من كان على خطأ غالباً ما يسوءه رؤية من هو أفضل منه فيلجأ لانتقاص الأفضل ليصبح هو الأفضل
على الأقل في نظره لنفسه
ولأنه إذا أقر الملتزم بدينه على حاله كان كمن يعترف بتقصيره
وقلة من الناس من يعترف بتقصيره وهذا هو العجب إذ لا يرى أن هناك من قدم أحسن مما يقدم وأنه على حق دائماً ولا يخطئ أعاذنا الله وإياكم منه
أيضاً لأن من يقترف بعض الذنوب ولا يجد في نفسه القدرة على تركها
يبحث عن طريقة أخرى ... وهي استصغار الذنب وتصوير من يبتعد عنه بالمطوع والمتشدد وخلاف ذلك
وسؤالك هذا ذكرني بحكمة في زمن تكاد تغيب فيه الحكمة تقول
إن الجالس على الأرض لا يسقط، والناس لا يرفسون كلباً ميتاً، لكنهم يغضبون عليك لأنك فقتهم صلاحاً أو علماً أو أدباً أو مالاً، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك، وتنخلع من كل صفات الحمد، وتنسلخ من كل معاني النبل، وتبقى بليداً غبيّاً، صفراً محطماً مكدوداً، هذا ما يريدون بالضبط.
فلا تحقق لهم مرادهم ...
رعاكم الله وسددكم