موقف الشيعة من الصحابة
أما الشيعة فقد كثر تعرضهم لأصحاب النبي

حتى زعموا أنهم ارتدوا على أعقابهم بعد موته إلا ثلاثة:
أبو ذر وسلمان الفارسي والمقداد ،
وأن من شك في كفرهم فهو كافر .[1]
وجاء في كتاب الكافي [2]
" إن أبا بكر وعمر فارقا الدنيا ولم يتوبا،
ولم يتذكرا ما فعلاه بعليّ ،
فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "
وفسر الكليني آية :
{ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا
ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا }
[ النساء 137 ].
قال :
نزلت في فلان وفلان [3]
حيث آمنوا برسول الله
ثم كفروا حيث لم يُقِروا ببيعة عليٍّ
ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعهم للبيعة لهم.
فهؤلاء لم يبقَ لهم من الإيمان شيء " [4].
وقالوا عن عمر
بأنه
" ابن زانية اسمها صهاك ،
زنا بها عبد المطلب فولدت منه عمر " [5].
وقالوا عن أبي بكر أنه قرين الشيطان،
وأنه وصاحبه عمر منافقان وظالمان وكاذبان،
وأن من اعتقد إمامتهما
مات ميتة جاهلية وضلالة " . [6]
وقالوا عن عثمان:
إنه كان على الباطل ملعوناً . [7]
فهؤلاء الثلاثة يكرههم الشيعة كرهاً شديداً ،
ويبالغون في سبهم ،
ولهذا عقد لهم المجلسي في كتابه باباً بعنوان :
باب كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم [8].
وقال :
" إن كل من يعتقد بأن عثمان مات مظلوماً
يكون ذنبه أشد من الذين عبدوا العجل " [9].
وهكذا طريقة أهل الأهواء:
إما بالتفريط في المحبة ،
وإما إفراط في الكراهية .
ومن العجب أن الشيعة ذموا معاوية ،
قالوا : لأنه أمر بسبِّ عليٍّ على المنابر
وعَدُّوا هذا من قبائح أعماله ،
وهم يسبون أبا بكرٍ وعمر كل يوم
لا يرون ذلك قبيحاً .
=============
[1] - أصول الكافي 2 : 245 ،
حياة القلوب للمجلسي 2 : 640 باللغة الفارسية ،
وكتاب سليم بن قيس العامري 92 ط دار الفنون ،
تفسير العياشي 1 : 199 ، تفسير الصافي 1 : 389 ،
البرهان في تفسير القرآن 1 : 319 ، تفسير نور الثقلين 1 : 396 ،
الاختصاص 4 – 5 ، السرائر 468 ،
تجار الأسوار 22 : 345 – 352 - 440
[2] - الكافي 8 : 246 .
[3] - أي أبي بكر وعمر كما أكد ذلك الصافي في شرحه على الكافي.
[4] - الكافي من الأصول : كتاب الحجة 240 .
[5] - الطرائف في معرفة الطوائف 401 ، الأنوار النعمانية 1 : 61 ،
كتاب دائرة المعارف الشيعية 23 : 29 ،
وكتاب سليم بن قيس العامري وهذا الكتاب مُنع في عهد الشاه ،
ثم أعيد طبعه بعد الثورة الإيرانية .
[6] - الطرائف في معرفة الطوائف 401 لابن طاووس ط : مطبعة الخيام – قم.
وكتاب حق اليقين للمجلسي 204 طبع في إيران.
[7] - حديقة الشيعة للمقدسي الأردبيلي 275 طبع في إيران .
[8] - بحار الأنوار 8 : 208 – 252 ط: المطبعة الحجرية.
[9] - حق اليقين 270