بارك الله فيكِ اختي ولكني وقفت على هذي الفتوى للشيخ عبد الرحمن السحيم بخصوص موضوع من عجائب مارأى الرسول في إسرائه ومعراجهّ هذا نصها : اجاب فضيلة الشيخ هذا بعضه صحيح وبعضه غير صحيح . فأما أنه أُسري به من مكّة إلى المسجد الأقصى فهذا حق لا مِرية فيه ، وهو ثابت بِنصّ القرآن ، كما في آية الإسراء . ومن أنكَره فقد كَفَر . وأما أن الإسراء وَقَع في شهر رجب فهذا لا يثبُت . وذلك أن التاريخ الهجري إنما عُمِل به بعد موته ، وكانت العرب تتلاعب بالأشهر ! ولذا قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع : إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان . رواه البخاري ومسلم . كما أن العرب لم تَكن تُعنى بالتواريخ . أضِف إلى ذلك أن هذا التاريخ لو كان له قُدسيّة لحفظته الأمة ، ولما جاز لها تضييع ما هو من دِينها إلا أن المهم هو الْحَدَث ( الإسراء والمعراج ) دون وقته وتاريخه . كما أنه لو ثَبَت التاريخ فليس مُناسَبة يُحتَفَل بها ، فإن النبي وأصحابه لم يَحتفِلوا بذلك لا قَبل الهجرة ولا بعدها . ولم يُعرَف عنهم الاحتفاء ولا الاحتفال بمناسبة دينية ، لا من إسراء ولا من غزوات ولا من وِلادة ، سواء ما ثبَت تاريخه – كالغزوات – أو ما لم يثبت تاريخه كالإسراء وولادته . وإنما حَدَث هذا في الأمة بعد انقضاء جيل الصحابة بل لم يظهر ذلك إلا حينما كشّرت البِدع عن أنيابها واستَشْرَتْ ، وذلك في القرن الثالث أو أول القرن الرابع . وأما رؤية الدنيا على صورة عجوز فلا يصحّ . ورؤية إبليس مُتنحّياً لا يصحّ . ورؤية الذين يزرعون ويحصدون الحديث الوارد فيه ضعيف . وكذلك الحديث الوارد في ماشطة ابنة فرعون لا يصحّ ، وإن اشتهر على ألسنة بعض الوعّاظ ! وما جاء في الخطباء هو في خطباء يقولون ما لا يفعلون ! قال عليه الصلاة والسلام : أتيت ليلة أسري بي على قوم تُقْرَض شفاههم بمقاريض من نار ، كلما قُرِضَتْ وَفَتْ ، فقلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : الخطباء من أمتك الذين يقولون ولا يفعلون ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون . وفي رواية : يأمرون الناس بالبر و ينسون أنفسهم ، وهم يتلون الكتاب . والحديث صححه الألباني . وبعض ما ذُكِر رآها رسول الله رؤيا منام لا في المعراج . وأما : 6 - الذي يتكلم بالكلمة الفاسدة : رآه بصورة ثور يخرج من منفذ ضيق ثم يريد أن يعود فلا يستطيع . 7 - الذين لا يؤدّون الزكاة : رآهم بصورة أناس يَسْرَحون كالأنعام على عوراتهم رقاع . 8 - تاركو الصلاة: رأى قوماً ترضخ رءوسهم ثم تعود كما كانت ، فقال جبريل : هؤلاء الذين تثاقلت رءوسهم عن تأدية الصلاة . 9 – الزناة : رآهم بصورة أناس يتنافسون على اللحم المنتن ويتركون الجيد . فهذه لا تصح ، والحديث الوارد فيها ضعيف ، وهو حديث طويل . إلا أن عقوبة الذي ينام عن الصلاة المكتوبة صحّت عند البخاري من حديث سمرة عن النبي - في الرؤيا - قال : أما الذي يُثْلَغُ رأسه بالحجر ، فإنه يأخذ القرآن فيرفضه ، وينام عن الصلاة المكتوبة . وفيه أيضا : وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور ، فإنهم الزناة والزواني . فليس فيه أنه في ألإسراء ، بل هي رؤيا رآها النبي في المدينة ، ورؤيا الأنبياء حقّ . وأما : 10 – شاربو الخمر : رآهم بصورة أناس يشربون من الصديد الخارج من الزناة . فلم أقِف عليه . و 11 - الذين يمشون بالغيبة : رآهم بصورة قوم يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار نحاسية . فقد روى الإمام أحمد وأبو داود من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله : لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويَقَعُون في أعراضهم . وصححه الألباني . وأما الأشياء التي ذُكِرَ أن النبي رآها ، فهي ثابتة في الجملة . وتفاصيلها تحتاج إلى بسط وإلى وقت . والله تعالى أعلم . الشيخ عبد الرحمن السحيم
اللهم احقن دماء عروبتنا وارزقنا حريتنا.. اللهم ارنا آية في بشار وصالح والقذافي تثلج صدورنا وصدور أمهات الشهداء .. اللهم آآمين