بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقدعبر القرآن الكريم على لسان أخوة يوسف حينما اخبروا أبوهم عن أكل الذئب لأخيهم فقال تعالى على لسان اخوة يوسف: { فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ }
وقد طعن بعض المستشرقين في فصاحة القرآن في استعمال لفظ أكل مسند إلى الذئب فقالوا إنما يستعمل لفظ الإفتراس مع السبع .
والإفتراس في فعل السبع هو القتل فحسب ودق العنق وأخوة يوسف ادعوا على الذئب أنه أكل أكلاً وأتى على جميع أجزائه فلم يترك مفصلا ولا عظماًلأنهم خافوا مطالبه أبيهم إياهم بأثرٍ باق من يوسف يشهد بصحة ما ذكروه
فادعوا الأكل ليزيلوا عن أنفسهم المطالبة بجسد يوسف
فكلمة الإفتراس لاتعطي تمام هذا المعنى فلا يصح أن يعبر عنه إلا بالأكل
إن لفظ الأكل وارد عند العرب في عدو الذئب وغيره من السباع
قال الفرزدق :
متى لبس لبن العم كالذئب إن رأى
بصاحبه يوما دما قهر آكله
وفى حديث عتبه بن أبي لهب أنه دعا عليه النبي 
قائلا اللهم سلط عليه كلب من كلابك. فخرج عتبة في تجرة إلى الشام فنزل في بعض المنازل في رفقة فجاء الأسد وأطاف بهم فجعل عتبة يقول أكلني السبع
فكان التعبير بالأكل أفصح وأبلغ بأن الذئب أكل يوسف من رأسه حتى قدميه فلم يَبقي منه شئ حتى لايسألهم أبيهم فلم يظهروا أنهم دفنوه حتى لايسألهم أبيهم عن بقياه أوعن قبره فأى لفظ مكانه لايصلح
{ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ }
أى وما انت بمصدق لنا ولو كنا في اعتقادك صادقين أى موصوفون بالصدق والثقة فكيف وأنت سيء الظن بنا
فهم يحكمون على انفسهم بمقتضى حالهم وماأنت بمؤمن لنا.
وهنا ينطق الحال بالمقال
منقول