المشروع الإيرانيّ الصفويّ الفارسيّ
( مقدّماته، وأخطاره، ووسائل التصدّي له)
(4)
19-7-2009
العناوين الرئيسية :
التصدّي للمشروع القوميّ
الإيرانيّ الصفويّ الفارسيّ.
أولاً: أوليات وحقائق لا بدّ منها.
ثانياً: الوسائل والأدوات.
أ- المحور السياسيّ.
ب- المحور الإعلاميّ.
ج- المحور العلميّ والثقافيّ والدعويّ.
د- المحور الاجتماعيّ والشعبيّ.
هـ- المحور الاقتصاديّ والماليّ.
وبعد؟!..
* * *
التصدّي للمشروع القوميّ
الإيرانيّ الصفويّ الفارسيّ
أولاً: أوليات وحقائق لا بدّ منها:
1- المشروع الإيرانيّ يستهدف جميع الدول العربية والإسلامية، وهو يتغلغل فيها بدرجاتٍ متفاوتة، وهذا يفرض تنسيق الجهود للتصدّي له بصورةٍ جماعية، ما يستدعي بلورة مشروعٍ مركزيٍّ لمواجهته، تتولاّه جهة مركزية قوية جامعة، بإمكاناتها المادية والدعوية والمعنوية، وتمثّل ثقلاً دينياً ومعنوياً وسياسياً واقتصادياً ومادياً لدى العرب والمسلمين.
2- إن التصدّي للمشروع الإيرانيّ، يحتاج إلى عددٍ كبيرٍ من الطاقات الدعوية والاجتماعية والسياسية والثقافية والإعلامية والاقتصادية، كما يحتاج إلى الخطط والبرامج التفصيلية، وإلى الكثير من الأدوات والوسائل والإمكانات التي ينبغي أن تتجاوز الإمكانات الإيرانية المرصودة لدعم المشروع القوميّ الإيرانيّ الصفويّ.
3- إنّ المحافظة على تماسك النسيج الوطنيّ والاجتماعيّ، هي أول خطوةٍ في التصدّي للمشروع الإيرانيّ التفتيتيّ، بل هو الضرورة التي لا يمكن منع الاختراقات الإيرانية بدونها، وإنّ الاستقرار الاجتماعيّ الداخليّ هو دعامة ذلك التماسك في النسيج الوطنيّ.
4- ينبغي الحذر من الفخّ الإيرانيّ، الذي تزعم إيران بموجبه —عبر دعايتها الإعلامية- أنّ أي مقاومةٍ لمشروعها المشبوه، هو ولوج إلى سلّة المشروع الصهيونيّ الأميركيّ!.. فالحقيقة تقول: إن كلا المشروعَيْن مناهض لأمّتنا، وهما مشروعان متكاملان ضدّنا، كما برهنت عليه الوقائع الجارية على الأرض، وحينما يختلفان أحياناً، فإنما خلافهما على حجم الحصة من أوطاننا وكينونتنا ووجودنا.
5- كما ينبغي ألا نؤخَذَ بالدعاية الإيرانية حول الوحدة الإسلامية والتعايش والتسامح، وذلك عندما تريد إيران تنفيس الاحتقان هنا وهناك للخروج من مأزقٍ ما، لأنه ثبت ويثبت كل يوم، بأنها محاولات تكتيكية إيرانية للمناورة وكسب الوقت، وليست حقيقةً إستراتيجيةً في المخطط الإيرانيّ.. فهي قد تُغيّر أسلوبها بين حينٍ وآخر، لكنّ إستراتيجيّتها باقية ما بقيت عقيدتها في أهل السنّة، وفي السيطرة والاستيلاء والتمدّد على حسابنا.
6- من الواضح أنّ النظام السوريّ قد حوّل سورية إلى واسطة العقد للمشروع الإيرانيّ، وإلى بقعة الارتكاز الرئيسة لتمدّده في دول الخليج العربيّ وباقي دول المنطقة، لذلك فإنّ محاصرة ذلك المشروع والتصدي له في الساحة السورية، تمهيداً لمحاصرته وردعه وتشتيته، بقطع سلسلته الممتدة من إيران إلى لبنان.. يتطلّب تركيز الجهود ودعمها في هذه الساحة السورية،
بما في ذلك دعم عملية التغيير الهادئ في البلاد، لإعادتها إلى حضنها العربيّ، وحماية عقيدة مسلميها من البدع والضلال القادم مع المدّ الإيرانيّ الشيعيّ، وتحويلها إلى شريكٍ حضاريٍّ عربيٍّ إسلاميٍّ إيجابيٍّ للدول العربية الشقيقة، وعامل استقرارٍ لها لا عامل اضطرابٍ وتخريب.
إنّ الشعب السوريّ ينتظر من أشقّائه العرب عوناً، يُخرِجه من بين براثن نظامٍ طائفيٍّ قام على الاستبداد والفساد، ويَحميه من تغوّل المشروع الإيرانيّ الشيعيّ في سورية، ببدعه وضلالاته وتهديده للأمن الوطنيّ السوريّ والقوميّ العربيّ.
ثانياً: الوسائل والأدوات:
إن وسائل التصدّي للمشروع الشيعيّ الإيرانيّ —كما نراها-
تتوزّع على محاور عدّة:
أ- المحور السياسيّ:
1- ينبغي السعي لرفع الغطاء السياسيّ العربيّ والدوليّ عن النظام السوريّ، وممارسة الضغوط السياسية الممكنة لمساعدة أبناء سورية المخلصين على عودتهم الكريمة إليها، ودعمهم ليقوموا بواجبهم في التصدّي للمشروع الإيرانيّ داخل ساحة الصراع الحقيقية.
2- التأكيد المستمرّ بأنّ مواجهة المشروع الإيرانيّ لا تعني تجاهل مواجهة المشروع الصهيونيّ، حتى لا نمنح الفرصة لإيران وحلفائها، للمتاجرة بممانعة الصهيونية و(إسرائيل).
3- توظيف تضارب المصالح بين المرجعيات الشيعية لخدمة عملية التصدّي للمشروع الإيرانيّ، لاسيما بين مرجعيات النجف ومرجعيات (قُم)، وبين الشيعة الفرس وبعض الشيعة العرب.
4- التحكّم الدائم بقنوات الاتصال بإيران الرسمية، لتبليغ الاحتجاجات والاعتراضات والإنذارات بالتصعيد كلما صَعّدوا، وذلك لردّ العدوان.. وإبلاغهم بأنّ الدعوة للإسلام ينبغي أن تتوجّه إلى أهل الشرك وليس إلى المسلمين، وأنّ موقفنا منهم يتحدّد بما يجري على الأرض وليس بما يقولونه لنا تقيةً ونفاقاً.
5- تبنّي قضايا المسلمين السنة في إيران، من (بلوش وعرب وأكراد وتركمان)، والتحدّث عن مظلوميتهم، وعن هدر حقوقهم الإنسانية والمدنية، فالشيعة الذين يملؤون ديارنا الإسلامية بالحسينيات والمزارات والمشاهد.. يحرمون المسلمين السنّة من مسجدٍ خاصٍ بهم في طهران.
6- تبنّي قضايا المسلمين السنّة في العراق ولبنان، ودعمهم بمختلف أنواع الدعم، وإقامة الصلات معهم، وتنسيق جهودهم ودعمها في التصدّي للمشروع الإيرانيّ.
7- تبنّي قضية الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران، وإثارة قضية العرب في إقليم عربستان المحتلّ، ومَدّ الجسور مع حركات التحرّر العربية الوطنية في هذا الإقليم العربيّ، وذلك لإفهام إيران أنها غير محصَّنة، وأننا قادرون على اختراقها كما تعمل هي على اختراقنا.
8- المعاملة بالمثل كما تعاملنا إيران، فعندما (مثلاً) تمنع دخول البضائع إليها بحجة أنها تحمل ختم (الخليج العربي) وليس الفارسي، فعلينا أيضاً أن نمنع دخول بضائعها إلى دولنا، أو نقاطعها شعبياً ومدنياً، رداً على سلوكها.
9- رصد النشاطات الشيعية داخل بلداننا، والتصدي لها، وتجفيف منابعها، وقطع طرق إمدادها، ومتابعة آثارها، وذلك بالتعاون والتنسيق بين المؤسّسات الرسمية والشعبية.
يتبع............