3- وكان صلّى الله عليه وسلّم أحسن الناس معاملة،
فإذا استسلف سلفًا قضى خيراً منه؛
ولهذا جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم
يتقاضاه بعيراً فأغلظ له في القول،
فهم به أصحابه فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:
”دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً“
فقالوا:
يارسول الله:
لا نجد إلا سنًّا هو خير من سنّه
فقال صلّى الله عليه وسلّم:
”أعطوه“
فقال الرجل: أوفيتني أوفاك الله،
فقال صلّى الله عليه وسلّم:
”إن خير عباد الله أحسنهم قضاءً“([1]).
واشترى من جابر بن عبد الله
بعيراً،
فلما جاء جابر بالبعير قال له صلّى الله عليه وسلّم:
”أتراني ماكستك“؟
قال: لا يا رسول الله،
فقال:
”خذ الجمل والثمن“([2]).
4- وكان صلّى الله عليه وسلّم أحسن الناس خلقاً؛
لأن خلقه القرآن،
لقول عائشة
ا:
”كان خلقه القرآن“([3])؛
ولهذا قال صلّى الله عليه وسلّم:
”إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق“([4]).
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
([1]) البخاري رقم 2305، ومسلم 1600.
([2]) البخاري مع الفتح 3/67، ومسلم 3/1221.
([3]) مسلم 1/513.
([4]) البيهقي بلفظه 10/192، وأحمد 2/381، وانظر: الصحيحة للألباني رقم 45.