{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا } . الآيات ،
وروى إسحاق بن راهويه
« أن رجلا قال : يا رسول الله ،
أتبتدأ الأعمال أم قد مضى القضاء ؟
فقال :
" إن الله تعالى لما أخرج ذرية آدم من ظهره
أشهدهم على أنفسهم ثم أفاض بهم في كفيه فقال :
هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار ،
فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة ،
وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار » (1) .
وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب
سئل عن هذه الآية :
{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا
أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } .
فقال عمر بن الخطاب :
سمعت رسول الله
يسأل عنها
فقال رسول الله
:
« إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه
حتى استخرج منه ذريته فقال :
خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ،
ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال :
خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون » (2) . الحديث بطوله ،
وفي الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو
ا قال :
خرج علينا رسول الله
وفي يده كتابان فقال :
« أتدرون ما هذان الكتابان » ؟
فقلنا ، لا يا رسول الله ، إلا أن تخبرنا .
فقال للذي في يده اليمنى :
« هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة
وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم
فلا يزاد فيه ولا ينقص منهم أبدا » (3) ،
فقال أصحابه :
ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه ؟!
فقال :
« سددوا وقاربوا
فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل ،
وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل » ،
ثم قال رسول الله
بيده فنبذهما ثم قال :
« فرغ ربكم من العباد فريق في الجنة وفريق السعير » .
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب .
==================
(1) ( ضعيف ) رواه البيهقي في الأسماء والصفات ( 326 ) ، ورواه أيضا الطبري في تفسيره ( 9 / 80 ، 81 )
قال الحافظ في المطالب : حديث غريب ،
وعلق عليه الأعظمي بقوله : أخرجه البزار أيضا ،
قال البوصيري : رواه إسحاق والبزار بسند ضعيف ( 1 / 89 ) .
(2) ( صحيح ) رواه أحمد ( 1 / 44 ، 45 ) ، وأبو داود ( 4703 ، 4704 ) ،
والترمذي ( 3075 ) ، والحاكم ( 2 / 324 ، 325 ) ، والسنة لابن أبي عاصم ( 196 ، 201 ) ،
وقد سكت عنه الإمام أبو داود ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن
وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي ،
وقال الشيخ الألباني بعد أن ساق طرقه في الصحيحة ( 1623 ) :
وجملة القول أن الحديث صحيح بل متواتر المعنى كما سبق ، ا هـ .
(3) ( حسن ) رواه أحمد ( 2 / 167 ) ، والترمذي ( 2141 )
وقال : هذا حديث حسن صحح غريب ،
وقال الشيخ شاكر : إسناده صحيح ،
وقد حسن إسناده الشيخ الألباني في الصحيحة ( 848 ) .