المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Mar 2011 |
العضوية: |
1225 |
المشاركات: |
5,141 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
المذهب السني |
بمعدل : |
1.01 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
28 |
نقاط التقييم: |
326 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ!!!
الرسول مع أعدائه
كانت العرب قبل الإسلام تعيش في ظلام دامس , ظلام الظلم والجهل , ظلام الطغيان والاستبداد والفساد في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية , فلم تكن هناك شريعة يحتكمون إليها بل كانوا يرجعون قي أحكامهم إلى العرف السائد وأهواء سادتهم , فاحتاجوا إلى من يأخذ بيدهم إلى طريق الهداية الذي يحقق لهم السعادة والطمأنينة في مختلف الجوانب وبالتالي يحقق لهم الفوز بنعيم الآخرة .
وكان المنقذ لتلك الجزيرة بل للعالم أجمع هو سيدنا محمد بن عبد الله الذي بعثه الله ليبدد الظلام ويهدي الكون إلى النورالإسلامي , فقد اتسمت سيرته بالدقة والشمول لمختلف جوانب الحياة , وينبوع فياض , يغدق بالخير , وتنعم به الإنسانية على أختلاف مشاربها .
لقد نشأ الرسول يتيماً فقيراً عند جده لأبيه ثم عمه , ولما بلغ مبلغاً يمكن أن يعمل , عمل برعي الغنم لأهل مكة على قراريط , كما كان قد رعاها من قبل في البادية . فقد قال الرسول : " ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم " فقال له أصحابه : وأنت يا رسول الله ؟ قال : " وأنا رعيتها لأهل مكة بقراريط " .
ولقد شب الرسول بعيدا عن مفاسد الجاهلية وعاداتها السيئة في تلك الفترة فقد كان أفضل قومه وأحسنهم خلقاً وأصدقهم حديثاً وأعظمهم أمانة وأبعدهم عن الفحش والبذاءة .
فقد كان منذ طفولته إلى يوم بعثته مظاهر الكمال المحمدي , وكل هذه المظاهر التي عاشها كانت دلائلل نبوته وآيات كمالاته , فلم يكن في شبابه يرضى إلا بالأمور العالية والتي يكون له بها الشرف والفخر بمشاركته فيها , ومن ذلك حضوره حلف الفضول التي دعت إليه قريش وكان في دار عبد الله بن جدعان حيث صنع طعاماً لكل من بني هاشم ومرة وتميم وحلف بعضهم لبعض متعاهدين بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه .
وحين بلغ الرسول أربعين سنة نزل عليه الوحي وهو يتعبد في غار حراء وبدأ في تحمل أعباء الدعوة للإسلام وكان يدعو الناس سراً ثلاث سنوات ثم أمر بالجهر بها وقد نال كثيراً من الأذى في سبيل الدعوة الإسلامية من مشركي قريش وخرج بتلك الدعوة خارج مكة المكرمة لعله يجد من ينصردعوته ويشد من أزره , إلا أنه لقي أذى كثيراً . حين خرج إلى الطائف وانصرف عائداًمنها ودعا الله عز وجل فقال : " اللهم أهد ثقيفاً وأت بهم " واستجاب الله له فأتوا بعد حصارهم وآمنوا واسلموا .
وهكذا استمر في دعوته للإسلام في مكة المكرمة ثلاث عشرة سنة حتى شاء الله له أن وفد إليه الأوس والخزرج فبايعوه على النصرة لهذا الدين لعظيم , ثم أمره الله تعالى بالهجرة إلى المدينة المنورة . وخلال تلك الفترة التي عاشها الرسول منذ البعثة إلى وفاته رسم للأمة الإسلامية منهجاً للحياة , وكان ذلك المنهج شاملا وكاملا متناولا جميع جوانب الحياة حيث إنه لم يدع صغيرة ولا كبيرة تخص الفرد المسلم إلا وقد رسملها طريقاً واضحاً . ووضع لها قاعدة تسير عليها بما يتناسب مع مختلف الأزمنة والأمكنة .
وفارق الرسول الدنيا وقد حكم الجزيرة العربية , وهابه ملوك الدنيا , وملك قلوب المسلمين حتى أنهم يفدونه بالنفس والمال والولد .
فلماذا يا رسول الله محمد صلى الله عليك وسلم لك هذه المكانة العظمى في نفوس المسلمين في كل مكان .. ؟؟؟
لأنك اتصفت بصفات العظمة والكمال التي لم يتصف بها أحد سواك ..
1- مبدأ الحلم :

قال الله تعالى : " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " آل عمران آية 134 .
لقد كان المصطفى حليما مع أصحابه وأعدائه , فلم يكن يغضب إلا حين يكون هناك تساهل في إقامة حدودالله أو إساءة للدين الإسلامي أما لنفسه فلا .
وهناك كثير من المواقف التاريخية التي تؤكد أن المصطفى كان حليما في معاملاته مع الناس حتى ولو كانوا أعداؤه .. ومن الوقائع الدالة على حلمه :أن رسول الله توجه إلى مكة في السنة السادسة من الهجرة لأداء العمرةفأحرم هو ومن معه من المسلمين وبعد أن وصل إلى ذي الحليفة أرسل عيناً له من خزاعةلينقل إليه أخبار قريش وحالهم فرجع له وأخبره بأن قريشا قررت صده عن المسجد الحرام , فغير رسول الله طريقته في السير حتى إذا نزل بالحديبة جاء بديل بن ورقاء إلى رسول الله وأخبره بأن كعبا ابن لؤي سيقاتلونه ويمنعونه عن دخول مكة وبعد ذلك توالت الرسل من قريش إلى رسول الله دارت بينهم وبين رسول الله مناقشات حول رجوعه هو ومن معه عن مكة هذا العام
وكان آخر هذه الرسل سهيل بن عمرو الذي بعثته قريش لعقد صلح مع رسول الله بشرط أن يرجع بمن معه من المسلمين عن مكة هذا العام, فجاء سهيل إلى رسول الله وتكلم معه ثم اتفقا على عقد الصلح فدعى الرسول صلى الله عليه وسلم عليا بن أبي طالب ليكتب كتاب الصلح مع قريش في الحديبية , وكان الممث للقريش في عقد الصلح هو سهيل بن عمرو , فلما أملى الرسول على علي الكتاب وأملى عليه " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل : " أما الرحمن " فو الله لا ندري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم , فأمر النبي عليا بذلك .
ثم أملى " هذا ما صالح عليه محمد رسول الله " فقال سهيل : لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمدا بن عبد الله . فقال : " إني رسول الله وإن كذبتموني " وأمر عليا أ يكتب محمدا بن عبد الله , ثم تمت كتابةالصحيفة .
وموقفا آخر يدل على حلمه وذلك حين كان صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة يوم فتح مكة وكان فضالة بن عمير بن الملوح قد فكر فيقتله وهو يطوف , فلما دنا من الرسول قال له : أ فضالة . قال : نعم ضالة يا رسول الله , قال : " ماذا كنت تحدث به نفسك ؟ " قال لا شيء كنت أذكر الله . فضحك الرسول ثم قال " استغفر الله " ثم وضع يده على صدر فضالة فسكن قلبه فكان فضالة يقول : والله ما وضع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه " .
ويتجلى حلمه عندما يكون هذا الحلم مع ألد أعدائه وحامل لواء العداوة ضدرسول الله , من أن العباس عم رسول الله خرج من عند الرسول صلى الله عليه وسلم قبل يوم الفتح يلتمس أحدا من قريش ليخبر قريشا بأن رسول الله خرج إليهم وذلك ليخرجوا إليه فيستأمنونه , فوجد أبو سفيان وبديل فأخبرهما فقال أبوسفيان : فما الحيلة ؟ فقال له : والله لئن ظفر بك رسول الله ليضربن عنقك فاركب حتى آتي بك رسول الله فأستأمنه لك , فدخل العباس وأبو سفيان على رسول الله وعنده عمر بن الخطاب فقال عمر : يا رسول الله هذا أبو سفيان فدعي أضرب عنقه قال العباس : يا رسول الله إني قد أجرته فقال : اذهب به ياعباس إلى رحلك فإذا أصبحت فأتني به " فذهب فلما أصبحت غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلاالله . قال بأي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ! أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيء , فقال له العباس : ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسولالله , قبل أن تضرب عنقك , فأسلم .
وموقف آخر يبين حلم الرسول صلى الله عليه وسلم وأناته مع أعدائه وذلك حين أرسل مسيلمة الكذاب ابن النواحة وابن أثال إلىرسول الله فقال لهما : " اشهد أني رسول الله " فقالا : نشهد أن مسيلمة رسول الله , فقال الرسول : " آمنت بالله ورسوله لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما " .
إن المتأمل في الأحداث السابقة يجد أن المصطفى تحلى بالحلم في التعامل مع من أساء إليه حتى لو كان من أعدائه فلم يتجاوز حد الحلم في القول والعمل , وكان من حقه أن يغضب ويثور عليهم إلا أنه كان خلقه القرآن فلم يكن يغضب لنفسه , بل إنه في كثير من الأحيان يكظم غيظه ويعفوويحسن إلى من أساء إليه . فكان مبدأ الحلم هو أحد المبادئ التي تعامل بها الرسول مع أعدائه وأصحابه على السواء , فكسب الكثير من القلوب فأحاطتبه ولم تكن ترضى أن يصاب الرسول صلى اله عليه وسلم بمكروه حيا أو ميتا .
2- مبدأ التواضع ولين الجانب :
قال تعالى : " ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور " . لقمان آية 18 .
إن الكبر من الأخلاق المذمومة في نظر الإسلام وقد نهى عنه وحث على التواضع ورغب فيه . قال صلى الله عليهوسلم : " ما تواضع أحد لله إلا رفعه" .
وكانت سيرته مثالا حيا في التواضع وخفض الجناح ولين الجانب وسماحة النفس . ومن تواضعه حين جاء أبو بكرالصديق بوالده أبي قحافة إلى رسول الله يوم الفتح فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه " قال أبو بكر : يارسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه , فأجلسه النبي ومسح صدره وقال له : " أسلم " فأسلم .
فهذا موقفه مع أبي قحافة والد أبي بكر الصديق دليلا على تواضعه وتقديره لمن هو أكبر منه مع أن أبا قحافة لم يكن مسلما . لقد بلغ الرسول في هذا الخلق ما لم يبلغه غيره من البشر , فقداستطاع أن يكسب قلوب المحيطين به وثقتهم فيه وشعورهم بأنه واحد منهم .
3- مبدأ حسن الظن :
 قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم " الحجرات آية 12 .
لقد حرص رسول الله على غرس هذا المبدأ في نفوس المسلمين , وعمل على تطبيقه حتى مع كبير المنافقين . فعن عبد الله بن أبي في غزوة بني المصطلق حين قال عن المهاجرين : أما والله لئنرجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منا الأذل , ثم قال لمن معه : هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولواإلى غير داركم .
فعلم عبد الله بن أبي أن زيد ابن أرقم بلغ الخبر , فجاء إلى رسول الله وحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به , وقال من حضر من الأنصار : يا رسول الله عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه ولم يحفظ ماقال الرجل . فقبل عذره مداراة له ولقومه الأنصار .
وبهذا نجد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم حرص ألا يكون هناك سوء ظن بالآخرين ولا تتبع خطواتهم ولا البحث وراءهم , وقد عمد على حسن الظن بمن حوله من الصحابة رضوان الله عليهم وكذلك حسن الظن بالمنافقين والأعداء المحيطين به في المدينة وخارجها .
يتبع ...
التعديل الأخير تم بواسطة جارة المصطفى ; 17-09-12 الساعة 03:31 PM
|