7- ومع هذه الأعمال المباركة العظيمة
فقد كان صلّى الله عليه وسلّم يقول:
”خذوا من الأعمال ما تطيقون
فإن الله لا يملُّ حتى تملُّوا،
وأحب العمل إلى الله
ما داوم عليه صاحبه وإن قل“
وكان آلُ محمد صلّى الله عليه وسلّم
إذا عَمِلُوا عملاً أثبتوه([1]).
”وكان صلّى الله عليه وسلّم
إذا صلى صلاة داوم عليها“([2]).
وقد تقالَّ عبادة النبي صلّى الله عليه وسلّم
نفر من أصحابه صلّى الله عليه وسلّم وقالوا:
وأين نحن من النبي صلّى الله عليه وسلّم؟
وقد غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما تأخر،
فقال بعضهم:
أما أنا فأنا أصلي الليل أبدًا،
وقال بعضهم:
أنا أصوم ولا أفطر،
وقال بعضهم:
أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً
[وقال بعضهم:
لا آكل اللحم]
فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه وسلّم فجاء إليهم فقال:
”أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟
أما والله إني لأخشاكم الله أتقاكم له،
لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء
فمن رغب عن سنتي فليس مني“([3]).
والمراد بالسنة
الهدي والطريقة لا التي تقابل الفرض،
والرغبة عن الشيء الإعراض عنه إلى غيره.
ومع هذه الأعمال الجليلة فقد كان يقول عليه الصلاة والسلام:
”سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله“
قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟
قال:
”ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ منه وفضل“.
وفي رواية:
”سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا،
وشيءٌ من الدُّلجة، والقَصْدَ القَصْدَ تبلغوا“([4]).
وكان يقول:
”يا مقلّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك“([5]).
ويقول:
”اللهم مصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك“([6]).
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
([1]) البخاري مع الفتح 4/213، 11/294، ومسلم 1/541 برقم 782، و2/811.
([2]) البخاري مع الفتح 4/213، وانظر: صحيح البخاري حديث رقم 6461– 6467.
([3]) البخاري مع الفتح 9/104، ومسلم 2/1020 ومابين المعكوفين من رواية مسلم.
([4]) البخاري برقم 6463،6464، ومسلم 4/2170.
([5]) الترمزي 5/238 وغيره، وانظر: صحيح الترمزي 3/171.
([6]) مسلم 4/2045.