12 ـ قوله: ”لتأخذوا عني مناسككم
فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه“
ففي ذلك لام الأمر, والمعنى خذوا مناسككم, وهكذا وقع في رواية غير مسلم,
وتقديره:
هذه الأمور التي أتيت بها في حجتي من الأقوال، والأفعال، والهيئات
هي أمور الحج وصفته وهي مناسككم فخذوها عني واقبلوها,
واحفظوها واعملوا بها، وعلموها الناس,
وهذا الحديث أصل عظيم في مناسك الحج,
فهو كقوله صلّى الله عليه وسلّم:
”صلوا كما رأيتموني أصلي“([1]).
13 ـ وفي قوله صلّى الله عليه وسلّم: ”لعلي لا أحج بعد حجتي هذه“
إشارة إلى توديعهم, وإعلامهم بقرب وفاته صلّى الله عليه وسلّم,
وحثهم على الأخذ عنه, وانتهاز الفرصة وملازمته,
وبهذا سميت حجة الوداع.
14 ـ الحث على تبليغ العلم ونشره, وأن الفهم ليس شرطاً في الأداء,
وأنه قد يأتي في الآخر من يكون أفهم ممن تقدم ولكن بقلة,
وأن الأفضل أن يكون الخطيب على مكان مرتفع؛
ليكون أبلغ في سماع الناس ورؤيتهم له.
15 ـ استخدام السؤال ثم السكوت والتفسير
يدل على التفخيم, والتقرير والتنبيه.
16 ـ الأمر بطاعة ولي الأمر مادام يقود الناس بكتاب الله تعالى,
وإذا ظهرت منه بعض المعاصي والمنكرات,
وُعِظَ وَذُكِّر بالله وخُوِّف به لكن بالحكمة والأسلوب الحسن.
17 ـ الوصية بطاعة الله, والصلاة, والزكاة, والصيام,
وأنه لا فرق بين أصناف الناس إلا بالتقوى.
18 ـ معجزة النبي صلّى الله عليه وسلّم الظاهرة الدالة على صدقه,
وذلك بسماع الناس لخطبته يوم النحر وهم في منازلهم([2])
فقد فتح الله لأسماعهم كلهم لها.
19 ـ الضحية سنه مؤكدة على الصحيح من أقوال أهل العلم,
وهي في حق الحاج وغير الحاج فلا يجزئ عنها الهدي,
وإنما هي سنة مستقلة؛
لأنه صلّى الله عليه وسلّم بعد أن خطب الناس بمنى
انقلب فذبح كبشين أملحين([3])
وهذا غير الهدايا التي نحرها بيده
وأشرك عليّاً في الهدي وأمره بنحر الباقي من البدن.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
([1]) البخاري برقم 7246.
([2]) البخاري, ومسلم برقم 1679 وتقدم تخريجه.
([3]) انظر: فتح الباري 3/574, 577, وشرح النووي 8/422 – 434 و9 /51-52 و11/182,
وفتح الملك المعبود في تكملة المنهل المورود شرح سنن أبي داود 2/20و2/54,2/99-206.