بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله

قال
( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا )
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
ـــــــــــــ
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
قوله :
( عن أبيه )
أي عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني , مولى الحرقة , ثقة من الثالثة .
قوله :
( بادروا )
أي سابقوا وسارعوا
( بالأعمال )
أي بالاشتغال بالأعمال الصالحة
( فتنا )
أي وقوع فتن
( كقطع الليل المظلم )
بكسر القاف وفتح الطاء جمع قطعة وهي طائفة . والمعنى
كقطع من
الليل المظلم لفرط سوادها وظلمتها وعدم تبين الصلاح والفساد فيها . وحاصل المعنى تعجلوا بالأعمال الصالحة قبل مجيء الفتن المظلمة من القتل والنهب والاختلاف بين المسلمين في أمر الدنيا والدين , فإنكم لا تطيقون الأعمال على وجه الكمال فيها , والمراد من التشبيه بيان حال الفتن من حيث إنه بشيع فظيع , ولا يعرف سببها ولا طريق الخلاص منها , فالمبادرة المسارعة بإدراك الشيء قبل فواته أو بدفعه قبل وقوعه
( يصبح الرجل مؤمنا )
أي موصوفا بأصل الإيمان أو بكماله
( ويمسي كافرا )
أي حقيقة أو كافرا للنعمة أو مشابها للكفرة أو عاملا عمل الكافر . وقيل المعنى يصبح محرما ما حرمه الله , ويمسي مستحلا إياه وبالعكس .
قلت : وهذا المعنى الأخير اختاره الحسن البصري , وقد ذكره الترمذي في هذا الباب
( يبيع أحدهم دينه )
أي بتركه
( بعرض )
بفتحتين أي بأخذ متاع دنيء وثمن رديء . قال الطيبي رحمه الله : قوله يصبح استئناف بيان لحال المشبه , وهو قوله
فتنا , وقوله يبيع إلخ بيان للبيان .
وقال المظهر : فيه وجوه :
أحدها أن يكون بين طائفتين من المسلمين قتال لمجرد العصبية والغضب , فيستحلون الدم والمال .
وثانيها أن يكون ولاة المسلمين ظلمة , فيريقون دماء المسلمين ويأخذون أموالهم بغير حق , ويزنون ويشربون الخمر , فيعتقد بعض الناس أنهم على الحق ويفتيهم بعض علماء السوء , على جواز ما يفعلون من المحرمات , من إراقة الدماء وأخذ الأموال ونحوها .
وثالثها ما يجري بين الناس مما يخالف الشرع في المعاملات والمبايعات وغيرها فيستحلونها .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح )
وأخرجه أحمد ومسلم .
منقول