[ 168 ]
س : إذا قيل لنا :
هل السجود للصنم
والاستهانة بالكتاب
وسب الرسول
والهزل بالدين ونحو ذلك
هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر ،
فلم كان مخرجا من الدين
وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي ؟
جـ : اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي
إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس
ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب
من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده ،
لا يبقى معها شيء من ذلك ،
فهي وإن كانت عملية في الظاهر
فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد ،
ولم تكن هذه لتقع إلا من منافق مارق أو معاند مارد ،
وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على أن
{ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا }
إلا ذلك مع قولهم لما سئلوا :
{ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } .
قال الله تعالى :
{ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } .
ونحن لم نعرف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا ،
بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد
ولم يناقض قول القلب ولا عمله .