استغاثة الشيعة بالأئمة عند الشدائد
وأهل السنة يتقربون إلى الله بحب الحسن وحب الحسين
ويقولون إن حبهم فرض على كل مسلم
كما قال الشافعي،
إلا أنهم لا يرضون
استغاثة الشيعة بالحسين ولا بغير الحسين
مثل قولهم
( يا علي ، يا جعفر يا حسين
يا مهدي يا صاحب الزمان ).
ولا يرضون تسمية الشيعة أبناءهم
( عبد الحسين عبد الحسن ) ،
وموقفهم من ذلك كموقفهم من النصارى
الذين يسمون أنفسهم ( عبد المسيح ) .
فإنه لا يستوي من يسمي ولده عبد الله ،
ومن يسميه عبد المسيح أو عبد الحسين
فإن المسيح والحسين عباد لله ،
وإذا كان من أحب الأسماء إلى الله تعالى :
( عبد الله وعبد الرحمن ).
فإن من أبغض الأسماء إلى الله
اسمٌ دلَّ على العبودية لغير الله.
وإنما يقول أهل السنة ( يا الله )
ويتوجهون بطلب حوائجهم وتفريج كُربهم إليه وحده.
إنهم يحبون أهل البيت لكنهم لا يقدسونهم ولا يؤلهونهم.
فكما أن المسلمين وسط
بين اليهود الذين كفروا بالمسيح
وبين النصارى الذين عبدوه ،
فكذلك هم وسط
بين من سبوا أهل البيت
وبين من عبدوا أهل البيت
وفضلوهم على الأنبياء.
إذن فأهل السنة يدعون الله وحده
الذي هو أقرب إلينا من حبل الوريد،
الذي يسمع دعاء جميع عباده
في وقت واحد
على اختلاف أماكنهم وأعدادهم
وهو أرحم بعباده من كل عباده ،
وأسرع في إجابة الدعاء منهم ،
وأعلم بحوائج عباده وإن لم يرفعوها إليه.
قال تعالى:
{ قل أندعو من دون الله
ما لا ينفعنا ولا يضرنا
ونردُّ على أعقابنا
بعد إذ هدانا الله }
[ الأنعام 71 ]