شد الرحال إلى قبور ومزارات الأئمة
وأهل السنة قد حفظوا وصية النبي
الذي قال:
" لعن الله اليهود والنصارى،
اتخذوا قبور أنبيائهم وصلحائهم مساجد:
ألا لا تتخذوا قبور أنبيائكم مساجد
فإني أنهاكم عن ذلك " [1]
فأخذوا بوصيته حذراً من مشابهة اليهود والنصارى
ومن الوقوع في مغبات الشرك.
وحفظوا وصيةً أخرى يقول فيها:
" إذا سألتَ فاسأل الله
وإذا استعنتَ فاستعنْ بالله " [2]
فأخلصوا دعاءهم وعبادتهم لله ،
ولم يترددوا على قبور الأموات ليسألوهم
من دون الحي الذي لا يموت
الذي بيده الضر والنفع وحده.
أما بالنسبة إلى الشيعة فإن الذهاب إلى قبور الأئمة
وإلقاء الأموال عند عتباتهم
أمر مشاهد ومعروف لدى الجميع.
حتى إن الشيخ المفيد الشيعي ذكر في كتابه الإرشاد [3]
بأن زيارةً واحدةً لقبر الحسين
تساوي مئة حجة ومئة عمرة.
وأن من زاره بعد موته فله الجنة ".
و " أن من زار قبر أهل البيت حرّم الله عليه النار،
وأوجب له الجنة " [4]
وقد وضعوا الأحاديث المكذوبة
في فضل زيارة قبورهم والبكاء عندها،
ونظموا لذلك أدعية خاصة تُتلى هناك .
إن مثل هذا لا يرضي أهل البيت،
ولا يُرضيهم ما قاله ابن بابويه القمي
أن من زار قبر جعفر الصادق أو الحسين
كان له ثواب سبعين حجة،
وأن من بات عند قبره
كان كمن زار الله تعالى في عرشه . [5]
وأن الله تعالى يزور بنفسه
قبر أمير المؤمنين
ويزوره الأنبياء والمؤمنون . [6]
وأي اشتياق أو حبٍ يبقى لبيت الله الحرام
إن كانت قبور الأئمة تفضُل عليه في الثواب،
إن هذه دعوة إلى استبدال أماكن العبادة
( وهي المساجد )
بالقبور وتعظيم القبور أكثر منها.
=============
[1] - رواه البخاري ومسلم والنسائي ومالك في الموطأ.
[2] - رواه الترمذي وصححه الألباني في المشكاة رقم ( 5302 ) .
[3] - ص 252 طبع في مكتبة بصيرتي بمدينة قم بإيران.
وذكر ذلك أيضا الشيخ عبد الله الأنصاري في كتابه
" مع الخطيب في خطوطه العريضة ص81 .
[4] - عيون أخبار الرضا لابن بابويه القمي 255،
وكذلك مع كتاب مع الخطيب للأنصاري 18
[5] - عيون أخبار الرضا 259:2 .
وانظر كتاب تهذيب الأحكام للطوسي 51:6
وكتاب كامل الزيارات 174، وكتاب بحار الأنوار 101 و 105.
[6] - بحار الأنوار 258:100