[ 220 ]
س : ما حكم كرامات الأولياء ؟
جـ : كرامات الأولياء حق ،
وهو ظهور الأمر الخارق على أيديهم الذي لا صنع لهم فيه ،
ولم يكن بطريق التحدي ، بل يجريه الله على أيديهم ،
وإن لم يعلموا به كقصة أصحاب الكهف ،
وأصحاب الصخرة (1) ، وجريج الراهب (2) ،
وكلها معجزات لأنبيائهم ،
ولهذا كانت في هذه الأمة أكثر وأعظم لعظم معجزات نبيها ،
وكرامته على الله عز وجل ،
كما وقع لأبي بكر في أيام الردة (3) ،
وكنداء عمر لسارية وهو على المنبر فأبلغه وهو بالشام (4) ،
وككتابته إلى نيل مصر فجرى (5) ،
وكخيل العلاء بن الحضرمي إذ خاض بها البحر في غزو الروم ،
وكصلاة أبي مسلم الخولاني في النار التي أوقدها له الأسود العنسي ،
وغير ذلك مما وقع لكثير منهم في زمن النبي
وبعده في عصر الصحابة والتابعين لهم بإحسان
ومن بعدهم إلى الآن ، وإلى يوم القيامة ،
وكلها في الحقيقة معجزات لنبينا
لأنهم إنما نالوا ذلك بمتابعته ،
فإن اتفق شيء من الخوارق لغير متبع النبي
فهي فتنة وشعوذة لا كرامة ،
وليس من اتفقت له من أولياء الرحمن
بل من أولياء الشيطان ، والعياذ بالله .
==================
(1) رواه مسلم ( الذكر / 100 ) ، والبخاري في الأدب ( 5974 ) .
(2) رواه البخاري ( 3436 ، 2482 ) ، ومسلم ( البر / 7 ، 8 ) .
(3) راجع تاريخ الإسلام للذهبي ( 3 / 20 ، 25 ) .
(4) ( حسن ) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة ( 2 / 740 ) ، وابن كثير في البداية ( 7 / 131 ) ،
وابن حجر في الإصابة ( 3 / 52 ، 53 ) وقد حسن إسناده الحافظ ابن حجر ، نقله عنه السخاوي في المقاصد ( 1333 ) .
(5) ( إسناده فيه ضعف ) ابن كثير في التفسير ( 3 / 464 ) وفي سنده ابن لهيعة ، وهو مختلف فيه ،
قال عنه الحافظ في التقريب : صدوق من السابعة ، خلط بعد احتراق كتبه ، ا هـ .