[ 153 ]
س : ما جواب من قال :
أليس ممكنا في قدرة الله
أن يجعل كل عباده مؤمنين مهتدين طائعين
مع محبته ذلك منهم شرعا ؟
جـ : بلى هو قادر على ذلك كما قال تعالى :
{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } . الآية ،
وقال :
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا } ،
وغيرها من الآيات ،
ولكن هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته
وموجب ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته ؛
فقول القائل :
لم كان من عباده الطائع والعاصي
كقول من قال :
لم كان من أسمائه الضار النافع ، والمعطي والمانع ،
والخافض الرافع ، والمنعم والمنتقم . ونحو ذلك ؛
إذ أفعاله تعالى هي مقتضى أسمائه وآثار صفاته ،
فالاعتراض عليه في أفعاله اعتراض عليه في أسمائه وصفاته ،
بل وعلى إلهيته وربَوبيته :
{ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } .