخبرنا تعالى أنها ملك له
ليس لأحد فيها شيء ،
فقال تعالى :
{ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا } .
فأما متى تكون ؟
فأخبرنا عز وجل أنها لا تكون إلا بإذنه
كما قال تعالى :
{ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } ،
{ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ } ،
{ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا
إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى } ،
{ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } .
وأما ممن تكون ؟
فكما أخبرنا تعالى أنه لا تكون إلا من بعد إذنه ،
أخبرنا أيضا أنه لا يأذن إلا لأوليائه المرتضين الأخيار
كما قال تعالى :
{ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } ،
وقال :
{ لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا } .
وأما لمن تكون ؟
فأخبرنا أنه لا يأذن أن يشفع إلا لمن ارتضى كما قال تعالى
: { وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى } ،
{ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا } ،
وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص ،
وأما غيرهم فقال تعالى :
{ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ } ،
وقال تعالى عنهم :
{ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ } ،
وقال تعالى فيهم :
{ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } ،
وقد « أخبرنا النبي
أنه أوتي الشفاعة ،
ثم أخبر أنه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه إياها ،
لا يبدأ بالشفاعة أولا حتى يقال له :
ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع » (1) . الحديث ،
ثم أخبر أنه لا يشفع في جميع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة ،
بل قال : « فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة » ،
ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له حدا إلى آخر حديث الشفاعة ،
وقال له أبو هريرة
:
من أسعد الناس بشفاعتك ؟
قال :
« من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه » (2) .
==================
(1) رواه البخاري ( 3340 ، 4476 ، 4712 ) ، ومسلم ( الإيمان / 322 ، 326 ) .
(2) رواه البخاري ( 99 ، 6570 ).