الموضوع
:
خطورة الاستشراف للفتن
عرض مشاركة واحدة
30-06-11, 12:37 AM
المشاركة رقم:
12
المعلومات
الكاتب:
الأمير الفقير
اللقب:
مراقب سابق
الرتبة
البيانات
التسجيل:
Apr 2011
العضوية:
2663
المشاركات:
1,164 [
+
]
الجنس:
ذكر
المذهب:
سني
بمعدل :
0.23 يوميا
اخر زياره :
[
+
]
معدل التقييم:
22
نقاط التقييم:
522
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع :
*سعادتي في رضا ربي*
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *سعادتي في رضا ربي*
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة
أن النبي
قال : ((
سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ - أي تهلكه - وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ
)) . وقوله عليه الصلاة والسلام (
مَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ
)) يوضحه زيادة ثبتت في الحديث نفسه في صحيح مسلم أن النبي
قال : ((
أَلَا فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ – الفتنة - فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ )) قال رجل : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلَا غَنَمٌ وَلَا أَرْضٌ ؟ قال ( يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ ثُمَّ لِيَنْجُ إِنْ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ
)) كررها ثلاثاً صلوات الله وسلامه عليه . وقد ثبت عنه
في التحذير من الخوض في الفتن والدخول في غِمارها والاستشراف لها أحاديث عديدة يوصي فيها - عليه الصلاة والسلام - أن يكون العباد "أحلاس البيوت" وأن يكون "عبدَ الله المقتولَ وليس القاتل" ، وأن يكون "خير ابني آدم" في أحاديث عديدة عن رسول الله
يحذر فيها أمته من الاستشراف للفتن والبروز لها والخوض في غمارها لأنها هلكة وضرر على العبد في دنياه وأخراه ولا يحمدُ صاحبها العاقبة بل يجني على نفسه وعلى غيره.
والأحاديث الواردة في هذا الباب لا يوفَّق للعمل بها والاعتصام بما دلت عليه إلا من شرح الله صدره للحق والهدى ويسر الله سبيله للزوم هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، أما من أشرب قلبه الفتنة فإنه لا يقيم لهذه الأحاديث وزناً ولا يرفع بها رأساً ولا يرى لها قيمة
،
ولما وقعت الفتنة في زمن التابعين أتى نفر من الصلحاء إلى طلق بن حبيب -رحمه الله- وقالوا: قد وقعت الفتنة فبم نتقيها ؟ قال : اتقوها بتقوى الله ، قالوا: أجمِل لنا التقوى ؟ قال : " تقوى الله : العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله ، وترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله " .
وعندما يلزم عبدُ الله المؤمن سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ويعتصم بحبل الله المتين وبصراطه المستقيم ويُبعد نفسه عن الأهواء والبدع تتحقق نجاته بإذن الله ، قال مالك رحمه الله : " السنة سفينة نوح فمن ركِبها نجا ومن تركها غرِق " ؛ ولهذا كان متأكداً على كل مسلم ومتعيّنا في حق كل مؤمن أن يؤمِّر السنة على نفسه وأن يحكِّم كتاب الله في شأنه ولاسيما في الأمور الكبار والقضايا الخطيرة التي تمس أمن الأمة وخوفها ، وعندما يُعوِّل الناس وعامة المؤمنين على الأئمة الأكابر والعلماء الراسخين أهل البصيرة في دين الله والدراية بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام يأمنون بإذن الله من العِثار ، قال الله تعالى (
وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
))[النساء :83 ] .
والواجب على عبدِ الله إذا ماجت الفتن وبرزت أن يُقبِل على الله بالعبادة والذكر وتلاوة القرآن ؛ فإنه صح عن النبي
أنه قال : ((
الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ
)) ، وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام : ((
سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْخَزَائِنِ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْفِتَنِ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجَرِ يُرِيدُ بِهِ أَزْوَاجَهُ حَتَّى يُصَلِّينَ
)) فأرشد عليه الصلاة والسلام إلى الصلاة .
هذا وعندما يفشو في الناس الجهل وتقِل الدراية بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وتضعف المعرفة بهدي السلف الصالح من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وعندما تُصاب القلوب بغلبة الأهواء وتُبتلى بالاستشراف للفتن ترى في الناس حُلولاً للمشاكل وعلاجات للأحداث ليست مستمدة من كتاب الله ولا من سنة رسول الله
، بل إذا تأملت في نشأة تلك الحلول وموردها وجدتها مأخوذة من الغرب الكافر ومن أعداء دين الله جل وعلا ولا أصل لها في كتاب الله وهدي رسوله عليه الصلاة والسلام
؛
ولذا فإن الواجب على المؤمن قبل أن يُقدِم أن يحكِّم الكتاب والسنة ولا يستعجل
، قال عبد الله بن مسعود
: " إنها ستكون أمورٌ مشتبهات فعليكم بالتؤدة؛ فإنك أن تكون تابعاً في الخير خير من أن تكون رأساً في الشر " ،
وثبت في سنن ابن ماجة من حديث أنس بن مالك
أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (
إِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ وَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ
)).
إن ما يُدعى إليه من بعض أصحاب الفتن في بلادنا الآمنة من مظاهرات واعتصامات وتجمهرات وتكثرات إما بكتابات أو توقيعات أو كلمات تنشر على الملأ فيها تحريضات أو غيرُ ذلك من المسالك الملتويات كل ذلكم أمور مستوردة لا يستطيع واحد من أهل تلك المسالك أن يستدل على أعماله بكتاب ناطق أو سنة ماضية ، قال عبد الله بن عمر
ا : " العلم كتاب ناطق أو سنة ماضية أو لا أدري " ، أما هذه الجرأة السافرة على الأحكام والمسارعة في استيراد حلول لا أصل لها ولا أساس في دين الله فهذا كله جناية من فاعله على نفسه وعلى أمته ،
جزاك الله خيرا وسلمت أناملك وأسعدك الله وأرضاك دنيا وآخرة وأدخلك الجنة بلا حساب وبلا عقاب من المقربين في عليين
وهذا موضوع له صلة
((العواصم من القواصم))
http://www.wesaltv.net/vb/showthread.php?t=9085
الأمير الفقير
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الأمير الفقير
البحث عن كل مشاركات الأمير الفقير