[ 158 ]
س : ما دليل الإحسان من الكتاب والسنة ؟
جـ : أدلته كثيرة منها قوِله تعالى :
{ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } ،
{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } ،
{ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ،
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ،
{ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } .
وقال النبي
:
« إن الله كتب الإحسان على كل شيء » (1) ،
وقال
:
« نعما للعبد أن يتوفى يحسن عبادة الله
وصحابة سيده نعما له » (2) .
[ 159 ]
س : ما هو الإحسان في العبادة ؟
جـ : فسره النبي
في حديث سؤال جبريل لما قال له :
« فأخبرني عن الإحسان ؟
قال :
أن تعبد الله كأنك تراه
فإن لم تكن تراه فإنه يراك » (3) ،
فبين
أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين ،
أعلاهما عبادة الله كأنك تراه ، وهذا مقام المشاهدة ،
وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه
وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان
حتى يصير الغيب كالعيان ،
وهذا هو حقيقة مقام الإحسان .
الثاني : مقام المراقبة
وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه
واطلاعه عليه وقربه منه
فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى ؛
لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه
من الالتفات إلى غير الله تعالى وإرادته بالعمل ،
ويتفاوت أهل هذين المقامين بحسب نفوذ البصائر .
==================
(1) رواه مسلم ( الصيد / 57 ) .
(2) رواه البخاري ( 2549 ) ، ومسلم ( 46 ) .
(3) رواه البخاري ( 50 ، 4777 ) .