لاحول ولا قوة الا بالله
كتاب يدمي القلب هل هؤلاء بشر ام حيوانات؟؟؟؟
"""
أشبال في المعتقل
وجيء إلى الغرفة رقم (6) المجاورة والمشتركة معنا في المنافع، جيء بحوالي اثني عشر شاباً لا يتجاوز أكبرهم السابعة عشرة، لم ينبت في وجوههم الشعر بعد، أحدهم طالب في الثالث الإعدادي، وآخر طالب أول ثانوي والباقون حول ذلك، وكانت لديهم أخبار كثيرة ومثيرة ووجودهم نفسه كان مثيراً، فقد تجمع حولهم عناصر المخابرات والسجانون فور وصولهم يتفحصونهم بدهشة وخوف واستغراب، فقد بلغهم أن هؤلاء من التنظيم المسلح للإخوان المسلمين من المجاهدين (هكذا قيل لهم) تشجع أحد السجانين وسأل أحدهم:
- كم عمرك أنت؟
- 16 سنة.
- أنت إخوان مسلمين (وقد غلظ صوته)؟
- لا أنا طالب تاسع..
- إيش جابكم لهون؟
- المخابرات.
- ولك إيش قضيتك؟ أنت قاتل؟
- لا..
وانتشر الخبر الغريب في المعتقل وأخذ كل واحد منا خلال فتح باب الغرفة يتسلل إلى نافذة الغرفة (6) لينظر إلى الشباب الصغار وحاول البعض التسرية عنهم ولكن ابتساماتهم كانت توحي بأن ليس فيهم هذا الهم، وكانوا ينشدون الأناشيد الإسلامية الجميلة في إيقاع حلو وأصوات ندية.
وكان في الغرفة (6) معتقل مقطوع الرجل اليمنى تعرفت عليه خلال اختلاطنا النادر، وعجبت للأمر، ولم ألبث أن رأيت شاباً مشلولاً نصفياً.. مشلول اليد والرجل وعلمت أنه متهم بحمل السلاح ضد الدولة مع أنه لا يكاد يستطيع المشي، واكتملت برجل أمي الفكر واللسان مقطوع اليد وكلهم من جهات الساحل السوري وكان هناك الطفل الضاحك أبو عبد وابن الثالثة عشرة يتيم يعمل في مطعم ليعول نفسه.. يا بلد الغرائب.. وجيء إلى الغرفة (6) بشيخ وقور كنت أرى هؤلاء الناس من بعيد وتثور في نفسي تساؤلات حول هؤلاء الذين جيء بهم إلى المعتقل؟ ما جريمتهم؟