عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-11, 07:49 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
الشـــامـــــخ
اللقب:
المـديـــر العـــام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الشـــامـــــخ


البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 14
المشاركات: 10,332 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 1.96 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 10
نقاط التقييم: 949
الشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدع

الإتصالات
الحالة:
الشـــامـــــخ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشـــامـــــخ المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله - فى اللقاء المفتوح

معنى ( البيعة ) عند أهل العلم !
السؤال : فضيلة الشيخ ! ثبت في الحديث عنه - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - أنه قال : ( من مات وليس في عنقه بيعة لأحد مات ميتتة جاهلية )
ومعلوم : أنه في أكثر بلاد المسلمين اليوم لا يتحقق هذا الأمر ، وأنه ليس في عنقهم بيعة ، لأسباب كثيرة منها :
الإضطرابات السياسية ، والإنقلابات وغيرها ، فكيف يخرج المسلمون في تلك البلاد من هذا الإثم ؛ وهذا الوعيد - جزاك الله خيرًا - ؟


الجواب : المعروف عند أهل العلم : أن البيعة لا يلزم منها رضى كل واحد ، وإلا من المعلوم أن في البلاد من لا يرضى أحد من الناس أن يكون وليًا عليه
لكن إذا قهر الولي وسيطر وصارت له السلطة فهذا هو تمام البيعة ، لا يجوز الخروج عليه ، إلا في حالة واحدة استثناها النبي - عليه الصلاة والسلام -
فقال :
( إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان ) .

فقال : ( إلا أن تروا ) ، والرؤية إما بالعين أو بالقلب ، الرؤية بالعين بصرية ، وبالقلب علمية ، بمعنى :
أننا لا نعمل بالظن أو بالتقديرات أو بالإحتمالات بل لابد أن نعلم علم اليقين ، وأن نرى كفرًا لا فسوقًا ، يعني مثلاً :
الحاكم لو كان أفسق عباد الله ، عنده شرب خمر ، وغيره من المحرمات ، وهو فاسق لكن لم يخرج من الإسلام
فإنه لا يجوز الخروج عليه وإن فسق ؛ لأن مفسدة الخروج عليه أعظم بكثير من مفسدة معصيته التي هي خاصة به .

الثالث : قال : ( بواحًا ) البواح يعني : الصريح .
والأرض البواح : هي الواسعة التي ليس فيها شجر ولا مدر ولا جبل بل هي واضحة للرؤية .
لابد أن يكون الكفر بواحًا ظاهرًا ما يشك فيه أحد ، مثل : أن يدعو إلى نبذ الشريعة ، أو أن يدعو إلى ترك الصلاة
وما أشبه ذلك من الكفر الواضح الذي لا يحتمل التأويل ، فأما ما يحتمل التأويل ؛ فإنه لا يجوز الخروج عليه حتى وإن كنا نرى نحن أنه كفر وبعض الناس يرى أنه ليس بكفر
فإننا لا يجوز لنا الخروج عليه ؛ لأن هذا ليس بواحًا .

الرابع :( أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان ) ، فإن لم يكن عندنا برهان أي : دليل واضح
ليس مجرد اجتهاد أو قياس ، بل هو بين واضح أنه كفر ، حينئذٍ يجوز الخروج .

ولكن هل معنى جواز الخروج أنه جائز بكل حال ، أو واجب على كل حال ؟
الجواب : لا .

لابد من قدرة على منابذة هذا الوالي الذي رأينا فيه الكفر البواح ، أما أن نخرج عليه بسكاكين المطبخ ، وعواميل البقر ، ولديه دبابات وصواريخ
فهذا سفه في العقل وضلال في الدين ، لأن الله لم يوجب الجهاد على المسلمين حين كانوا ضعفاء في مكة ما قال :
اخرجوا على قريش وهم عندهم ، ولو شاءوا لاغتالوا كبراءهم وقتلوهم ، لكنه لم يأمرهم بهذا ، ولم يأذن لهم به ، لماذا ؟

لعدم القدرة .

وإذا كانت الواجبات الشرعية التي لله عز وجل تسقط بالعجز ؛ فكيف هذا الذي سيكون فيه دماء ، يعني :
ليس إزالة الحاكم بالأمر الهين ، أو مجرد ريشة تنفخها وتروح ، لابد من قتال منك وقتال منه ، وإذا قتل فله أعوان
فالمسألة ليست بالأمر الهين حتى نقول بكل سهولة : نزيل الحاكم ونقضي عليه وينتهي كل شيء .


فلابد من القدرة : والقدرة الآن ليست بأيدي الشعوب فيما أعلم ، والعلم عند الله عز وجل ، ليس في أيدي الشعوب قدرة على إزالة مثل هؤلاء القوم الذين نرى فيهم كفرًا بواحًا
ثم إن القيود التي ذكرها النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - قيود صعبة ، من يتحقق من هذا الحاكم مثلاً ، علمنا أنه كافر علم اليقين ، نراه كما نرى الشمس أمامنا
ثم علمنا أن الكفر بواح ما يحتمل التأويل ، ولا فيه أي أدنى لبس ، ثم عندنا دليل من الله وبرهان قاطع ؛ هذه قيود صعبة
أما مجرد أن يظن الإنسان أن الحاكم كفر ، هذا ما هو صحيح أنه يكفر ، لابد من إقامة الحجة
وأنتم تعلمون أنه ما ضر الأمة من أول ما ضرها في عهد الخلفاء الراشدين إلا التأويل الفاسد ، والخروج على الإمام .

الخوارج : لماذا خرجوا على علي بن أبي طالب ؟
قالوا : لأنه حكَّم غير القرآن .
كانوا في الأول معه على جيش معاوية ولما رضي بالصلح والتحاكم إلى القرآن قالوا :
خلاص أنت الآن حكمت آراء الرجال ورضيت بالصلح ؛ فأنت كافر ، فسوف نقاتلك .

فانقلبوا عليه بماذا ؟
بالتأويل ، وليس كل ما رآه الإنسان يكون هو الحق ، قد ترى أنت شيئًا محرمًا ، أو شيئًا معصية ، أو شيئًا كفرًا
وغيرك ما يراه كذلك ، أليس نرى نحن أن تارك الصلاة كافر ؟

نرى ذلك لا شك ، يأتي غيرنا ويقول : ليس بكفر .
والذي يقول : ليس بكفر علماء ليس ناس أهل هوى ، علماء لكن هذا الذي أدى لهم اجتهادهم
فإذا كان العلماء من أهل الفقه قد يرون ما هو كفر في نظر الآخرين ليس بكفر ؛ فما بالك بالحكام الذين بعضهم عنده من الجهل ما عند عامة الناس .

فالمهم أن هذه المسائل مسائل صعبة وخطيرة ، ولا ينبغي للإنسان أن ينساب وراء العاطفة أو التهييج ، بل الواجب أن ينظر بنظر فاحص متأنٍ متروي ، وينظر ماذا يترتب على هذا الفعل ؟
ليس المقصود أن الإنسان يبرد حرارة غيظته فقط ، المقصود إصلاح الخلق ، وإلا فالإنسان لا شك أنه يلحقه أحيانًا غيرة ويمتلئ غيظًا مما وقع
أو وقع من بعض الولاة ، لكن يرى أن من المصلحة أن يعالج هذه المشكلة بطريق آخر غير التهييج .

وكما قلت لكم :
إن بعض الناس يظن أن هذا سببٌ يقتضي الضغط على ولي الأمر حتى يفعل ما يرى هذا القائل أنه إصلاح ، ولكن هذا غير مناسب في مثل بلادنا .

" شريط رقم 94 "










توقيع : الشـــامـــــخ

يسرنا متابعتكم وتواصلكم عبر الحسابات التالية

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 02-04-18 الساعة 08:15 PM
عرض البوم صور الشـــامـــــخ   رد مع اقتباس