[ 160 ]
س : ما هو ضد الإيمان ؟
جـ : ضد الإيمان الكفر ، وهو أصل له شعب ،
كما أن الإيمان أصل له شعب ،
وقد عرفت مما تقدم
أن أصل الإيمان هو التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد بالطاعة ،
فالكفر أصله الجحود والعناد المستلزم للاستكبار والعصيان ،
فالطاعات كلها من شعب الإيمان
وقد سمى في النصوص كثير منها إيمانا كما قدمنا ،
والمعاصي كلها من شعب الكفر
وقد سمى في النصوص كثير منها كفرا كما سيأتي ،
فإذا عرفت هذا عرفت أن الكفر كفران ،
كفر أكبر يخرج من الإيمان بالكلية
وهو الكفر الاعتقادي المنافي لقول القلب وعمله أو لأحدهما ،
وكفر أصغر ينافي كمال الإيمان ولا ينافي مطلقه وهو الكفر العملي ،
الذي لا يناقض قول القلب ولا عمله ولا يستلزم ذلك .
[ 161 ]
س : بين كيفية منافاة الكفر الاعتقادي للإيمان بالكلية
وفصِّل ليّ ما أجملته في إزالته إياه ؟
.
جـ : قد قدمنا لك أن الإيمان قول وعمل :
قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ،
فقول القلب هو : التصديق ،
وقول اللسان هو : التكلم بكلمة الإسلام ،
وعمل القلب هو : النية والإخلاص ،
وعمل الجوارح هو الانقياد بجميع الطاعات ،
فإذا زالت جميع هذه الأربعة
قول القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح
زال الإيمان بالكلية ،
وإذا زال تصديق القلب لم تنفع البقية ،
فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة ،
وذلك كمن كذب بأسماء الله وصفاته
أو بأي شيء مما أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه ،
وإنزال عمل القلب مع اعتقاد الصدق ،
فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان كله بزواله
وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب ،
وهو محبته وانقياده كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه
واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول
بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون :
ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به .