[ 135 ]
س : هل يدخل الجنة أو ينجو من النار أحد بعمله ؟
جـ : قال رسول الله
:
« قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله -
قالوا : يا رسول الله ولا أنت ؟
قال : ولا أنا إلا أني يتغمدني الله برحمة منه وفضل » .
وفي رواية :
« سددوا وقاربوا وأبشروا فأنه لن يدخل الجنة أحد عمله -
قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟
قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة
واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل » (1) .
[ 136 ]
س : ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى :
{ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ
أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } .
جـ : لا منافاة بينهما بحمد الله
فإن الباء المثبتة في الآية هي باء السببية
لأن الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة ،
لا يحصل إلا بها إذ المسبب وجوده بوجود سببه ،
والمنفي في الحديث هي باء الثمنية ،
فإن العبد لو عمر عمر الدنيا
وهو يصوم النهار ويقوم الليل ويجتنب المعاصي كلها
لم يقابل كل عمله عشر معشار أصغر نعم الله عليه الظاهرة والباطنة ،
فكيف تكون ثمنا لدخول الجنة ،
{ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ } .
==================
(1) رواه البخاري ( 5673 ) ، ومسلم ( المنافقين / 71- 78 ) .