[ 150 ]
س : ما دليل المرتبة الرابعة من الإيمان بالقدر
وهي مرتبة الخلق ؟
جـ : قال الله تعالى :
{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } ،
وقال تعالى :
{ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } ،
وقال تعالى :
{ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ } ،
وقال تعالى :
{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ
هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ } ،
وقال تعالى :
{ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } ،
وقال تعالى :
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } ،
وقال تعالى :
{ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي
وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } ،
وقال تعالى :
{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ
وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ } .
وغير ذلك من الآيات ،
وللبخاري في خلق أفعال العباد عن حذيفة مرفوعا :
« أن الله يصنع كل صانع وصنعته » (1) ،
وقال النبي
:
« اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها
إنك وليها ومولاها » (2) ،
وغير ذلك من الأحاديث .
[ 151 ]
س : ما معنى قول النبي
:
« والخير كله في يديك والشر ليس إليك » (3)
مع أن الله سبحانه خالق كل شيء ؟
جـ : معنى ذلك أن أفعال الله عز وجل كلها خير محض
من حيث اتصافه بها وصدورها عنه ليس فيها شر بوجه ،
فإنه تعالى حكم عدل وجميع أفعاله حكمة وعدل
يضع الأشياء مواضعها اللائقة بها كما هي معلومة عنده سبحانه وتعالى ،
وما كان في نفس المقدور من شر
فمن جهة إضافته إلى العبد لما يلحقه من المهالك ،
وذلك بما كسبت يداه جزاءا وفاقا ،
كما قال تعالى :
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ
فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } ،
وقال تعالى :
{ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ } ،
وقال تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا
وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } .
==================
(1) رواه البخاري ( 73 ) .
(2) رواه مسلم ( الذكر / 73 ) .
(3) رواه مسلم ( مسافرين / 201 ) .