خامساً: وسائل المشروع الصفويّ الفارسيّ
1- المبشِّرون الشيعة المتخصّصون في الأقطار العربية والإسلامية، إذ في كل قطرٍ عربيٍ أو إسلاميٍ دائرة خاصة تدير اللعبة فيه بكل معطياتها في الأوساط العامة، للدعوة إلى دين الشيعة الإماميّة، ومن الجدير بالذكر أنّ (الحوزة الزينبية) في دمشق، أصبحت مرتكزاً لاستقبال المبشِّرين من الدول العربية وتدريبهم وتأهيلهم، ثم لإعادة تصديرهم إلى بلدانهم الأصلية، للقيام بالمهمّات التي توكَل إليهم فيها، خدمةً للمشروع الإيرانيّ.
2- المهاجرون العراقيون من الشيعة، المقيمون سورية وبعض البلاد العربية.
3- الحجّاج والزوّار الإيرانيون.
4- المال الإيرانيّ والعراقيّ وشراء الذمم، وهناك معلومات مؤكّدة على أنّ رؤوس أموالٍ شيعيةٍ كويتية دعمت إقامة بعض المشروعات الشيعية الإيرانية في سورية (حوزات وحسينيات ومزارات).
5- القنوات الفضائية التي توظَّف في خدمة المشروع الشيعيّ.
6- الكتب والأشرطة والأقراص التي بدأت تنتشر وتوزَّع في البلاد العربية والإسلامية.
7- المهرجانات والاحتفالات، التي تقام لخدمة أصحاب المشروع.
8- بناء الحوزات الشيعية والحسينيات، وشراء العقارات المترافق مع عمليات استيطانٍ وانتشارٍ ديموغرافيٍ هادف، كما يحصل في سورية.
9- البعثات التعليمية لدراسة الدين الشيعيّ في طهران وقمّ.
10- دعم المتعاونين مع الشيعة في كل بلد، وترقيتهم إلى أرقى المناصب إن أمكنهم ذلك، وتوجيههم لاختراق مؤسّسات الدولة التعليمية والتربوية والتجارية والصناعية والإعلامية والأمنية.
11- شراء ولاء بعض النافذين في المجتمعات، لاسيما شيوخ العشائر والوجهاء.
12- التحالف مع بعض الحكومات والجماعات والأحزاب العربية.
13- الاستفادة من شهادات حسن السلوك التي يتقدم بها بعض القادة العرب والإسلاميين الحريصين على المهادنة، أو الجاهلين بحقيقة التحرّكات الإيرانية ودوافعها.
14- تسهيل نكاح المتعة للشرائح الشبابية وأصحاب الشهوات.
15- تعمل الجهة المركزية على إعداد مسلسلاتٍ تلفزيونيةٍ درامية، لعرض وجهة نظرهم التاريخية، وتشويه صورة الجيل الأول من الصحابة رضوان الله عليهم، وكذلك تشويه صورة الدولة الإسلامية الأولى، والطعن بالتاريخ الإسلاميّ.
سادساً: بعض آثار تمدّد المشروع الصفويّ الفارسيّ
1- تعزيز مكانة الأقليات الشيعية ودورها في العالمَيْن العربيّ والإسلاميّ، ودعمها بالمال والمواقف، وتحريضها على الفتنة والثورة: لبنان، والبحرين، واليمن، والكويت، والإمارات، ومصر، والمغرب، والمملكة العربية السعودية.
2- غرس أقلياتٍ شيعيةٍ في الدول التي لا يوجد فيها شيعة اثنا عشرية من قبل، من مثل: مصر والسودان وسورية والأردن والمغرب ودول جنوبيّ شرق آسية..
3- بناء المشاهد والحسينيات والمزارات في مواطن ليس فيها شيعة، وافتعال مواقع وربطها بآل البيت، كما يحصل في سورية.
4- ما يجري على أرض العراق (المحتَلّ أميركياً وإيرانياً) بكل أبعاده.. وما ينفّذه (حزب الله) في لبنان بكل تفاصيله.
5- ظهور الخطاب الشيعيّ الإعلاميّ التبشيريّ بشكلٍ سافر، عبر كل وسائل الإعلام الحديثة المعروفة.
سابعاً: إنذارات الخطر التي يمثّلها المشروع الصفويّ الفارسيّ
1- تشويه عقيدة الإسلام في نفوس العرب والمسلمين، وتشتيت أفكارهم وسلوكهم الإسلاميّ العام.
2- زرع الشروخ في بنية المجتمعات العربية والإسلامية، وإيجاد أجواءٍ للفتنة ما بين الأقليات الشيعية وهذه المجتمعات.
3- زرع نقاط الارتكاز على شكل مستوطناتٍ أو مراكز للسيطرة، وإيقاع القلاقل والنـزاعات، لتمرير نفوذ الدولة الإيرانية، دينياً وسياسياً واقتصادياً، وبناء الميليشيات العسكرية المسلّحة كما هو واقع في (العراق ولبنان).
4- تأسيس الشركات الاقتصادية، وإقامة المشروعات الصناعية والتجارية.. للسيطرة على الاقتصاد (كالمشروعات الإيرانية في سورية، وتُقدّر قيمتها بثمانية مليارات دولار في الأقل).
5- بناء الجمعيات الخيرية، وتقديم الهبات التموينية والمساعدات المالية، وتأسيس المستشفيات والمراكز الصحية والإسعافية.. وغير ذلك.. كما يحصل في سورية ولبنان.
6- التغلغل في مؤسّسات الجيش والأمن عبر الخبراء العسكريين الإيرانيين، وفي مؤسّسات الدولة والوزارات عبر الخبراء الأكاديميين والفنيين.. كما يحصل في سورية.
إذن: تتجلّى فداحة الخطر الصفويّ الفارسيّ، بأنه خطر يمسّ عمق الحياة الدينية والاجتماعية في البلدان العربية والإسلامية، ويستغلّ ولاء الأقليات الشيعية في العالم لخامنئي: وكيل (الإمام المنتَظَر) أو (الوليّ الفقيه)، لتحقيق مصالح إيران، على حساب مصالح الأوطان الأصلية لتلك الأقليات.
ثامناً: حقائق عن (حزب الله اللبنانيّ) : مخلب المشروع الصفويّ الفارسيّ
حركة (أمل) الشيعية اللبنانية، هي الحركة التي أسّسها (موسى الصدر) الفارسي الإيراني، وخرج من رَحِمِها (حزبُ الله) الذي أسّسه السفير الإيراني الأسبق في دمشق: (علي أكبر محتشمي بور)، وذلك بسلخ مجموعةٍ قياديةٍ عن (حركة أمل)، مكوّنةٍ من عددٍ من تلاميذ (الخميني)، وقد دُشِّن انسلاخهم وتشكيل حزبهم الجديد، بأداء القَسَم الخاص في حضرة السفير (محتشمي بور) في دمشق، بأن يكونوا أوفياء للخميني، وللثورة الشيعية الفارسية، ولولاية الفقيه.. ثم رُصِدَت ميزانية مالية تلتزم إيران بتقديمها للحزب، وصلت في عهد (حسن نصر الله) إلى أكثر من نصف مليار دولارٍ سنوياً!.. (انظر الشرق الأوسط، حزب الله الإبن الشرعي للثورة الإيرانية، 17/7/2006م).
حركة (أمل) وجماهيرها في جنوبيّ لبنان، استقبلوا القوات الإسرائيلية الغازية في حرب حزيران 1982م بالأوراد والأزهار والسكاكر وحبوب الأرزّ.. وذلك نكايةً بالفلسطينيين وحركاتهم المقاوِمة التي كانت تقيم في لبنان آنذاك!..
ثم قاموا، بالتواطؤ مع النظام السوري.. بالتحريض على طرد المقاومة الفلسطينية من لبنان، وتشتيتها، وإبعاد عمودها الفقري العسكري إلى تونس.. ثم بعد ثلاث سنواتٍ، في يوم الإثنين في 20/5/1985م، بدأوا بارتكاب مجازر مخيّمي (برج البراجنة) و(صبرا) الفلسطينيَّيْن في لبنان، على أيدي حركة (أمل) وأشباهها، وبمدافع اللواء السادس اللبناني ودباباته، الذي كان يتشكّل من عناصر (حركة أمل وحزب الله).. فقد حاصروا المخيمات أكثر من شهرٍ كامل، وقتلوا أكثر من ثلاثة آلاف طفلٍ وامرأةٍ وشابٍ فلسطيني، واضطر سكان المخيمات الفلسطينيين أن يطلبوا فتوى شرعيةً تُجيز لهم أكل لحوم الفئران والجرذان، لأن المحاصِرين منعوا خلال حصارهم المخيمات.. منعوا عنها الطعامَ والغذاءَ والدواءَ والماءَ والكهرباء!..
بعد ذلك، وبالتواطؤ مع قوات النظام السوري الأسدي.. قاموا بجرائم تاريخيةٍ ضد المخيّمات الفلسطينية.. ومن ذلك على سبيل المثال:
تهجير خمسة عشر ألفاً من النازحين الفلسطينيين، وتدمير تسعين بالمئة من بيوتهم ومساكنهم، وقتل الجرحى الفلسطينيين بعد الاستيلاء على المستشفيات الفلسطينية (وكالة أسوشيتدبرس)، وذبح الممرضات الفلسطينيات، ونسف الملاجئ التي لجأ إليها مئات النساء والأطفال والشيوخ العجزة، وقتل المعاقين (وكالة ريبوبليكا الإيطالية)، واغتصاب النساء الفلسطينيات (25 امرأة) أمام أهالي مخيم صبرا (وكالة الأنباء الكويتية في 4/6/1985م).. ثم خروج مقاتلي (حركة أمل) و(حزب الله) بمسيراتٍ احتفاليةٍ للاحتفال بالنصر(!) في بيروت الغربية، مردّدين الشعار الحاقد: (لا إله إلا الله والعرب أعداء الله)!.. وبعد ذلك الوقت اشتدت الحملات الإقصائية على أهل السنة في لبنان، بمباركةٍ من قوات النظام الأسديّ السوريّ!..
* * *
يتبع ..........